الدار البيضاء - ناديا أحمد
أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، الثلاثاء، على إطلاق مشاريع سوسيو- اقتصادية مهمة في مدينة القنيطرة، من شأنها جعل عاصمة الغرب تتبوأ مكانتها كقطب محوري للتنمية، وبالتالي الاطلاع بدورها كقاطرة لمجموع جماعات الجهة.
وأعطى الملك شارة انطلاق محطة تصفية المياه العادمة، التي رصدت لها استثمارات بقيمة 600 مليون درهم، الحلقة الأساسية في منظومة التطهير السائل للمدينة، بالنظر إلى كونها ستعمل على تصفية مجموع المياه العادمة لمدينة القنيطرة وجماعتي المهدية وسيدي الطيبي قبل صرفها في وادي سبو.
وستعمل المحطة المزمع إنجازها، والتي ستستجيب للمعايير الدولية وتتوافر على آخر التكنولوجيا المعتمدة في مجال معالجة المياه العادمة، وفق نظام تصفية المياه من صنف "الحمأة المنشطة ذات الحمولة المتوسطة"، وذلك بقدرة معالجة تقدر بـ700 ألف معادل نسمة العام 2020، ومليون و50 ألف معادل نسمة في أفق العام 2030.
وستؤمن محطة التصفية، التي ستشيد على مساحة 12 هكتارًا، منها 7 هكتارات في رسم الشطر الأول و5 هكتارات في إطار التوسعة المزمع إنجازها مستقبلاً، إنتاج 50% من حاجاتها من الطاقة الكهربائية بفضل سلسلة معالجة الأوحال "التوليد المشترك" وتثبيت ألواح الطاقة الشمسية.
ويندرج هذا المشروع، الممول من الميزانية الخاصة للوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل في إقليم القنيطرة والبرنامج الوطني للتطهير السائل، في إطار تنفيذ برنامج التطهير السائل لإقليم القنيطرة، المنجز على أربعة أشطر (2004- 2019)، بغلاف مالي إجمالي قدره 1.287 مليار درهم.
وأعطى الملك شارة انطلاق الأعمال في المحطة الصناعية المندمجة "أتلانتيك فري زون" (المنطقة الحرة الأطلسية)، وتندرج في إطار تنفيذ الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، والذي يسعى إلى الرفع من جودة العرض المغربي في هذا المجال واستقطاب الاستثمارات، سواءً منها الوطنية أو الأجنبية.
وقد تمكنت "محطة أتلانتيك فري زون"، الواقعة على بعد 10 كيلومترات من المدخل الشمالي لمدينة القنيطرة، والتي كان الملك قد أعطى انطلاقة أعمال إنجازها في 23 نيسان/ أبريل 2010، منذ إطلاق تسويق شطرها الأول نهاية العام 2012، من تحقيق نجاح كبير لدى الفاعلين الاقتصاديين الوطنيين والدوليين من خلال إحداث أكثر من 10 آلاف و500 منصب شغل مباشر وملياري درهم من الاستثمارات.
ويتعلق الأمر بإحدى أولى المناطق الصناعية المندمجة من الجيل الجديد التي تستهدف قطاعات الصناعة، لاسيما تجهيز السيارات، والأنشطة الموازية، واللوجستيك الصناعي، إلى جانب الخدمات الداعمة للصناعة (الصيانة، مكاتب الدراسات، ومراكز الأعمال).
وتمتد محطة "أتلانتيك فري زون"، على مساحة إجمالية قدرها 345 هكتارًا، منها 192 هكتارًا تمت تهيئتها في إطار الشطر الأول بغلاف مالي قدره 580 مليون درهم، تشتمل الآن على 20 مشروع تم تسويقها و8 وحدات تزاول أنشطتها.
وتختص هذه الوحدات من مختلف الجنسيات (اليابان، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وتونس، والنمسا) في قطاعات صناعة السيارات (إنتاج الواجهات الزجاجية للسيارات، والمكونات البلاستيكية، وتصنيع وتركيب الخيوط والألياف الكهربائية، والصناعة الحديدية والبلاستيكية).
وتمنح "أتلانتيك فري زون"، التي تشتمل على منطقة حرة مساحتها 112 هكتارًا ومنطقة أخرى من 80 هكتارًا، للمقاولات التي تستقر بها، تحفيزات ضريبية وجمركية جذابة.
كما تضع رهن إشارة المستثمرين قطعًا أرضية مجهزة، ووحدات قابلة للاستغلال، ومكاتب، ومنطقة لوجستيكية وأخرى إدارية، وتجهيزات عمومية وأخرى للقرب والتجارة والخدمات.
ويشتمل مشروع منطقة "أتلانتيك فري زون"، الذي تشرف عليه مؤسسة "ميد زيد" فرع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير، على حظيرة شمسية بطاقة إنتاجية يتوقع أن تناهز 3.418 جيكا وات ساعة/ سنة.
سيمكن هذا المشروع الرائد من تزويد المصانع الموجودة داخل المنطقة بالكهرباء اعتمادًا على الطاقة الخضراء.