الرئيسية » آخر أخبار عالم الأزياء
عمليات التجميل تلقى رواجًا في المغرب

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

تشهد المملكة المغربية رواجًا في إجراء عمليات التجميل، حيث يتوافد عدد كبير من الراغبين في إجرائها، مع السمعة التي يتمتع بها الجراحون المغاربة، وباتت هذه المصحات تستقطب عددًا من السياح، وهو ما يساهم بشكل كبير في الحدّ من آثار الأزمة العالمية التي أضرت بالسياحة في المغرب.ويُصنّف الأطباء المغاربة ، على رأس الجراحين الأكثر احترافية وجرأة في التقويم، ولا تخلو العيادات الخمسين في المغرب من نجوم الفن والإعلام والسياسة والمجتمع العرب والأجانب، الراغبين في إجراء عمليات تجميلية مع شرط الاحتفاظ بـ"السرية".
وتبدو مصحات التجميل والتقويم في المغرب، كما لو أنها فنادق شيدت لاستقبال زبائن من نوع خاص، ويكاد معمارها يشبه "فيلا" راقية وسط حي يسكنه الأثرياء، محاطة بأشجار باصقة، كأنها تمنع التلصص إلى ما بداخل غرفها، وممرضات فاتنات يستقبلن الزوار بابتسامات ساحرة، ويبدو زائر المصحة للمرة الأولى كأنه يدخل "مغارة علي بابا"، إلا من فارق في الأبواب التي تفتح "أوتوماتيكيًا"، بعد أن تكون عدسة الرصد قد فحصته، أو كمن يدخل بإرادته غابة غموض، يدخلها مفقودًا ويغادرها مولودًا.
وتستقبل تلك المصحات زوارًا من فئات خاصة، تشترط خلو المكان قبل المغامرة بالبوح للجراح بالمعاناة، وبهذه الصورة يتخلى الطبيب عن مشرط الجراحة ليتحول إلى طبيب نفسي، يختم كلامه بنبرة تفاؤل "سنجري العملية وسيكون كل شيء على ما يرام"، فهم ليسوا مرضى، ولا هم بضحايا حوادث، وإنما هم بسطاء، وإن اختلفت مواقعهم الاجتماعية، بعضهم يتطلع إلى شكل مقبول، وآخرون يبحثون عن أقل درجات الجمال، والبعض الآخر يأمل في جسد ممشوق، آمال وأحلام ترسم على أجساد الواقع عبر جراحة التجميل والتقويم.
ويتربع الأطباء المغاربة المتخصصون في التقويم والتجميل على كراسي الصدارة العالمية، بدليل توافد كبار الفنانين والمشاهير والسياسيين على ارتياد المصحات المغربية المتخصصة في هذا المجال الطبي، لإجراء عمليات تتوزع ما بين تقويم الأنف وإزالة التجاعيد وتكبير الثدي أو تصغيرها، وشفط دهون البطن والأرداف ونفخ الشفتين، وزراعة الشعر ومنع تساقطه، وتوسيع محجر العين، وشد الوجه وجراحات الترهل والسمنة المفرطة وتجميل "الندوب"، وإعادة النضارة للنساء بعد الولادة، ولا يُخفي الأطباء المغاربة براعتهم في العمليات التقويمية الجنسية وتحويل الجنس.
وتُفيد أرقام أطباء التجميل والتقويم في المغرب، أن مرتادي مصحات التجميل، وإن كان الأمر يلزم السرية، غالبيتهم من نجمات الفن ونساء المجتمع، فهن الأكثر إقبالاً على هذه المصحات، وهن في الغالب يحلمن في سباق التجميل بأمل تقويم أنف، أو نفخ الشفتين، أو شفط البطن المترهل والأرداف، وشاءت صرعات البحث عن "لوك" جديد أو الحفاظ على الشباب أن يبتكر خبراء التجميل أشكالاً جديدة تندرج في سياق" الطابو"، وتحاط بدورها بكثير من السرية.
ويبحث عدد من نجمات الفن على مكامن الإثارة في عالم "التجميل"، إذ تفضل بعضهن إجراء عمليات في المناطق الحساسة أو "الحميمية"، وتتوزع دوافع ذلك بين البحث عن المتعة أو في سياق التجميل الذي يحافظ لهؤلاء على نضارتهن، ونظرًا إلى حساسية إجراء هذا النوع من العمليات، وضرورة إحاطة إجرائها بـ"السرية"، تصر عدد من النجمات العربيات على إجراء عمليات جراحية مماثلة في عيادات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أو يزرن المغرب بشكل "سري"، وهو ما يفسر توافد بعضهن على المغرب من دون أن تكون لهم حفلات.
ويرى رئيس "الجمعية المغربية لجراحة التقويم والتجميل" البروفيسور كمال العراقي الحسيني، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن "80 في المائة من مرتادي مصحات التجميل في المغرب نساء، بينهن نجمات معروفات يفضلن المصحات المغربية، هروبًا من عيون الصحافة في المشرق، وأن العرب يجهلون الشيء الكثير عن هذه الجراحة، لكنهم يملكون وعيًا بها، وهم يدركون أنها تندرج في سياق العلاج من آثار نفسية ناتجة عن الإصابة بهذه التشوهات".
