لندن ـ ماريا طبراني
حصل الثنائي بيتر بيلوتو على جائزة منظمة الموضة، ومجلة "فوغ"، لعام 2014، والتي تأسست عام 2008، ويحصل بموجبها الفائز على مئتي ألف جنيه إسترليني، تقديرًا لموهبته في ابتكار الأزياء، ومخاطبة الأسواق العالمية، فضلاً عن الدعم المعنوي واللوجيستي، من مصممين مخضرمين مثل بول سميث، ومحلات كبيرة مثل
"هارودز" ، و"ديبنهامز"، و"توب شوب"، ما يساعد أيّة ماركة، وأيّ مصمّم، على النضج والتوسع.
ولم يكن الحفل كبيرًا إلى حد يجذب أنظار أو اهتمام السياح المتجولين في منطقة بيكاديلي (وسط لندن)، لكنه كان مهمًا بالنسبة للمهتمين بصناعة الموضة البريطانية، حيث انتزع الثنائي بيتر بيلوتو الجائزة من منافسين أشداء، هم ماريا كاترانتزو، وإيميليا ويكستيد، وهنري هولاند.
وعلى الرغم مما لهؤلاء المتنافسين الثلاثة من شعبية، فإنه لا أحد ممن تابع مسيرة الثنائي، كريستوف دي فوس، وهو من أب بلجيكي وأم بيروفية، وبيتر بيلوتو، الذي ينحدر من أصول نمساوية إيطالية، ينكر أنهما يتمتعان بقدرات عالية، وبرؤية واضحة لا تتسرع النجاح.
وأوضح بيتر بيلوتو أنّ "البداية كانت متواضعة، في استوديو صغير، ومع موظفين يعدون على أصابع اليد، وبعد أربعة أعوام فقط، وصل عددهم إلى الـ40، وتوسع المكان لتصل مساحته إلى 10.000 متر مربع، في استوديو يقع شرق لندن"، مشيرًا إلى أنّ "التوسع كان حتميًّا، حتى نتمكن من تلبية طلبات المحلات التي تعرض تصميماتنا، بعد أن وصل عددها إلى 200 محل، في 50 بلدًا".
يذكر أنّ بيتر تخرّج، في عام 2005، من معهد التصميم في أنتوورب، وأظهر منذ البداية حسًا تجاريًا وقدرة على الابتكار، حيث فازت تشكيلته بجائزة مهمة، جعلت خمسة محلات كبيرة تتهافت عليه، وتطرح تشكيلته فيها، لم يرهبه نجاحه السريع، بقدر ما جعله يفكر في ضرورة ترسيخ أسلوب خاص يميزه عن غيره.
بعد هذا النجاح، توجه إلى لندن، حيث التحق به صديقه كريستوف دي فوس بعد تخرجه، وقررا أن يؤسسا ماركتهما في العاصمة البريطانية، لما تتيحه من إمكانات للإبداع والتطور، حسب قولهما.
واحتضنت منظمة الموضة البريطانية الثنائي، من باب دعمها المصممين الشباب، كما تدخلت بطريقة مباشرة لفرضهم على المجلات وفتح الأبواب أمامهم، ولم يحتج الأمر إلى أيّ جهد لتسويق ماركة "بيتر بيلوتو"، فسرعان ما أثارت تصميماتها أنظار نجمات مثل كايت بلانشيت، وإيما واتسون، وغيرهما ممن ظهرن بها في مناسبات السجاد الأحمر، لاسيما أنّ إمكاناتهما لا تسمح بالدعاية في المجلات البراقة، مثل "فوغ" وغيرها، إضافة إلى أنّ معظم محرّرات الموضة العالميات اقتنعن بقدراتهما، ما جعل تصاميمهما تظهر في مجلاتهن بشكل دوري.
وسيشهد عام 2014 ثمرة تعاونهما مع محلات "تارغيت"، حيث أنّه بعد عام من التحضيرات والتجهيزات، ستصل تصميمات الثنائي إلى موقع "نيت أ بورتر دوت كوم"، وهذا ما يعني أنها ستتوفر في كل أنحاء العالم، وليس فقط في الولايات المتحدة الأميركية، بحكم أنّ "تارغيت" ليس لديها أي فروع خارج الولايات المتحدة.
وكان الثنائي بيلوتو ودي فوس قد تلقيا عرضًا، في آذار/ مارس من العام الماضي، لم يترددا في قبوله، لما تتضمنه التجربة من وصول إلى طبقات لم تسمع باسم الماركة من قبل، وما شجعهما أيضًا أنه سبق لهذه المحلات أن تعاونت مع باقة من المصممين المهمين، حيث تطرح تصاميم موقعة بأسماء عالمية، لكن بأسعار زهيدة، مقارنة بتشكيلاتهم الخاصة، إذ يمكن الحصول على قطعة من "بيتر بيلوتو" مثلا بـ100 جنيه إسترليني، مقارنة مع 1000 جنيه إسترليني لقطعة عادية من خطهم الأساسي.
ويحصل هؤلاء المصممون على مبالغ مادية تساعدهم في أعمالهم، فضلاً عما تتيحه لهم من فرصة لاستكشاف مجالات أخرى، مثل حقائب اليد، والنظارات الشمسية، وملابس البحر، لهذا، كانت الفرصة مهمة لا تفوت بالنسبة للثنائي المقيم في بريطانيا.
وأكّد كريستوف دي فوس أنّ "محلات (تارغيت) تتمتع بسمعة عالية، وتعاملها مع مصممين آخرين شجعنا على خوض التجربة، بل وشعرنا بالفخر أنهم فكروا فينا"، مشيرًا إلى أنّ "الثنائي انطلق من الصفر، عوض الاعتماد على أسلوبهما المألوف، بالاعتماد على استنساخه في أقمشة أو طبعات أرخص، كان مهمًا بالنسبة لهما أن يقدما تصاميم جديدة، ومع ذلك فإن بصمتها المتمثلة في الطبعات الرقمية لم تغب، وإن جاءت مختلفة بحكم أن السعر أقل".
تجدر الإشارة إلى أنّ لائحة المتعاونين السابقين مع محلات "تارغيت" تضم أسماء مثل مالبوري، وميسوني، وفيليب ليم، وألكسندر ماكوين، وجايسون وو، ومارك جايكوبس، وبروانزا سكولر.