الجزائر- سميرة عوام
هدد نحو 4 آلاف عامل في عملاق الحديد والصلب الأكبر في أفريقيا "الحجار" في عنابة الجزائرية، بشل نشاط ورشات الإنتاج، بعد تزايد الصراعات النقابية، التي وضعت "أرسلور ميتال" على المحك، بسبب فشل المدير العام للمجمع في احتواء الوضع، وتهدئة الأطراف المتورطة في إثارة الفتنة والمشاكل الداخلية.وطالب العمال بتحرك عاجل من طرف وزير الصناعة، الذي التزم الصمت على الرغم من تدهور وضع المجمع، وتوقف الفرن العالي رقم 2 عن العمل، والذي أدى إلى تراجع نسبة الإنتاج.يأتي هذا فيما قرّر أعضاء المجلس النقابي في مجمّع الحجار سحب الثقة من نور الدين عموري، الذي تمَّ تعيينه خلفًا لكشيشي داود، منذ أسبوع، معتبرين أنه "لا يصلح للعمل النقابي"، ومؤكّدين أنَّ "عموري لم ينظم أي اجتماع مع العمال لدراسة انشغالتهم، والإسراع في ضبط مختلف المشاكل الأخرى، والتي من بينها تأخر الإدارة الفرنسية في مناقشة ملف الاستثمار، والذي تم توقيفه من طرف المدير العام بحجة الفوضى والصراع النقابي".
وأبرزوا "صمت عموري في الإطلاع على ملف رفع أجور عمال أرسلور ميتال، وهو انشغال تمّت تسويته في عهدة المدير السابق فانسون لقويق، لكن ذلك حال دون تحقيقه، وهو الأمر الذي لم يستسغه المحتجون، الذين هدّدوا بالدخول في إضراب مفتوح عن العمل، وتوقيف كل وحدات الإنتاج التابعة للمجمع عبر الجزائر".من جهته، أكّد رئيس نقابة مجمّع "الحجار" نور الدين عموري أنّه "يسعى إلى احتواء كل المشاكل، لكن انشغالاته مع مديرية الموارد البشرية لفض كل الخلافات أخرت هذه الاجتماعات، والتي من المزمع تنظيمها قريبًا مع العمال، مع النظر في كل المطالب والملفات العالقة منذ أعوام"، لافتًا إلى أنَّ "وضعية المجمع تحتاج إلى دراسة دقيقة، بغية الخروج من هذه الأزمة، ودوامة المشاكل".