الدار البيضاء - ناديا احمد
دعا فاعلون في ميدان النقل واللوجيستيك الأربعاء في الدار البيضاء، إلى بلورة إستراتيجية مندمجة لتطوير القطاع وتعزيز تنافسية المقاولات العاملة في هذا المجال.
وشدد المشاركون في ندوة نظمت تحت عنوان "من أجل منظومات لوجيستيكية تنافسية، حزمة جديدة من الخدمات للفاعلين في قطاع النقل واللوجيستيك"، على ضرورة مواكبة المقاولات الوطنية، لاسيما منها الصغرى والمتوسطة التي تشكل 95 في المائة من النسيج المقاولاتي الوطني، على المستويين المالي واللوجيستيكي والقانوني، لتمكينها من تحسين مردوديتها، وتقديم عروض تستجيب لإملاءات الأسواق العالمية.
وأضافوا أن توجه المقاولات الصغرى والمتوسطة صوب قطاع اللوجيستيك يجد مبرره في كون هذا القطاع يوفر فرصا استثنائية وعائدات مهمة، وبعد أن أبرزوا جملة من الإشكالات والإكراهات التي تواجه المستثمرين في القطاع، والتي تسهم في الإضعاف من القدرات التنافسية للمغرب على الصعيد الدولي، اعتبروا أن انخراط جميع الفاعلين في مبادرات مشتركة لإيجاد حلول مندمجة ومرنة، ووضع معايير لجودة الخدمات والعروض المقدمة من طرف الفاعل المحلي، كفيل بتقوية السلسلات اللوجيستيكة، وتسهيل الولوج إلى الأسواق العالمية، والإفريقية على الخصوص، بأسعار تنافسية.
وركّز المشاركون على أهمية الأسواق الإفريقية بالنسبة للمغرب، لما تتمتع به أفريقيا، كسوق للمستقبل، من مؤهلات وإمكانات طبيعية وبشرية كبيرة، مشيرين إلى أن انفتاح الفاعلين المغاربة في مجال النقل واللوجيستيك على البلدان الإفريقية، وتحديدا بلدان غرب إفريقيا، سيسهم في تنمية هذا القطاع على الصعيد الإفريقي من جهة، وإيجاد فرص استثمار مربحة للمقاولات الوطنية، والاستفادة من موقع القارة السمراء في خارطة المبادلات التجارية العالمية، ما سيساعد على تدعيم المكانة الاقتصادية للمملكة إقليميا وقاريا.
وأجمعوا على أن هناك عدة رهانات يتعين العمل على كسبها، وتتعلق بتبسيط المساطر، والتخفيف من الأعباء المالية، وتوفير بنيات تحتية متطورة، وتحديث الخدمات المقدمة عبر المحطات والموانئ لفائدة العاملين في النقل الطرقي الدولي والوطني، وعقد شراكات متعددة الأطراف مع فاعلين أجانب لتقوية الشبكة اللوجيستيكية الوطنية، إلى جانب وضع خطط جديدة من أجل اقتصاد تنافسي قادر على مواجهة عولمة الإنتاج، وتحقيق التوازن بين طرفي معادلة الإنتاج الزبون والمساهم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة عقدت في إطار الدورة الرابعة للمعرض الدولي للنقل واللوجيستيك لأفريقيا والمتوسط المنضم تحت إشراف وزارة "التجهيز والنقل واللوجيستيك"، بالشراكة مع مجموعة من المؤسسات والشركات، وبمشاركة حوالي 142 عارضا.