بيروت ـ غيث حمّور
انتهى المخرج الفلسطينيّ باسل الخطيب، من تصوير فيلمه السينمائيّ الجديد "الأم"، الذي كتب نصّه بنفسه، وأنتجته مؤسسة "السينما السوريّة"، وصوّرت مشاهده كاملة في سوريّة. وقد أهدى باسل الخطيب، الفيلم إلى والدته، وكتب على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، "فيلم (الأم).. أهديه اليوم إلى أمي الغالية". واستغرق الفيلم 50 يوم تصوير، وصوّر في عددٍ من المحافظات السوريّة، حيث تنقّل فريق العمل بين محافظتي طرطوس
وصافيتا وريفهما، والكثير من القرى المحيطة، كما صوّرت بعض المشاهد في العاصمة السوريّة دمشق، حيث يتحدّث الفيلم، عن سوريّة خلال الأزمة التي تمر بها، من خلال قصة أم وأولادها، وكيف تغيّرت حياتهم ومصائرهم خلال الأزمة
وبدأ المخرج حاليًا في عمليات المونتاج، حيث تفرّغ له بشكل كامل، وهو ما يبعده غالبًا عن الشاشة خلال الموسم الرمضاني المقبل 2014.
وتُجسّد النجمة المتألقة صباح الجزائريّ، الشخصيّة المحوريّة في الفيلم، وهي "أم عادل" الأم الحنونة المعطاءة التي تعيش في القرية وأولادها جميعًا بعيدين عنها، في حين تُؤدي النجمة سلاف فواخرجي شخصية "فاتن"، الفتاة السوريّة تعيش واقعها وتتماهى في تفاصيله، لكنها تحاول الانعتاق من إرث الماضي الثقيل، ومُخلفاته وعداواته، وتتوق إلى حلم العيش بحق وخير وجمال حلم يشبه طبيعة أرضها وبلدها وتسعى كغيرها إلى تحقيقه، فهي تقدم رسالة نبيلة مفادها، أنّ "الإنسان الذي بداخلنا هو الذي يجب أن يطغى على التفاصيل اليوميّة المرهقة لإنسانيته، وعلى النزاعات الأرضية الهادمة لروحه، وأنّ المحبة والرحمة هما المفتاح لحياة نحن أصحابها ونستحقها كسوريين
وتؤدي النجمة ديمة قندلفت، شخصية "ياسمين" وهي الفتاة الوحيدة بين أخواتها التي قرّرت مغادرة سوريّة في هذه الظروف، وهي رمز لمئات السوريين الذين تعرّضوا للكثير من الضغوط كالرعب والخوف والإهانة، وقرّروا البدء بحياة جديدة خارج سوريّة، على الرغم من أنهم خرجوا من الوطن، بقي في داخلهم وفي قلوبهم فقرّروا العودة، وتحمّل المخاطر كافة والألم، فذلك كان بالنسبة إليهم أهون من الشعور بالغربة، بينما تُجسّد النجمة نورا رحال شخصية "نورا" فتاة سوريّة عاشت في ظل الأزمة، وتعاني منها مثلها مثل غيرها، عائلتها تتفكك والوضع يتعبها كثيرًا، تعمل في مستشفى حيث ترصد مشاهد مؤلمة يوميًّا، الأمر الذي يتعبها ويحزنها، وهي تمثل جزءًا من العائلة ومعاناتها وآلامها
وقد وصف بال الخطيب فيلمه وعبّر عنه بهذه الكلمات فقال، "الفيلم مُستوحى من قصة حقيقيّة، وتدور أحداثه في ظل المأساة الكبيرة التي تعصف بحياة الإنسان السوريّ اليوم، حكاية أم وأبنائها، وكيف تبدّلت حياتهم ليجدوا أنفسهم أمام مصير وتحديات غير متوقعة، في (الأم ) رحلة اختبار وخيار، وقد سُمّي الفيلم بهذا الإسم تكريمًا لما تُجسّده الأم من قدرة على الجمع والوفاق، في دول كثيرة توجد أفلام سُميت بالأم، اليوم نقدم النسخة السوريّة الخالصة من الأم".
يُشارك في بطولة الفيلم، إلى جانب هذه النجمات كل من الفنانين علي صطوف، وعامر العلي، ولينا حوارنة، وسوزان سكاف، ورنا كرم وغيرهم