بيروت - ميشال حداد
تبدو وكالات عرض الأزياء في لبنان من المحطات الأساسية التي طالما شغلت الاعلام نظرًا لارتباطها بالموضة والفن والإعلام في آن واحد وهي في نفس الوقت عانت من شبهات كثيرة نتيجة سقوط عدد من العارضات و أصحاب مؤسسات الموضة في حفرة المشاكل والفضائح في لبنان والخارج في التحقيق التالي إضاءة على ما تبقى من وكالات في لبنان، فقبل أعوام شهد مجال وكالات عرض الأزياء انتعاشًا كبيرًا بعد أن غصت العاصمة اللبنانية بيروت بعشرات المصممين الذين سعوا الى تطوير الطاقات اللبنانية الرائدة في ذلك المجال وهي ناحية انعكست إيجابًا على واقع عارضات الأزياء الذي جرى تنظيمه من خلال مؤسسات تعمل على تأمين فتيات الموضة من لبنان والخارج للعديد من عروض الأزياء والفيديو كليب والإعلانات وأغلفة المجلات وغيرها من النواح التي يتم التداول بها ضمن إطار الجمال والأضواء و حتى أن البعض كانت له بصمته على مستوى مسابقات ملكات الجمال و أبرزها ملكة جمال لبنان قبل أن يأتي القرار بمنع العارضات من المشاركة فيها لاسباب تتعلق بالنظام الداخلي الخاص بها .
واقع وكالات عرض الأزياء بقي على حاله من الإنجازات و دخل اقطاب ذلك المجال بصراع و منافسة من أجل اثبات الوجود و خرجت إلى العلن وجوه عارضات أصبحن على صلة كبيرة بالنجومية بعد أن شاركن في عروض مهمة للموضة وظهرن في أكثر من فيديو كليب وإعلان و غلاف مجلة، وحتى أن حرب الوكالات وصلت إلى وسائل الإعلام بما فيها من شائعات ومواقف متشنجة و مصالحات وغيرها من الأمور التي أبقت ذلك القطاع تحت بقعة الضوء لأعوام .
فترة العصر الذهبي لوكالات عرض الأزياء في لبنان أصيبت بأكثر من أزمة و خيبة وتلاشت أسماء العارضات في عالمها بعد أن سلك أكثرهن طريق التمثيل وتقديم البرامج التلفزيونية وحتى الغناء والرقص وغيرها من المجالات و تدريجيًا توسعت آفاق المشكلة فانهارت مؤسسات تعمل في إطار الموضة كما حصل مع كثر أبرزهم إيلي نحاس صاحب وكالة " ستايل " التي أُغلقت بعد توقيفه في فرنسا والافرج عنه إضافة إلى أشخاص آخرين عملوا لفترة وجيزة و أسسوا وكالة لعروض الأزياء قبل إغلاقها لأسباب مجهولة .
الأزمة الاقتصادية ضاعفت من أزمة الوكالات والأزمات السياحية وضعت أمامها أعباء كثيرة حتى غابت عن أصداء خطواتها عن الأضواء، وحول واقع تلك المؤسسات نلقي الضوء على أراء أصحابها وهم الأبرز في مجالهم و لديهم شهرتهم على المستوى العربي و العالمي، فالبداية كانت مع السيد نضال بشراوي صاحب وكالة بشراوي للموضة وهو قال : وكالات عرض الأزياء الخاصة بالعمل الاحترافي باقية في لبنان وهي تقوم بعمل كل البلد على مستوى الموضة والإعلانات وغيرها من الأمور التي تتعلق بعملنا و نشاطاتنا ونحن في الميدان 4 مؤسسات لها وزنها وتجربتها والبقية كانوا أصحاب تجارب عابرة و حتى أنهم لا يملكون المستوى الجيد على صعيد العارضات، فالعمل مستمر معنا وكل يوم هناك إنجاز جديد رغم كل الأزمات التي يمر بها البلد و من قال أننا بلا عمل، هناك إعلانات وأغلفة مجلات وعروض أزياء و فيديو كليب، فالوكالات الباقية التي تحدثت عنها هي وكالاتي و ناتالي فضل الله و زياد سلامة و جوني فضل الله .
في المقابل أشارت ناتالي فضل الله إلى أن الوضع الاقتصادي أثر سلبًا على واقع الوكالات في لبنان و قالت : نحن موجودون على أرض الواقع لكن هناك أزمة ليس فقط في مجال عرض الأزياء وإنما في قطاعات عديدة أخرى، وهناك محاولة لتمريري المرحلة الدقيقة بما فيها من أعباء كي لا يكون الأمر أشبه بضربة قاضية لكل القطاع، والجميع يتحمل ذلك الأمر لأن هناك قناعة أن المقبل سيكون أفضل، في حين قال جورج كعدي إن وكالات عرض الأزياء موجودة بالاسم فقط و أشار إلى أن أصحاب تلك المؤسسات هم من قاموا بتدميرها فلا يسمحون للفتاة اللبنانية بالعمل و يأتون بالأجنبية التي ممكن أن تعرض الأزياء أو تصور الإعلانات بأسعار زهيدة مثل 150 و 200 دولار أميركي، وأضاف، أنا مازلت أعمل من خلال وكالتي و تركيزي على الشبان والفتيات اللبنانيات كي يبقى للمهنة مكانة في بلدنا بعد أن حولوا الأمر مساحة للهو و العبث .
من جهته قال جوني فضل الله إنه لا يملك وكالة لعرض الأزياء وإنما شركة لتنظيم الاحتفالات و المناسبات و قال : أنا أتولى تنظيم أسبوع الموضة في بيروت من خلال شركتي و لست وكالة و لدي نشاطات أخرى عديدة تحت الأضواء، وأتعاون مع العديد من العارضات الأجنبيات والعمل لم يتوقف وأنا أضاعف عددهن بحسب حجم المناسبات التي تقام في لبنان وهي بمعظمها تحمل بصمات مؤسستي، ولست معنيًا بواقع الوكالات لأنني أعمل وفق نظام اخرى و ربما قريب بعض الشيء من نشاطات عارضات الأزياء فقط .