القاهرة - ليبيا اليوم
مسلسلات رمضان هذا العام تأتي في ظل قواعد التباعد الاجتماعي، التي أجبرت الكثيرين على البقاء في المنازل لتصبح فرصة المتابعة أكبر، ويحصل مارثون رمضان على الكثير من المشاهدين.تنوعت الأعمال الفنية لهذا العام، مابين مسلسلات اعتمدت على البطولة الجماعية وأخرى على البطل الأوحد، لكن السمة الأهم هي التنوع في الأفكار، ومحتوى الأعمال الدرامية مابين العمل الوطني، والرومانسي، والتاريخي، والاجتماعي.
على الساحة المصرية، أكبر منتج للدراما في العالم العربي، يعتبر النقاد ونسبة كبيرة من المشاهدين أن مسلسل "الاختيار" هو الأفضل خلال هذا الموسم، بجودة إتقانه، وتوافق مضمونه مع الروح الوطنية السائدة الآن بين عموم المصريين، فضلا عن استناده إلى قصة حقيقية، وجمعه بين الجانبين التسجيلي والدرامي.
مسلسل "البرنس" أيضا يقدم قصة جيدة، ويحمل قدرا كبيرا من الإثارة والتشويق وقد خرج من إطار النجم الأوحد، وقدم خلاله النجم محمد رمضان لونا مختلفا يتناقض مع مضمون أعماله السابقة التي سطرت عرش نجوميته كـ "نمبر وان" لكن أدائه التمثيلي مازال بحاجة إلى الكثير من التطور، ومسلسل "النهاية" الذي أزعج إسرائيل، خاض بجرأة تجربة الخيال العلمي بنكهة سياسية فاستحق الكثير من المتابعة.
المغامرة الكوميدية "بـ 100 وش" نجحت أيضا في تقديم عالم الجريمة في قالب خفيف أحبه المشاهدون، أما الزعيم عادل إمام "فلانتينو" فقدم دورا نمطيا فقد فيه الكثير من سحره.في لبنان، حقق المخرج السوري جوليان معلوف نجاحا ملحوظا لمسلسل "بالقلب" رغم موضوعه التقليدي، ورغم أن أزمة لبنان وضعت المسلسل على الخريطة الرمضانية دونما ترتيب مسبق.
الدراما الخليجية البازغة سجلت هي الأخرى حضورا لافتا هذا العام وأثار مسلسل "أم هارون الكويتي" ومسلسل "مخرج 7 السعودي" الكثير من الجدل، واعتبرها البعض ذات أغراض سياسية حيث ناقشت بانفتاح غير معهود قضية التطبيع مع إسرائيل.
قال الناقد الفني طارق الشناوي إن "مسلسل الاختيار عمل استثنائي ويتمتع بمقومات جمالية ابداعية، وهو على نفس موجة التاريخ الذي نعيشة وكل منا شاهد عيان عليه، لهذا ينبغي أن يكون التوثيق هو البطل، والمسلسل أيضا حلل دوافع الإرهابيين ولم يناصبهم العداء منذ الوهلة الأولى وقد تم إجراء تحليلي فكري للإرهاب وهو ما يحسب للعمل".
قالت الناقدة الفنية الاستاذة ماجدة خير الله إن "المسلسل الكوميدي «بـ 100 وش» يتميز بأن أبطاله غير محسوبين على نجوم الكوميديا، وكان أداؤهم جادا جدا، وهناك نص قوي، ومخرجة على وعى بتحريك الشخصيات وخلق تكوينات فنية جميلة، والذي يؤدي إلى الضحك هو الموقف المكتوب بشكل جيد، وقد رأينا جميع أن المشاركين حتى غير المعروفين كانوا في أوج تألقهم، والعمل أشبة بسيمفونية يعزف المشاركين فيها نغمات متناسقة دون أي افتعال من خلال أداء مبالغ فيه أو ألفاظ أو نكات لهذا أحبه الجمهور".
قال الناقد الفني رامي عبد الرازق إن ملاحظات المجلس الأعلى للإعلام على مسلسلات رمضات كانت نوعا من الوصاية الأخلاقية وصلت إلى درجة من التطرف في بعض الأحيان وهو أمر ضد تطور الفنون، وليس معنى هذا ترك الأمور بلا ضابط لكن التصنيف العمري يسمح بوجود هذه المشاهد والألفاظ، والتمسك بالوصاية بهذا الشكل في هذا الزمن لن يأخذه أحد على محمل الجد".
قال الناقد الفني والسينمائي محمد حجازي إن "الأعمال التي عرضت خلال رمضان في لبنان لم يكن مخطط لها، وإنما اضطرتنا الأزمة إلى وضع المسلسلات الموجودة على خريطة رمضان، ونجاح مسلسل بالقلب يعود للأداء الرائع للمملثين، وهو ما ينجح فيه المخرجون من مصر وسوريا عندما يعملون في لبنان، لأن المخرج اللبناني يترك للممثل اللبناني حرية تمثيل ما يشعر به".
قال الناقد الفني عصام زكريا: «إن «مسلسل أم هارون» و «مخرج 7» أثارا الكثير من الجدل المتوقع، وصناع العملين كانوا يعرفون هذا، والمضمون الموجود في هذين المسلسلين تم تناوله في أعمال سابقة، لكن المقصود من هذا الجدل ليس عرض التاريخ من أجل التاريخ إنما عرضه مغلوطا من أجل الترويج للتطبيع مع إسرائيل، كما يناقش قضية الموقف السعودي من القضية الفلسطينية ما تسبب في مواجهته لاتهامات بالتمهيد للتطبيع مع إسرائيل".
وقد يهمك ايضا
هقدم حاجات تفاجئكم"هكذا وعدت نادية الجندى جمهورها بأعمال جديدة
"تكريم نادية الجندى وصفية العمرى ومحمد فؤاد في مهرجان "الرواد"