وقال العراقي، "إن جراحة التقويم والتجميل تخصص طبي، ولا يمكن لأي طبيب أن يزاولها إلا إذا كان متخصصًا فيها، وينبغي الحيطة والحذر، وعدم الخلط بين التجميل وجراحة التهميش، والأساس في هذا كله أن المرضى المترددين علينا تزداد معاناتهم النفسية، وهم في حاجة إلى رفع هذه المعاناة، ولا يكون ذلك إلا بتخليصهم من مصادر معاناتهم".
وعن تهافت عدد من المشاهير على مصحات التجميل والتقويم المغربية، أوضح البروفيسور كمال، أن "المعروف عن هؤلاء، وبحكم أنهم، في الواجهة، يحبون المحافظة على مظهرهم الجسدي، وهؤلاء يفضلون جراحة الوجه، كتقويم الأنف وإزالة التجاعيد أو زراعة الشعر وشفط الدهون وتكبير أو تصغير الثديين وعمليات أخرى، ونحن لا نكشف عن سر المهنة، ولا يمكن أن نقدم أي بيانات أو معلومات عن مرتادي مصحاتنا، هذا التزام وقسم، لا يمكن أن نخالفه".
ويعتقد الكثيرون أن جراحة التقويم فيها تغيير لخلق الله، إلا أن الداعية المغربية عبدالباري الزمزمي يؤكد أن "التجميل له داعيان، أحدهما يكون التماسًا للحسن وطلبًا لتجميل الصورة، وثانيهما يتعلق بمعالجة التشوه الخلقي وإصلاح الآفة الطارئة على البدن، أما التجميل طلبًا للحسن فهو محرم تحريمًا قاطعًا، لأنه من عمل الشيطان وخطواته كما قال عز وجل، (وَإِنْ يَدْعُوْنَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَرِيْدًا* لَعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيْبًا مَفْرُوْضًا* وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ…) محرم حتى على الحيوان، أما التجميل المباح فهو إذا كان علاجًا لتشوه خلقي يولد به الإنسان، أو تعرض لحادث نتج عنه تشوه في الجسد كاحتراق بالنار، ودليل ذلك قوله تعالى في زكريا (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَه)، حيث قال بعض المفسرين، كان لها أسنان طويلة، فيما رأى آخرون أنها كانت عقيمًا فأصلح الله ما بها من عيب".
ولا تخفي الراقصة المغربية نور، المعروفة عالميًا بكونها كانت رجلاً، وتقول "لا أخفي أنه كانت لدي ملامح ذكورية، إلا أن تكويني الجسدي، كان أنثويًا، وعانيت كثيرًا من هذه الإزدواجية، وهو ما دفعني إلى اتخاذ قرار بتحويل جنسي من ذكر (في نظر الناس)، إلى أنثى وأجريت العملية وتكللت بالنجاح"، فيما رفضت السلطات المغربية تغيير جنسه في وثائق الهوية، إلا أن الشارع المغربي بات يتقبل نور كامرأة وكراقصة موهوبة تشارك في كبرى المهرجانات العالمية.
ونور بهذا الإعلان تكون قد كسرت طابو "السرية" أو تحاشي الإعتراف بإجراء عمليات تجميل لدى عدد من الفنانين والفنانات، وإذا كان هذا النوع من تحويل الجنس يرفضه أطباء "الجمعية المغربية لجراحة التقويم والتجميل"، إلا أن أطباء مغاربة آخرين لا يخجلون من إعلان خدماتهم في هذا الشأن، ويلتزمون بضمانها 100 في المائة.
ويدعو الأطباء المتخصصون إلى وجوب التمييز بين جراحة التقويم والتي تخص كل ما له علاقة بالإصابات الناجمة عن الحروق وحوادث السير والعاهات التي تُخلق مع الإنسان، وبين جراحة التجميل والمتعلقة بجمال المظهر.
وتخضع مصحات التجميل والتقويم في المغرب إلى نظام "المساومة" في التعامل المالي، فلكل عملية أجرها، ويمكن أن تصل إلى 5 آلاف دولار بالنسبة للجراحات المتعلقة بتقويم الأماكن الحساسة، وقد تنزل إلى ما أدنى من  800 دولار لشفط الدهون، في حين اتخذت الحكومة المغربية أخيرًا قرارًا يقضي برفع الضرائب عن هذه المصحات، في محاولة لإدراجها في مخططات إنعاش السياحة.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

اكتشفي ألوان الملابس المناسبة للبشرة "الحنطية" واحظي بإطلالة رائعة
تألقي بأجمل الإطلالات في الصيف من وحي كارولين عزمي
أفكار إطلالات صيفية لطويلات القامة مستوحاة من جيسيكا قهواتي
إليكِ أحدث 5 ماركات عالمية من "الشنط" لتواكبي الموضة
طريقة تنسيق الكروب توب موضة صيف 2020 من وحي…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة