الدار البيضاء - ناديا أحمد
تعززت البنية التحتية في مدينة خريبكة، التي تشكل النواة الأساسية في إنتاج الفوسفات في المغرب، خلال العام 2014 بإنشاء المشروع الضخم والمندمج لأنبوب نقل الفوسفات.
ويأتي إحداث هذا المشروع الاقتصادي الكبير في إطار تنفيذ الإستراتيجية الصناعية الجديدة للمجمع الشريف للفوسفات التي تطلبت تحولًا كبيرًا في العمل، ليس فقط على مستوى آليات الإنتاج، بل على صعيد الممارسات والعمليات الصناعية.
و في هذا الإطار وجد المجمع الشريف للفوسفات الطريق نحو نظام إنتاج عالمي مندمج خاص به، يخدم كلا من الطموح العالمي وإستراتيجية تميز المجموعة، ويرتكز على ثلاثة مرتكزات أساسية تشمل تعزيز القدرات والتحكم في التكاليف والمرونة الصناعية.
واستطاعت المجموعة تنفيذ إستراتيجيتها على أرض الواقع من خلال الاستثمار في المستقبل عبر مشاريع عدة يأتي على رأسها أنبوب نقل لباب الفوسفات من الحوض المنجمي لمدينة خريبكة نحو المنصة الصناعية للجرف الأصفر، والذي يعد ثورة نوعية في مجال نقل الفوسفات، ورؤية جديدة للرفع من المردودية الاقتصادية وتحسين تنافسية المجمع الشريف للفوسفات في الأسواق العالمية.
ويُعد هذا المشروع، الذي يدخل ضمن الإستراتيجية الجديدة والطموحة للمجمع لتطوير مردودية المنتج، مشروعًا مندمجًا باعتباره يغير سلسلة الإنتاج الصناعي للمجموعة ويكسب رهان الحفاظ على البيئة لتطابقه مع المعايير الدولية للإنتاج النظيف، وكذا الاقتصاد في الكلفة اللوجيستيكية بنسبة 90 في المائة، وتقليص الاستهلاك الطاقي.
ليس ذلك فقط، فتكنولوجيا نقل لباب الفوسفات لها مزايا بيئية، إذ بفضل المحافظة على الرطوبة الطبيعية للفوسفات المستخرج، أصبح بالإمكان اقتصاد 3 ملايين متر مكعب من المياه سنويًا، وتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 930 ألف طن سنويًا، واقتصاد 160 ألف طن من الفيول سنويًا.
كما سيمكن المشروع، الذي يؤمن نقل 38 مليون طن من الفوسفات سنويًا من مناجم خريبكة نحو وحدات التثمين بالجرف الأصفر، من اندماج أنشطة الاستخراج وتثمين وتحويل المنتج، ومضاعفة قدرات الإنتاج وتطوير الرؤية الاقتصادية والتنافسية للمجمع كمؤسسة رائدة في إنتاج وتسويق مادة الفوسفات.
وحسب معطيات للمجمع الشريف للفوسفات، فإن المحطة النهائية لأنبوب نقل لباب الفوسفات، التي أشرف الملك محمد السادس على تدشينها أخيرًا في المركب الصناعي للجرف الأصفر، تعد آخر حلقة في المنظومة المندمجة لهذا الأنبوب
وأوضحت المعطيات أنَّ هذه المحطة تستقبل لباب الفوسفات المنقول عبر الأنابيب على طول 187 كيلومتر من الحوض المنجمي لخريبكة نحو المنصة الصناعية في الجرف الأصفر، كما تؤمن التخزين المؤقت للباب الفوسفات، وتزويد مجموع وحدات الإنتاج بمنصة الجرف الأصفر، زيادة على القيادة والتحكم في خطوط الأنابيب الثانوية.
كما أنَّ المحطة النهائية تعتبر جزءًا مندمجًا من مشروع نقل لباب الفوسفات، وتمتد تجهيزاتها على مساحة 6 هكتارات في قلب موقع مجموعة المكتب الشريف للفوسفات في الجرف الأصفر، وتتوفر على ثمانية أحواض للتخزين بقدرة استيعابية تصل إلى 5500 متر مكعب لكل حوض، وهو ما يمنحها قدرة إجمالية للتخزين تعادل 44 ألف متر مكعب.
وجهزت المحطة أيضًا بمحطة للصعق على مستوى الأنبوب الرئيسي للتخفيف من الضغط الناجم عن حركية وصول لباب الفوسفات، وتأمين توزيع اللباب على مختلف الوحدات، منها: محطات الضخ، مسارات التوزيع، مراكز القوة والتحكم.
ومكن إنجاز المحطة النهائية، التي تندرج ضمن المشروع المندمج لأنبوب نقل الفوسفات، من تعبئة موارد مالية وبشرية مهمة ترجمت عبر استثمار إجمالي بقيمة 800 مليون درهم، وتوفير حوالي نصف مليون فرصة عمل طيلة مراحل تصميمها وإنجازها.
وأبرزت المعطيات أنَّ المحطة، التي أنجزت مقاولات مغربية ما يزيد عن 80 في المائة من أشغالها، يبلور سياسة التشارك التي تندرج ضمن قيم المجمع الشريف للفوسفات.
وأشارت المعطيات إلى أنَّ التبادلات المختلفة بين الرأسمال البشري للمجمع الشريف للفوسفات ومختلف الشركاء الصناعيين، والمناولين، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، مكنت من نقل معارف وخبرات تظل حيوية بالنسبة إلى رائد مندمج كمجموعة المكتب الشريف للفوسفات، والتي تطمح كل يوم إلى تعزيز موقعها على الصعيد العالمي.
وتسمح هذه البنى التحتية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات، بتعزيز ريادتها الذكية للسوق العالمية لصناعة الفوسفات، والتي ترتكز أساسًا على معايير الإنتاجية والمردودية، وتثمين الرأسمال اللامادي وخلق القيمة المضافة، كما تعزز هذه البنى التحتية، ذات المستوى العالمي، الرؤية الذكية والواضحة للمغرب، وتدمج الاقتصاد المغربي ضمن التدفقات العالمية للاقتصاديات الصاعدة.