الرئيسية » آخر أخبار عالم الأزياء
سيطرة "التول" على أفكار المصممين

لندن- المغرب اليوم

شهد التول أول ظهور له بشكله المعاصر في تشكيلة مولي غودارد خلال «أسبوع لندن»، حيث كان بطريقة «كاجوال» وليس في فستان سهرة، منذ ذلك الحين، وهو يغازل المرأة؛ إلى أن كسب ودها تماماً في عام 2016، الفضل في هذا يعود إلى ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» التي أدخلته كل المناسبات، بعد أن كان يقتصر في الأذهان على فساتين الزفاف والطرحات، وأيضاً بفساتين راقصات الباليه. ولا يعرف أحد ما إذا كان هذا الإقبال يعود إلى تأخر المرأة في الزواج واستقلاليتها، أم عزوفها عن فساتين الزفاف الكلاسيكية، أو مرده فقط إلى الغزو الذي تعرضت له كل حواسها بسبب الكم الهائل من الأزياء المبتكرة والأنيقة التي تطرحها بيوت أزياء مهمة مثل «غوتشي» و«ديور» و«أوسكار دي لارونتا» و«سان لوران»، وجيامباتيستا فالي... وغيرهم. وسواء لم تعد المرأة تريد الانتظار إلى أن تتاح لها فرصة ارتداء فستان زفاف من التول، أو بما فتحه لها من فرص لتنسيقه مع إكسسوارات «سبور»، فإن النتيجة واحدة. إنه الخامة التي تضفي الأنوثة على أي تصميم مهما كان بسيطاً وعادياً، وترقى به في ثانية إلى مستوى المناسبات الكبيرة.

ويعتقد مؤرخو الموضة أن التول تم غزله لأول مرة باليد، في القرن السابع عشر، باستعمال الطريقة نفسها في إنتاج الدانتيل. بعد ذلك تم إنتاجه بواسطة آلة جد معقدة في عام 1809، ليصبح منذ ذلك الحين جزءاً لا يتجزأ من الفساتين الفخمة للمساء والسهرة.

وكان من البديهي أن تحتكره الطبقات الأرستقراطية والثرية في البداية، لنُدرته وغلاء سعره. فقد كان يُصنع من خيوط الحرير فقط، لكن مع الوقت وبعد الثورة الصناعية، بدأ صنعه من خيوط أرخص مثل النايلون والبوليستر، الأمر الذي جعله متاحاً لكل الطبقات. ورغم أنه اكتسب شعبية كبيرة في القرنين الـ19 والـ20، فإنه اقتصر على فساتين السهرة والمساء ومناسبات الزواج، إلى أن ظهرت النجمة الراحلة غرايس كيلي في عام 1954 في فيلم «النافدة الخلفية» لألفريد هيتشكوك بفستان طويل وتنورة مستديرة مغطاة بغلالة من التول.

كانت هذه الإطلالة بمثابة الشرارة التي أشعلت خيال المصممين، الذين كانوا كمن يكتشفون لأول مرة خفته وما تتيحه لهم من إمكانات، مثل استعماله بطبقات متعددة تُبرز جمال الخصر وتحدده من دون أن تضيف إلى المرأة كيلوغرامات زائدة.

