الشارقة _المغرب اليوم
نظَّمت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" ملتقى الأعمال بين الشارقة وهولندا الذي جرت فعالياته، الثلاثاء، في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، بالتعاون مع مجلس الأعمال الهولندي في دبي بهدف توطيد التعاون الاقتصادي المشترك بين الجانبين.
وجاء تنظيم هذا الملتقى في إطار سلسلة من المبادرات التي تنظمها "شروق" انسجامًا مع إستراتيجيتها، وجهودها المتواصلة الرامية إلى إبراز إمكانات الشارقة الاستثمارية، وتعزيز موقعها كمركز تجاري وإقليمي رائد للأعمال في المنطقة.
وحضر فعاليات الملتقى القنصل العام للمملكة الهولندية في دبي روبرت دي ليو، ورئيس مجلس الأعمال الهولندي في دبي جيوفاني أنغوليني، والمدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" مروان بن جاسم السركال، ومدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة حسين المحمودي، ومدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة خالد جاسم المدفع، والرئيس التنفيذي لشركة الشارقة للبيئة "بيئة" خالد الحريمل، إلى جانب عدد من ممثلي الدوائر والهيئات الحكومية من الشارقة ومملكة هولندا، وأعضاء مجلس الأعمال الهولندي في دبي، ونخبة من رجال الأعمال الهولنديين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكّد المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، مروان بن جاسم السركال، في تعليق له في هذه المناسبة: تواصل "شروق" وبتوجيهات ومتابعة رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي العمل بشكل جدي بالتعاون مع مختلف الهيئات المعنية في الشارقة لبناء شبكة واسعة من العلاقات التجارية والاستثمارية مع مختلف دول العالم، وذلك إيمانًا منا بضرورة توفير كامل الدعم والتسهيلات لتعزيز الشراكات الاقتصادية مع مجتمع الأعمال الدولي".
ولفَت السركال إلى أن هذا الملتقى يأتي نظرًا إلى الفرص الاستثمارية الكبيرة للشركات الهولندية في إمارة الشارقة، وذلك بفضل الاقتصاد القوي للدولة والإمارة، والانفتاح العالمي والبنية التحتية المتطورة، إلى جانب ما تتمتع به الشركات الهولندية من ريادة عالمية في قطاعات رائدة كصناعة الأغذية والخدمات اللوجستية والطاقة والمياه، بالإضافة إلى صناعة توفير الطاقة والأدوية، ورغبتها في التوسع نحو أسواق الشرق الأوسط وآسيا.
وأوضح "ترتبط الشارقة بعلاقات اقتصادية قائمة وراسخة مع مملكة هولندا، كما يبدو ذلك واضحاً من خلال التواجد القوي للشركات الهولندية الرائدة في الإمارة، مثل شركة "مارتينير كارغو"، وشركة "تيبودين نيذرلاند بي في"، ومجموعة "دوتش تيك غروب"، كما أسهمت حركة التبادل التجاري النشطة في تمتين هذه العلاقة، ونسعى اليوم من خلال هذا الملتقى في مواصلة البناء على هذه الأسس وتوطيد الروابط القائمة بين الجانبين".
وأكّد مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، حسين المحمودي، على القواسم المشتركة بين البلدين، قائلا: "نجحت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة الهولندية في تطوير بلديهما بطرق مبتكرة وخلاقة للتأقلم مع تحديات بيئتنا الطبيعية، ففي هولندا يكمن التحدي في وفرة المياه، أما هنا فمشكلتنا على النقيض تمامًا، بيد أن النتيجة النهائية ذاتها، حيث يفخر كل من البلدين بما بذلا من جهود شاقة ليبلغا المكانة التي وصلا إليها اليوم، ويبدو كل منهما في وضع مثالي لتعميق العلاقة القائمة في بينهما".
وأوضح المحمودي: "يبلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة الهولندية حوالي 3.2 مليار يورو، وفقًا لإحصاءات هولندية صادرة في العام 2012، وتستحوذ الإمارات على 40% من الصادرات الهولندية إلى منطقة الخليج، وتُسهم الشركات الإماراتية اليوم في التنمية الاقتصادية في هولندا، مثل شركة طاقة ومشروعها لتخزين الغاز في هولندا، وموانئ دبي العالمية التي تتولى إدارة محطة حاويات في ميناء روتردام، كما تُسهم الشركات الهولندية في التنمية الاقتصادية هنا، ومن ضمنها شركة شيل وغيرها الكثير، حيث يبلغ عدد الشركات حوالي 200 شركة هولندية تزاول نشاطها في الدولة حسب تقديراتنا، وتشمل هذه القائمة شركات كبرى من قبيل "يونيليفير"، و"فيليبس"، و"اكزونوبيل"، و"فان أورد"، و"بوسكاليس"، و"فوباك"، وآي إن جي"، وأيه بي إن أمرو، وغيرها".
وتوجّه رئيس مجلس الأعمال الهولندي في دبي، جيوفاني أنغوليني، بالشكر إلى "شروق" وغرفة تجارة وصناعة الشارقة على كرم الضيافة والتنظيم الممتاز لهذه الفعالية، وأعرب عن تقديره للفرصة التي أتاحها هذا الملتقى لمجتمع الأعمال الهولندي لإلقاء نظرة عميقة على الشارقة، وأكّد: "أتاح الملتقى فرصة عظيمة للقاء واستكشاف فرص الأعمال العديدة القائمة في الشارقة، وخاصة في ما يتعلق بإقامة بنى تحتية ضمن قطاع حافل بالفرص الهائلة ونظرًا إلى ضخامة هذه الفرص، فقد اتخذ مجلس الأعمال الهولندي قرارًا عمليًا في استقطاب عدد متزايد من الشركات الهولندية إلى الشارقة للاستفادة من هذه الفرص، وجاءت فعالية اليوم منصة ممتازة لتطبيق هذه الإستراتيجية".
وأعلن القنصل العام لمملكة هولندا في دبي روبرت دي لييو: "لقد كان اللقاء مثمراً ومفيدا توصل إلى تلبية حاجات المستثمرين المحتملين من هولندا على أصعدة عدة، وتتمثل إحدى الصعوبات التي يواجهها المستثمرون في هذه المنطقة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، في فهم الاختلافات بين الإمارات، وما هي الإجراءات المتبعة لإقامة أعمال في كل إمارة، ومن المشجع أن نرى رجال الأعمال، وخاصة رواد الأعمال، من هولندا يستفيدون من هذه الفرصة لتوجيه أسئلة محددة والتوصل إلى أجوبة عن هذه الأسئلة من قبل متحدثين من ذوي المعرفة حضروا معنا اليوم، وأنا على ثقة في أن نتائج اليوم ستؤدي إلى عدد من المشاريع الجديدة في الشارقة في المستقبل القريب".
وأشار السركال خلال العرض التقديمي إلى أن إمارة الشارقة تعزز من حضورها وأهميتها كوجهة سياحية وترفيهية، مؤكدًا التزام "شروق" بدعم هذا النمو في المجال السياحي والاستثماري إنسجاماً مع توجيهات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وأوضح: "تقدم المشاريع السياحية التي بادرت "شروق" إلى إنجازها للمستثمرين الأجانب مجموعة من الفرص المجزية، وتشمل قائمة هذه المشاريع المتنوعة مشروع منتجع الجبل – ذا شيدي خورفكان، وجزيرة صير بونعير، وقلب الشارقة، وفندق البيت، وواجهة المجاز المائية، وجزيرة العلم، ومشروع كلباء للسياحة البيئية، والمنتزه، وجزيرة الحصن في دبا الحصن، ونحرص على استكشاف هذه الفرص مع نظرائنا في مجتمع الأعمال الهولندي".
ومن جانبه، قدّم مدير عام هيئة الانماء التجاري والسياحي في الشارقة خالد جاسم المدفع، نبذة عن قطاع السياحة والسفر في الإمارة، والفرص الاستثمارية الكامنة فيه، كما قدم لمحة عامة عن المشاريع السياحية المتنوعة الجاري تنفيذها لتعزيز قدرات هذا القطاع، وأوضح: "أظهرت آخر التقديرات بأن قطاع السياحة والسفر والترفيه في الشارقة مرشح للنمو من حوالي 24 .1 مليار درهم هذا العام، وليصل إلى 49 .1 مليار درهم مع حلول العام 2016".
وفي تعليق له بشأن الفرص الاستثمارية في قطاع البيئة، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "بيئة" خالد الحريمل: "ترتبط بيئة بعلاقة تعاون مميزة مع حكومة هولندا، تقدم خلالها الحكومة الهولندية الاستشارة لشركة "بيئة" بشأن سبل الحد من النفايات من خلال وكالة "إن إل"، المنسق الإقليمي الوطني للحكومة الهولندية، في إطار ميثاق رؤساء البلديات. وبموجب هذه الاتفاقية تمّ تنفيذ صفقة بقيمة 2.58 مليار درهم مع الحكومة الهولندية لبناء منشآت ومرافق بنظام البناء والتشغيل ونقل الملكية، تساعد على تحويل الشارقة إلى مدينة خالية من النفايات مع حلول العام 2015، وقد اكتسبت هولندا شهرة عالمية واسعة لخبراتها في الممارسات المستدامة، ونتطلع إلى توسيع هذه العلاقة معهم".
