مراكش - المغرب اليوم
عُرض فيلم وثائقي جديد للمرة الأولى بعنوان "في عينيك كنشوف بلادي" ضمن الدورة الـ18 للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش الثلاثاء الماضي.
وظل المخرح كمال هشكار وفيا للتيمة نفسها لفيلمه السابق "تنغير جيروزاليم" وهو الإرث الموسيقي اليهودي كجزء من الهوية المغربية، ويبدو أن نجاح هذا العمل, وما أثاره من جدل, شجعه على مواصلة التنقيب ونفض الغبار عن جزء من الذاكرة المنسية, كسبيل لإعادة خلق الروابط بين كل مكونات المجتمع الواحد, قد يتحقق الاختلاف على مستوى الدين, بيد أن الوطن واحد يستوعب الجميع, والتاريخ شاهد على أن التعايش في حب وسلام.
وتميز العرض الأول لهذا العمل بحضور جل فريق العمل بما فيهما الفنانان المغربيان نيطع القايم وزوجها أميت أيت كوهن, وهما من الجيل الثالث للمغاربة المقيمين في إسرائيل وتحديدا في نيتيفوت، كما حضره جمهور ملأ القاعة عن آخرها كان من بينهم بعض المخرجين المغاربة كحسن بنجلون ومحمد مفتكر, فضلا عن مدير المركز السينمائي المغربي صارم الفسي الفهري, لم يغادر القاعة حتى نهاية العرض.
في فيلم "في عينيك كنشوف بلادي" يواصل المخرج كمال هشكار تسليط الأضواء على جزء من هويتنا المغربية, من خلال متابعته أولا بأول لرحلة مغربيين يهوديين نيطع القايم وأميت أيت كوهن قادتهما إلى عدد من المدن كانت بدايتها مدينة الصويرة, إذ شاركا معا في دورة من دورات مهرجانها للأندلسيات الأطلسية.
وعبرت نيطع بعد نهاية حفلها أنها كانت متخوفة أن لا يتقبلها الجمهور لاختمال إحساسهم أنها غريبة عنهم, بحكم وقوفها أمامه لأول مرة. التقى الزوجان أحد المهووسين بفن كناوة, كشف لهم أن اليهود المغاربة كان من بينهم معلمون كناوة مغاربة في فترة من الفترات, وأدى لهم بعض مقاطع أغانيهم.
من الصويرة إلى طنجة كان اتجاه خط المحطة الثانية للزوجين, التقيا فيها مع الفنانة عبير عابد, ودار حوار بينها وبين أميت أيت كوهن, ووجهت له السؤال, إذا ما كان يشعر بالغربة أكثر لما يكون هناك فرد عليها بجواب ذكي بأن تواجد اليهود المغاربة قديم يعود إلى ألفي سنة, أما لإسرئيل فلا يتجاوز عمرها ستة عقود.
المحطة الثالثة من رحلة تقفي أثر الآباء والأجداد من طرف بطلي فيلم المخرج الفرنسي المغربي كمال هشكار ستصل من عروسة الشمال, إلى مدينة الدار البيضاء, وفيها ستحاول نيطع القايم البحث في إمكانية حصولها على جواز سفر مغربي استنادا إلى وثائق قديمة تركها والدها, قبل أن تزور وزوجها الناشطة اليهودية فاني ميركي في منزلها, ودار نقاش بين الثلاثة بالدارجة والعبرية, كشفت خلاله الفنانة القايم أنها تعيش بوجهين, وجه داخل منزل العائلة, حيث كل شيء مغربي, ووجه آخر في الخارج مناقض للأول يتناسب مع الحياة داخل بلدها الثاني إسرائيل.
قطار الرحلة سيتوقف أخيرا في محطته النهائية بكل من تنغير وورزازات. في المدينة الأولى حملت القايم بعضا من وثائق عائلتها, وطرقت باب البلدية هناك, تبحث عما إذا كان مسجلا اسمه بعد أن غادر البلد عام 1954 لم تعد سوى بخفي حنين, زوجها ورفيقه رحلتها أيت أي تكوها, سافر إلى منطقة "تزكي" حيث تتحدر والدته, سأل كل كبار السن المتبقين على قيد الحياة, قبل أن يسافر مع شباب الدورا إلى مقبرها قالوا لها بأنها لليهود، لما وصلوا إليها كانت صدمته كبيرة, وهو يشاهد أحجارا متناتره هنا وهناك ولا توحي وحشية المكان وقساوته أنه مكان لدفن الموتى, وهو ما جعله ينهار بالبكاء.
قد يهمك ايضا
المخرج بيرترون تافيرنيي يتسلَّم درع مهرجان مراكش من النّجم هارفي كيتل
إطلالات مثيرة على البساط الأحمر في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش