الدار البيضاء - ناديا أحمد
انطلقت أعمال منتدى الشراكة المغربية الفرنسية في باريس، بمشاركة عدد من المقاولين والفاعلين الاقتصاديين من البلدين، من أجل النهوض بالاستثمارات والمبادلات التجارية الثنائية.
ويهدف المنتدى الذي تنظمه الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب، وغرفة التجارة والصناعة لباريس الكبرى، بدعم من وزارة التجارة والصناعة والاستثمارات والاقتصاد الرقمي، و"المغرب تصدير" إلى نسج شراكات تجارية وتكنولوجية وصناعية، وتطوير مسارات مختلفة لتعاون ثلاثي (المغرب-فرنسا-أفريقيا).
وأكدّ الكاتب العام للوزارة المكلفة بالتجارة الخارجية، محمد بنعياد، في افتتاح المنتدى أن المنتدى يشكل فرصة لتعزيز علاقات الشراكة المتميزة بين المغرب وفرنسا في المجال الاقتصادي والتجاري.
وقال إن الأمر يتعلق بإعطاء بُعد جديد لهذه العلاقات، وتعميق التعاون، خاصة في مجال التنمية المشتركة للأسواق الخارجية من أجل ولوج أفضل إلى أسواق أفريقيا جنوب الصحراء، ومناطق أخرى في العالم.
وأورد بنعياد في هذا السياق النموذج الناجح لمصنع رونو طنجة، الذي يشكّل مثالًا للتعاون النموذجي بين البلدين، مبرزًا أهمية مضاعفة المشاريع المماثلة، ولو على مستويات صغرى، عبر الاستفادة من التقارب الموجود بين المقاولين المغاربة والفرنسيين.
وسجل رئيس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب جان ماري غروسبوا، أن هذا اللقاء هو الثاني من نوعه بعد الذي نظم السنة الفارطة في الدار البيضاء ولقي نجاحًا كبيرًا.
وأضاف أن المنتدى الثاني، سيحالفه النجاح أيضًا بالنظر إلى كونه يتضمن لقاءات مباشرة بين نحو 1300مقاول مقابل 600 خلال منتدى الدار البيضاء، مما يبرز الأهمية المتزايدة للمقاولين الفرنسيين من أجل الاستثمار في المغرب، ونسج شراكات مع نظرائهم المغاربة.
وأبرز غروسبوا، الاستقرار ووضوح الرؤية على صعيد مناخ الأعمال في المغرب، مضيفًا أن الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب تطمح إلى توجيه المقاولين المغاربة والفرنسيين نحو الأسواق الصاعدة، خاصة في أفريقيا، ضمن منطق نمو مشترك يعود بالنفع على البلدين.
وسيتمحور المنتدى حول الشراكة، والاستثمار والمبادلات التجارية، وسيتيح فرصة للتبادل بين المسيرين من خلال لقاءات محددة الهدف وتنظيم العديد من الورش القطاعية والندوات الموضوعاتية.
ومن أجل منح دينامية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين ولتسليط الضوء على إمكانيات المغرب كمنطقة هامة بالنسبة لأفريقيا، انتقت مؤسسة "المغرب تصدير" والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب، حوالي 80 مقاولة مغربية مرشحة لعقد شراكات مع المقاولات الفرنسية في المجالات الاستراتيجية، خاصة منها الفلاحة والصناعة الغذائية والبناء والأشغال العمومية والبنيات التحتية والسيارات والطيران والسكك الحديدية وتكنولوجيا الإعلام والصحة والبيئة المستدامة. وسيحتضن منتدى المغرب فرنسا "قرية للخبراء" يقدم فيها مختصون أجوبة عن مختلف الإشكاليات المتصلة بالتمويل والتشريع والعقار والنقل واللوجستيك وغيرها.
كما ستنظم ندوات وورش قطاعية على هامش اللقاءات الثنائية، ينشطها خبراء من البلدين، مع مساهمة مختلف الشركاء المؤسساتيين، فضلًا عن تنظيم زيارات في ختام المنتدى، وبالإضافة إلى ذلك ستتيح هذه المبادرة الفرصة للمستثمرين المغاربة، لزيارة مواقع صناعية وأخرى خاصة بالخدمات اللوجيستية وأصناف أخرى من المقاولات العاملة في القطاعات التي ينصب اهتمامهم عليها.
وتعتبر فرنسا، القوة الاقتصادية الخامسة عالميًا، والشريك الاقتصادي الأول للمغرب، كما تشكل نقطة انطلاق نحو أوروبا بالنسبة للمقاولات المغربية.