وأعلنت عائشة أكرم من هيئة المنطقة الحرة في الحمرية: "تتمتع الشارقة بموقع إستراتيجي متميز في المنطقة، وتمتلك ثلاثة موانئ تطل على الخليج العربي والمحيط الهندي، وتمتلك شبكات نقل جوي وبري وبحري متطورة. كما تُعتبر الشارقة المركز الصناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوجد فيها حوالي ثلث النشاطات الصناعية القائمة في دولة الإمارات، وذلك بفضل متانة قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارة، والذي يتكون من حوالي 45000 شركة فعالة، ما يجعل الشارقة وجهة استثمارية تنافسية بامتياز، وإذا أضفنا إلى ذلك ضخامة قاعدة الاستهلاك وتوافر العمالة، فمن الواضح بأن الإمارة تقدم للمستثمرين والشركات الأجنبية مقراً مثالياً لعملياتهم في منطقة الخليج".
وفي ختام العروض التقديمية، استعرض مدير الشؤون التجارية في مدينة الشارقة للرعاية الصحية، بينو بيشرادي، مقومات قطاع الرعاية الصحية في الشارقة، والفرص المتاحة للمستثمرين الهولنديين في هذا القطاع المزدهر، وأوضح: "من المتوقع نمو هذه الصناعة في الشارقة بنسبة 9.3%، من 4.59 مليار درهم حاليًا إلى 6.55 مليار درهم مع حلول العام 2016، بما يخلق فرصًا واسعة للمستثمرين الراغبين في أن يكونوا جزءًا من هذا التوسع الكبير الذي تشهده سوق الرعاية الصحية في الإمارة".
وتُعتبر الإمارات العربية المتحدة أكبر سوق للصادرات الهولندية في منطقة الخليج، وثالث أكبر سوق في الشرق الأوسط، ويشهد التبادل التجاري بين البلدين نموًا متواصلاً، ويبلغ عدد أفراد الجالية الهولندية في الإمارات العربية المتحدة 5000 فرد في نهاية العام 2013، وفقًا لتقديرات صادرة عن القنصلية العامة لمملكة هولندا، ويوجد في الدولة شركات هولندية كبرى مثل "رويال شيل"، و"أيه بي إن أمرو"، و"يونيليفر"، و"فيليبس إلكترونيكس".
وتُشكِّل المعدات والمكائن، والتجهيزات التقنية والإلكترونية، والمواد الغذائية، والمنتجات الصيدلانية، والحديد الصلب، والمنتجات البلاستيكية الجزء الأكبر من الواردات الهولندية إلى دولة الإمارات.
ويعود تأسيس مجلس الأعمال الهولندي إلى العام 1997 من قبل القنصلية الهولندية ومجموعة من رجال الأعمال الهولنديين البارزين، ويهدف إلى تقديم منصة لأعضائه للالتقاء والتعارف، وتشجيع وتعزيز الروابط التجارية بين رجال الأعمال الهولنديين ونظرائهم في مجالس الأعمال في دول مجلس التعاون، ويُقيم المجلس مجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة بهدف تعزيز الآفاق التجارية وترويج مجتمع الأعمال الهولندي.
ويُشار إلى أن "شروق" تأسست العام 2009 بهدف تحقيق إنجازات اجتماعية وثقافية وبيئية وتنمية اقتصادية على أساس الهوية العربية والإسلامية لإمارة الشارقة، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار عن طريق تبني أفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات النوعية التي تساعد في جذب المسثمرين سواء من المنطقة أو من جميع أنحاء العالم.
وتتركّز مهام "شروق" في توفير التسهيلات الضرورية والحوافز وتذليل العقبات التي تواجه أنشطة الاستثمار في الإمارة، وكذلك تقييم مشروعات البنية التحتية ذات الصلة بالسياحة والاستثمار، ووضع الخطط اللازمة لاستكمال تلك المشروعات.
وتقديرًا لإنجازاتها المتميزة، فازت "شروق" بجائزة وكالة الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2013 التي تقدمها مجلة "ذا يوروبيان" البريطانية ضمن الجوائز المصرفية للعام 2013 - منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.