الدار البيضاء - المغرب اليوم
سنة 2014 حملت رياح من التفاؤل على بورصة الدار البيضاء بفضل إدراج شركات جديدة وفاعلين من العيار الثقيل مما يوحي بأن 2015 ستكون سنة تحقيق انتعاش واعد.
وحسب المدير العام للبورصة كريم حجي فإنه يبدو أن بورصة القيم في الدار البيضاء قطعت مع نضوب عمليات إدراج الشركات في البورصة، حيث يتوقع إدراج مقاولتين في البورصة خلال الفصل الأول من سنة 2015.
وأشاد حجي، بالقرار الذي اتخذه فرع مجموعة النخيل للتنمية القاضي بالالتحاق في بورصة الدار البيضاء عن طريق الرفع من الرأسمال الاجتماعي بما قيمته 1,3 مليار درهم، معربًا عن تفاؤله إزاء إدراج المزيد من الشركات في البورصة في 2015.
وأبرز أن بورصة الدار البيضاء تعتبر محركًا لتمويل الاقتصاد، لخدمة مجموع المقاولات في البلاد، مؤكدًا أن مقاولتين مشهورتين بصدد ولوج البورصة خلال النصف الأول من السنة المقبلة.
وفي السياق نفسه، اعتبر محلل مصرف المغرب عثمان بنعسيلة بأن إدراج شركات جديدة في بورصة قيم الدار البيضاء سيكون فألًا خيرًا يدشن لتزويد السوق المغربية بأسهم مالية جديدة.
وأضاف بنعسيلة أن انتعاش بورصة القيم في الدار البيضاء رهين بإصلاح السوق المالية بشكل ملموس، واعتماد تدابير كفيلة بتحديث الإطار التشريعي للبورصة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلن الفرع المغربي للمجموعة النفطية "توتال" عن نيته إدراج 15 % من رأسماله في بورصة الدار البيضاء قبل إتمام النصف الأول من السنة المقبلة، وهي عملية تطمح من خلالها (توتال المغرب) إلى تعزيز موقعها على المدى البعيد ومواكبة البلاد لمواصلة تحقيق المزيد من النمو.
كما يرتقب مستقبلاً إدراج الفاعل المينائي مرسى المغرب. إذ أن وزارة الاقتصاد والمال أطلقت طلب عروض بهدف إجراء تقييم ببورصة الدار البيضاء لحصة قليلة من رأسمال الشركة المملوكة للدولة بنسبة 100 %.
ويشكل ولوج البورصة، من ضمن أمور أخرى، وسيلة لتمكين المقاولات من الاستفادة من التمويل دون اللجوء إلى الاقتراض مع التقليل من التكاليف المالية.
ونتيجة عملية إدراج واحدة في السنة، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، تمكنت بورصة الدار البيضاء بالكاد من تزويد السوق المالية بأسهم جديدة، رافق هذا الوضع ارتفاع في عدد عمليات شطب المقاولات من البورصة، بلغت ذروتها في سنة 2010، حيث تم شطب 4 شركات، مقابل إدراج شركتين فقط.
وابتداء من سنة 1993، انتعشت عمليات إدراج الأسهم في بورصة الدار البيضاء من خلال الخصخصة ، إذ ساهمت هذه العمليات في بث دينامية في سوق البورصة من خلال إدراج شركات جديدة وإثارة اهتمام العموم في البورصة، ما جعل بورصة الدار البيضاء تأخذ منحى تصاعديًا وذلك إلى سنة 1998.
غير أنه نتيجة أربع سنوات من الركود (1999-2002)، عاشت بورصة القيم في الدار البيضاء مرحلة تراجع على مستوى عمليات الإدراج في الفترة ما بين 2000 و2003.
وعقب انتعاش سوق البورصة (2003-2007) استأنفت عمليات إدراج الأسهم في 2004 و2005 قبل أن تزداد وتيرتها في 2006 و2007 .
وخلال الفترة ما بين 2001 و2014 سجلت بورصة الدار البيضاء 40 عملية إدراج للأسهم، مقابل شطب 10 شركات في 2007 إلى جانب 10 شركات أخرى في السنة التي قبلها، ما رفع عدد الشركات المدرجة إلى 75 شركة تابعة لـ22 قطاعًا.