لندن ـ كاتيا حداد
تعتقد السيدات في الخمسينات من عمرهن أن خيارات اللبس لديهن محدودة، وأنه لا يمكنهن أن يغيرن مظهرهن كما يريدن، إلا أن ذلك ليس حقيقيًا، تحكي الكاتبة "فيونا جولفار"، في منتصف الخمسين من عمرها، عن رحلتها لتغيير طراز ملابسها ليكون عصريًا..
وذكرت جولفار عن رحلتها، قائلة "كنت أتجول مع صديقتي التي لا تزال في أوائل الثلاثينات من العمر - أنا في منتصف الخمسينات – في المحلات التجارية عندما قررت تجربة زوج من الأحذية الرياضية، وبينما هي تجربه شعرت أنه أكثر حذاء مريح رأيته في حياتي، لم أكن أهتم حقا بما إذ كان حذاء عصريا، إلا إنني لاحظت إنه من تصميم راف سيمونز، وكانت الفكرة الأولى لتخطر ببالي هي إنه سيكون مريحًا لظهري، وعندما جربته شعرت كما لو أنني أسير على الهواء، اشتريته فورًا، وعدت به إلى المنزل".
عندما وصلت ابنتي إلى البيت في ذلك المساء، لاحظت الحذاء فورا وسألتني: "من أين حصلتي على ذلك؟"، وعندما سألتها متوترة قليلا عما تقصد قالت: "أليس هذا الحذاء الرياضي من راف سيمونز؟"، كانت تسأل بطريقة تشير إلى إنني لا يجب أن أنفق أموالي لشرء شيء لا يليق بعمري مثل هذا الحذاء. لم يمض وقت طويل على ذلك حتى قرأت مقال على الانترنت حول مصمم الأزياء فيرجيل أبلوه، وهو مصمم الأزياء الذي عمل بالعلامة التجارية "ييزي" التي يمتلكها كاني ويست، ويمتلك الآن العلامة التجارية "أوف وايت" التي تحقق نجاحا ملحوظا، لم أكن أعرف الكثير عن تلك العلامة التجارية، لذلك بحثت على الانترنت لاكتشاف المزيد، وبعد أقل من 90 دقيقة، تسلمت سروال ساقط واسع الساق من الكاروه ذي اللونين الأبيض والأسود، أحببت السروا وبدا رائعا مع حذائي الجديد.
في تلك الليلة بينما جلست أشاهد التليفزيون مع ابنتي قالت لي "بنطلون لطيف يا أمي، من أين اشتريته؟" وعندما أخبرتها إنه من العلامة التجارية "أوف وايت" ضحكت وقالت "لقد أصبحت ترتدين ملابس الشارع"، لم أهتم إن كانت ملابس شارع أم لا، لقد بدا كلاسيكيا ومريحا بالنسبة لي.
وفي الواقع أنا أشعر بالراحة النفسية والجسدية في تلك الملابس الجديدة أكثر مما أشعر مرتدية، مثلا، فستان غوتشي ذي الأزهار، أو الفساتين الخضراء الجميلة المعروضة في نافذة H&M، أنا لا أريد أن أبدو "جميلة"، أجد أن ذلك يجعلني أبدو مسنة، ويبدو إنني أعود الآن للطريق التي ارتديت بها الملابس في التسعينيات، في ذلك الوقت ارتديت البذلات السوداء مع تي شيرت وأحذية رياضية لمدة عشر سنوات تقريبا، لقد احتفظت بكل تلك القطع، وعدت مؤخرا لارتدائها مرة أخرى.
الآن اتجهت للمزيد من التنوع في الألوان التي أرتديها، فأرتدي الرمادي والأسود والكاكي والكراميل، في حين كنت أرتدي في الماضي كل ملابسي من الأسود، كما أن الملابس الآن لها طابع رياضي وأكثر مرونة، لذلك قد أمزج بين السراويل المستقيمة الساق مع هودي حرير من أديداس، هذا الاتجاه الحالي لصورة أكثر ذكورية جذاب حقا بالنسبة لي، وأصبحت لا أهتم حقا بارتداء الفساتين التي تظهر كم أبدو جميلة، إنها تجعلني أبدو مسنة بطريقة ما