الرباط - وسيل العسري
انتقد الخبير الاقتصادي المغربي، الأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في الرباط، الدكتور عمر الكتاني، المنطق الذي أدخلت به الدولة المغربية المعاملات الإسلامية إلى المغرب خضوعًا لضغط فئات عريضة من المجتمع المغربي التي طالبت بالبنوك الإسلامية على غرار باقي الدول العربية والغربية.
وأكد الكتاني في مؤتمر دولي حول "المالية الاسلامية والتنمية الاقتصادية أي آفاق" اليوم الجمعة، في الرباط أنه من العبث إقرار المعاملات الإسلامية في المغرب والترخيص بها لدى البنوك الربوية، ولم يستبعد الخبير الاقتصادي أن تُدخل هذه البنوك التقليدية معاملات فيها "رائحة الربا".
وشدد الخبير الاقتصادي على ضرورة أن تكون للدولة المغربية الجرأة لفتح بنوك اسلامية مستقلة عن البنوك الكلاسيكية، واعتبر أن فتح هذه البنوك المستقلة سيستقطب رؤوس أموال كثيرة.
ودعا الكتاني الدولة المغربية والحكومة إلى فتح الباب أمام رؤوس الأموال الخليجية من أجل إنجاح مشروع "الأبناك التشاركية" الذي أعدته الحكومة.
واعتبر أن فتح الباب أمام الأموال الخليجية سينجح مشروع المالية الإسلامية لأن الخليجيين يتوفرون على سيولة نقدية مرتفعة جدًا، حسب قوله.
وأشار الكتاني إلى أن استقطاب المغرب لرؤوس الأموال الخليجية سيمكنه من القيام بدور عالمي للاستثمار في أفريقيا، وسيقدم خدمة كبيرة لأفريقيا وللدول الخليجية وللأطر المغربية المتخصصة في التجارة والمعاملات المالية.
وتابع "يجب أن يكون هدف المالية الإسلامية هوتغطية الخدمات الاجتماعية الثلاث الأساسية وهي التعليم والصحة والسكن"، معتبرًا أنّ هذه الخدمات الثلاث تؤرق جميع دول العالم.
وطالب الكتاني الدولة المغربية أن تهتم وتدعم الخدمات الاجتماعية الثلاث، مؤكدًا أن المغرب يعاني نقصًا كبيرًا جدًا على مستوى الخدمات الاجتماعية، ما يؤدي إلى رفع الضرائب وارتفاع المعيشة وبالتالي تثقل كاهل الدولة بكتلة الأجور المرتفعة استجابة لضغط العمال.