نيويورك ـ مادلين سعادة
نجحت مادلين ستيوارت البالغة من العمر 18 عامًا، في غضون عام واحد، في تحدي مفهوم المجتمع عن الجمال، إذ تحولت من عارضة أزياء إلى أحد وجوه التغيير في المجتمع.
وظهرت مادلين ستيوارت، الاثنين، خلال فعاليات "أسبوع الموضة" في نيويورك، وعرضت مجموعة أزياء لربيع عام 2016 ما جعلها ثاني امرأة مصابة بمتلازمة "داون" تصبح عارضة أزياء على منصة NYFW.
وتألقت مادلين في مظهر أنيق على المنصة من خلال شعرها الطويل الأحمر، ووجهها المرسوم باللونين الفضى والأزرق، وتميزت بالتواضع رغم اهتمام الحضور بها، وارتدت ثوبًا أنيقًا بكم واحد يتدلى على الأرض في طبقات مجعدة من الريش، كما ارتدت ثوبًا يلتف أعلى الرقبة مع صندل ذهبي.
ويعتبر أسبوع الموضة حدثًا نصف سنوي يقدم المواهب الجديدة في مجال الأزياء، واستطاعت مادلين التحول من مجرد مراهقة إلى عارضة أزياء لأحدث صيحات الموضة، وعملت بإرادة من حديد لتحقيق حلمها.
وأشارت تقارير إعلامية حديثة أن مادلين كانت تسبح 5 مرات أسبوعيا وتتدرب مع الأوليمبياد الخاصة، كما اتجهت إلى صالة الرياضة وخسرت 20 كيلوغرام من وزنها لإعداد نفسها كعارضة أزياء، ولم تكن التغيرات الجسدية فقط التي تركت أثرًا واضحًا في مادلين، وعندما التقطت لها أول صورة نشرتها والدتها، روزان، على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت بشكل كبير.
وأصبحت مادلين من خلال إرادتها من نجوم الملصقات للأشخاص الآخرين الذين يعانون من "متلازمة داون"، كما منحت أملا للوالدين بأن أطفالهم يمكن أن يحققوا إنجازات مختلفة، وأوضحت روزان قبل بدء العرض أن العالم مستعد لاستقبال ذوي الإعاقة الذهنية الذين يشرفون المنصة، مضيفة "أعتقد أن هذا هو سبب نجاحها لأنها تقاتل من أجل كل الناس المختلفين قليلا".
وشاركت مادلين سابقا في دعم صناعة السيارات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى عدد من الحملات التحريرية والتجارية، وأصبحت من الوجوه التي تستعين بها شركة التجميل "Glossigirl" كما استعارت شركة ""EverMaya اسمها لإنتاج حقيبة يد جديدة ومنح العائد للتبرع إلى الجمعية الوطنية لـ"متلازمة داون".
ولا يعتبر أسبوع الموضة في نيويورك نهاية المطاف بالنسبة إلى مادلين التي تخطط في وقت لاحق إلى زيارة السويد وروسيا لدفع مسيرتها المهنية، وبيّنت روزان، أن نجاح ابنتها يعتبر دليلا على نمو حركة المساواة والاهتمام بتقديم عارضات جدد، وتابعت "عملت باجتها والمصابون بمتلازمة داون يمكنهم فعل كل الأمور، حان الوقت حتى يدرك الناس أن المصابين يمكن أن يتميزوا بالإثارة والجمال، وسنستمر في فعل هذا ما دامت مادلين سعيدة، وما نهتم به هو سعادتها فقط ".