بدأ استعماله أيضاً وسيلة لإضافة الحشمة والغموض. فغلالة خفيفة منه مثلاً تغطي أكتاف وأذرع المرأة تفي بالمطلوب من دون أن تُخفي تفاصيل التصميم المحدد على الجسم. قبل ذلك كان مفهوم الحشمة في مجال التصميم يقتصر على القبعات والطرحات. بيد أن هناك سبباً آخر تشير إليه المؤرخة سوزان واغونور، وهو أن استعمال التول في طرحات العروس كانت له أسباب أخرى في التاريخ القديم، حين كانت الزيجات المرتبة تقليداً دارجاً بين العائلات الكبيرة. كان مهماً أن تُخفي القبعات ملامح المرأة حتى لا يرى العريس وجهها ويغير رأيه، في حال لم تعجبه. لحسن الحظ أن طرحات التول ترمز في العصر الحديث إلى الرومانسية والجمال. كما أصبح سلاحاً يمكن المرأة من إظهار ما تريده وإخفاء ما لا يُعجبها. أي إنه بشفافيته ونعومته، منحها قوة. وهذا ما تؤكده الثورة النسوية التي ترفع شعارها مصممة «ديور» ماريا غراتزيا تشيوري، وأثبتت أنه ليس أكثر من تنورة منفوشة من التول مع حذاء عسكري و«تي شيرت» بسيط، لتؤكد مدى مواكبة المرأة عصرها، وتمردها على المتعارف عليه. ومع ذلك فلا يمكن القول إن هذه الفكرة وليدة أفكار المصممة تشيوري، فقد سبقها إليها كل من الياباني يوجي ياماموتو في الثمانينات، وبعده راي كاواكوبو؛ مؤسسة ماركة «كوم ذي غارسون» التي أثارت جدلاً عندما قدمت تشكيلة لربيع 2005 جمعت فيها الذكوري، من خلال قطع مصنوعة من الجلد الطبيعي، بالأنثوي الذي جسده التول. ما نجحت فيه تشيوري بالمقارنة أنها منحته شعبية وأخرجته من مناسبات المساء، كما من حالات التمرد على الأنوثة وذلك بجعله معاصراً. مؤخراً تسابق المصممون على استعماله، بمزجه مع أسلوب رياضي تماشيا مع الموجة الدارجة، وارتقاء بإطلالة يغلب عليها الأسلوب «الكاجوال الرياضي» المطلق. ولا تختلف ماريا غراتزيا تشيوري عنهم كثيراً وإن تفوقت عليهم من ناحية التنسيق فقط؛ فمنذ أول تشكيلة قدمتها في عام 2016 وهي تخاطب جيل الشابات بعودتها إلى أرشيف الدار، وفي الوقت ذاته لعبها على الإكسسوارات العصرية، وتحديداً الرياضية، التي تحقق الربح هذه الأيام، في خلطة موفقة حققت للدار أرباحاً لا يستهان بها.

يذكر أن المصممة سبق أن استعملت هذه الخامة قبل التحاقها بـ«ديور»؛ فقد ظهرت في تشكيلاتها لدار «فالنتينو» أيضاً.

اقرأ أيضًا:

قطة تسرق الأضواء من عرض أزياء "كريستيان ديور" في مراكش

كيف تنسقين التول

ارتداء تنورة مستديرة من التول في المساء أمر مضمون النتائج إلى حد كبير، ولا يعدّ نشازاً؛ بحكم تاريخه الطويل في هذه المناسبات. لن تحتاجي سوى إلى حذاء بكعب عال، وقميص محدد عند الصدر من الحرير أو كنزة تُظهر ضمور خصرك، لتحصلي على إطلالة أنثوية كما رسمها كثير من مصممي الخمسينات. الصعوبة تكمن في ارتداء هذه الخامة في مناسبات النهار. فليست كل واحدة منا مؤهلة لكي تظهر فيها أنيقة وفي الوقت ذاته ديناميكية، لهذا تحتاج إلى التالي:

- تنسيقها مع «تي شيرت» بسيط وحذاء رياضي أو حذاء عسكري.

- تنسيقها مع نظارات «فينتاج» بتصميم «القطة» لتعكس خبرتك في مجال الموضة.

- ارتداؤها مع قميص رجالي من القطن أو من الجينز، أو مع جاكيت من الجلد للتخفيف من أنوثتها.

- طولها في غاية الأهمية... عندما تكون طويلة جداً فقد تُغرقك وتفقدك بعض التوازن المطلوب، وعندما تكون قصيرة جداً، فقد تبدين فيها كراقصة باليه أضاعت الطريق، وطبعاً ليس هذا هو المنشود. الطول المفضل أن تتعدى الركبة، وأن تكون بها حركة. لا بأس أيضاً أن تحاول ملامسة الكاحل إذا كان الجزء الأسفل منها شفافاً، أي من دون تبطين.

- رغم أن محال كثيرة تطرحها في تصاميم شتى بألوان جريئة، فإن الأفضل أن تتقيدي بألوان طبيعية مثل البيج أو الوردي البودري أو الأسود أو الأزرق، مع ضرورة الابتعاد عن الأبيض.

- لمناسبة رسمية أو فقط للمكتب، يمكن فقط إضافة جاكيت مفصل تحددينه بحزام عند الخصر أو تتركينه مفتوحاً.

قد يهمك أيضًا:

مزيج من الغرابة واللا مألوف في أزياء النجوم خلال حفلة "مت غالا"

إطلالات المشاهير تبتعد عن التقاليد في حفل "ميت غالا 2019"

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

اكتشفي ألوان الملابس المناسبة للبشرة "الحنطية" واحظي بإطلالة رائعة
تألقي بأجمل الإطلالات في الصيف من وحي كارولين عزمي
أفكار إطلالات صيفية لطويلات القامة مستوحاة من جيسيكا قهواتي
إليكِ أحدث 5 ماركات عالمية من "الشنط" لتواكبي الموضة
طريقة تنسيق الكروب توب موضة صيف 2020 من وحي…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة