الداخلة- ناديا أحمد
أوضحت المدير العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بن خضرا، السبت، أهمية وضع مجموعة من الأسس من أجل ضمان التدبير المشترك للموارد الضخمة التي تزخر بها عددٍ من مناطق قارة أفريقيا في المجال الطاقي، بشكل كفيل بجعل مختلف دول القارة تستفيد من هذه الموارد والمؤهلات.
وتابعت بن خضرا، خلال فعاليات منتدى "كرانس مونتانا"، من المهم الآن هو التفكير في كيفية المساهمة بشكل مشترك بين دول الشمال والجنوب، من جهة، وفي إطار علاقات جنوب- جنوب، من جهة أخرى، في إرساء تعاون أكثر نجاحًا حتى تصل موارد الطاقة إلى أفريقيا.
وسجلت بن خضرا أنه رغم كون أفريقيا تضم 14% من سكان العالم، إلا أن نسبة استهلاكها من إجمالي الطاقة عالميًا لا تتعدى 3%، ولا تتعدى نسبة الربط الكهربائي بها 38%، معبرة عن الأسف لكون 60% من سكان أفريقيا لا يتمكنون من الولوج إلى مصادر الطاقة.
وذكرت أن المفارقة تكمن في كون القارة الأفريقية تتوافر على مؤهلات طاقية ضخمة وتضم وحدها 29% من الموارد الطاقية عبر العالم.
وفي المجال المنجمي، أوضحت بن خضرا أن أفريقيا تتوافر على 60% من احتياطات العالم من معدن البلاتين و42% من احتياطات الذهب و44% من الكروم و82% من المنغنيز و88% من الماس، فضلاً عن احتياطات ضخمة من الفوسفات.
من جهته، أبرز رئيس معهد "أماديوس" إبراهيم الفاسي الفهري أن القارة الأفريقية تزخر بمؤهلات طاقية مهمة لاسيما الكهرباء، معتبرًا أن واقع القارة لا يعكس تمامًا هذه المؤهلات والموارد.
وسجل أن الجزء الأكبر من هذه الموارد ما يزال خامًا وغير مستغل بسبب عوامل أبرزها غياب البنيات التحتية الضرورية ولاسيما بنيات الإنتاج وضعف شبكات النقل والبنيات المتعلقة بالتوزيع.
وذكر الفهري أن هذا القطاع يوفر فرصًا واعدة للاستثمار والنمو، لافتًا إلى أنه لم يعد من المقبول من الآن فصاعدًا أن تتسع الهوة بين الشمال والجنوب وبين دول القارة الأفريقية فيما بينها بدعوى غياب الإرادة السياسية المشتركة من أجل الاستثمار في قطاع الطاقة في أفريقيا.
وأكد أنه يتعين على صناع القرار في القارة أن يؤمنوا بأنه ليس وهمًا تسطير هدف تحقيق نسبة كهرباء تامة في كل أرجاء القارة بحلول العام 2025.
وذكر من جهة أخرى أن المغرب مطالب باستغلال تموقعه في أفريقيا لحث الدول المتقدمة على تنفيذ مشاريع طاقية ضخمة تجسيدًا لتوجهه من أجل تشجيع تعاون ثلاثي الأطراف شمال- جنوب- جنوب.
أما رئيس لجنة الطاقة والمعادن والصناعة في الجمعية الوطنية في السودان، عمر رحامة، فأكد أنه من دون تشجيع الاستثمار، وتبني سياسات تحفيزية، سيكون من الصعب جدًا جذب مستثمرين أجانب في مجال الطاقة.