الدار البيضاء - ناديا احمد
أكد المدير العام لمجموعة "التجاري وفا بنك" محمد الكتاني، أنّ الإصلاحات والاستراتيجيات الوطنية التي باشرها المغرب، وجذوره الأفريقية وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، تؤهله للاضطلاع بدور اقتصادي أكثر وتيرة إلى جانب بلدان أفريقيا جنوب الصحراء لتفعيل وترسيخ إطار حقيقي للتعاون جنوب-جنوب.
وأوضح الكتاني، أنّ الطموح يتمثل في التوصل إلى وضع معالم خارطة طريق حقيقية، يبلورها الأفارقة من أجل الأفارقة، مشيرًا إلى أنّ تحديد الرهانات وإدراك نجاعة؛ بل وحتى ضرورة الوصول إلى حل إفريقي-إفريقي؛ يضع المغرب في مواقع جيدة لإنجاح تعاون جنوب-جنوب، مذكرًا أنّ المغرب سبق له أن باشر هذا المسعى، من خلال مختلف الاتفاقيات ومعاهدات الشراكة التي تجمعه بعدد من البلدان الشقيقة في أفريقيا جنوب الصحراء.
وحول الزيارة التي اجراها الملك محمد السادس، أخيرًا، على كوت ديفوار، برفقة وفد اقتصادي مهم، أبرز أنها تمثل تجسيدًا ملموسًا لإرادة الملك من أجل ترجمة عبارة "على إفريقيا أن تضع ثقتها في أفريقيا" التي تم ترديدها كثيرًا السنة الماضية في أبيدجان، على أرض الواقع"، وحرص على التأكيد أنّه خلال السنوات الخمس الأخيرة، أكثر من نصف الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمغرب شمل القارة الإفريقية.
وأعرب عن يقينه من أنّ حجم هذه الاستثمارات سيزداد في السنوات المقبلة، وأبدى أسفه كون المستوى الحالي للمبادلات التجارية للمغرب مع باقي بلدان القارة لا يرقى إلى الانتظارات، معتبرا أنه تم في هذا المجال تحقيق تقدم خلال السنوات الأخيرة.
وشدد على أنّ تطوير المبادلات التجارية للمغرب مع بلدان القارة يمر حتمًا عبر تسريع وتيرة توقيع اتفاقيات التبادل الحر بين المملكة والاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب أفريقيا ومع المجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط أفريقيا، والتنويع والملاءمة المستمرة للعرض المغربي من الصادرات مع الحقائق المحلية للبلدان المستقبلة لهذه الصادرات، سواء على مستوى عادات الاستهلاك أو من حيث القدرة الشرائية.