الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس على توقيع ثماني اتفاقيات تشمل تنفيذ مشروع "وصال الدار البيضاء- ميناء"، أول مشروع استثماري يدعمه "وصال كابيتال"، والذي يعكس الاهتمام الخاص للملك محمد السادس بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية لمدينة الدار البيضاء، في سياق الدفع بالدينامية الاقتصادية والاستثمارية لمدينة الدار البيضاء، وكذا الدينامية العمرانية بما يضاهي المدن العالمية الكبرى، وباعتبار الدار البيضاء على أبواب التحول نحو مركز ماليّ عالميّ، فيما يأتي مشروع إعادة هيكلة ميناء الدار البيضاء، الذي رُصشد له غلاف مالي يناهز 6 مليارات درهم، في إطار الأوراش التي أطلقها الملك محمد السادس في مجموع أراضي منطقة الدار البيضاء الكبرى.
ويقع مشروع "وصال الدار البيضاء- ميناء" على مساحة إجمالية تقدر بـ 12 هكتارا، وسيمكن، بعد دخوله حيز التنفيذ، من خلق مركز حضري جديد، وتأهيل الأحياء التاريخية العتيقة في المدينة القديمة، والاهتمام بمخزونها التراثي والمعماري والإنساني والسياحي، مع إعطاء صورة جديدة عن المنطقة باعتبارها وجهة أساسية للسياحة والثقافة والمال والأعمال والتجارة والترفيه.
فمشروع "وصال الدار البيضاء- ميناء"، الخاص بإعادة هيكلة ميناء الدار البيضاء، يحمل مقاربة سياحية جديدة، باستقطابه غلافًا ماليًا واستثماريًا يصل إلى 6 مليارات درهم، كما أنه يتميز بموقعه المطل على المحيط الأطلسي، وقربه من المدينة القديمة والمعلمة الدينية مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة.
وفي إطار تنفيذ هذا المشروع، سيتم تخصيص غلاف مالي إضافي يناهز مليار درهم لإنجاز البنيات التحتية، منها 450 مليون درهم رصدت لإنشاء ميناء الصيد الجديد، و100 مليون درهم لمحطة الرحلات البحرية، و500 مليون درهم لنقل ورش بناء السفن.
ويعكس مشروع "وصال الدار البيضاء-ميناء" الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس للتنمية السوسيو-اقتصادية للدار البيضاء، حيث سيحظى هذا المشروع في جميع مراحل إنجازه باهتمام خاص، حتى يكون مثالاً للمسؤولية الاجتماعية، على أن تكون زيادة القدرة التنافسية للدار البيضاء متوافقة مع تنمية بشرية مستدامة ينخرط فيها جميع الأطراف، لذلك يأخذ هذا المشروع تطلعات الشباب بعين الاعتبار، من خلال مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويطمح هذا المشروع، الذي يعزز الإشعاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للدار البيضاء، إلى خلق برنامج استثنائي، يتمحور حول مشروع "مارينا"، الذي يتأسس على إعادة هيكلة ميناء الدار البيضاء، للوصول إلى مشروع مندمج يربط بين الجانب الثقافي والأنشطة الترفيهية، والمشاريع السكنية والمال والأعمال والتجارة.
ويعتبر ميناء الدار البيضاء، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1920، أحد أكبر الموانئ الاصطناعية في العالم، وثاني أكبر ميناء في أفريقيا، ويشكل القاعدة المينائية البحرية الأكبر في المملكة، إذ يعالج ملايين الأطنان من البضائع سنويًا.
ويُدشن "وصال الدار البيضاء- ميناء" ولادة قطب سياحي وحضري بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، ويتضمن عددا من البرامج المتنوعة، "مارينا"، وبرامج سكنية، وفضاءات للترفيه والتسوق، وفضاءات للعموم وفضاءات خضراء، فنادق وإقامات، مدينة للعلوم، مكتبة علمية وميناء ترفيهي.
ويطمح مشروع مارينا "وصال الدار البيضاء- ميناء"، الواقع في قلب العاصمة الاقتصادية وغير البعيد عن المحيط الأطلسي، إلى خلق بنية تحتية نشيطة تحوِّل المدينة إلى وجهة محلية ودولية مفضلة، حيث يشكل هذا المشروع واحدًا من أهم مشاريع "وصال الدار البيضاء- ميناء"، سيُمكِّن من خلق فضاء مفتوح على المدينة وموروثها التاريخي والاجتماعي.
وتقترح "المارينا" الجديدة، التي تتوفّر على بنيات تحتية للترفيه، قاعدة من 200 حلقية حسب رغبات الزبائن والوافدين، إضافة إلى خدمات ملحقة توفّر التزويد بالبنزين والتنظيف وقطر البواخر وخدمات الأمن والتزويد بالطاقة، موضوعة رهن إشارة زبناء الترفيه المائي، كما تمنح التجهيزات الحديثة رحلات متعة للزائرين.
وعلى مستوى البرامج السكنية، اختارت "وصال كابيتال" بناء مركز سكني فخم في محيط مشروع "وصال الدار البيضاء- ميناء".
وستتخذ هذه المشاريع أشكالاً هندسية جديدة، حيث يستوحي المشروع السكني، في كبره وجماليته، الأشكال الهندسية للمدن العالمية الكبرى، مثل سيدني ونيويورك ولندن وأبو ظبي، لكن بخصوصية هندسية مغربية لا تلغي مجالات المدينة القديمة من انتباهها، وذلك لإرساء فضاء جديد لحياة اقتصادية واجتماعية، في اندماج مع الموروث العمراني والإنساني للمدينة القديمة.
وسيكون المشروع الجديد فضاء لممارسة الأعمال، حيث يتضمن فضاء من 53 ألف متر مربع، مخصصا للمكاتب ينجز في محيط مشروع "مارينا".
ويستمد المركز المهني المدمج في "وصال الدار البيضاء- ميناء" هندسته من مراكز الأعمال الدولية الشهيرة، بالإضافة إلى تموقعه المتفرد على ضفاف البحر.
إلى ذلك، يتضمن "وصال الدار البيضاء- ميناء" فضاء للقرب، باحتوائه على عدد من الفضاءات التجارية والترفيهية من أجل تنشيط المدينة.
ويقع مشروع فضاءات الترفيه والتسوق على مساحة 63 ألف متر مربع أنشئت في محيط الميناء الترفيهي، ويهدف هذا المركب التجاري إلى تلبية حاجات المقيمين والزوار والسياح.
من ناحية أخرى، سيتِمّ خلق فضاءات للعموم وفضاءات خضراء، والتي تعتبر امتدادًا لكورنيش الدار البيضاء، ما من شأنه أن يمنح متنفسًا بيئيًا جديدًا للمدينة المليونية وسكانها.
ولهذه الغاية، خصص مشروع "وصال الدار البيضاء- ميناء" ثلاثة هكتارات لاستضافة عدد من الأنشطة ذات الطبيعة الثقافية والأهلية والمهرجانات، كما سيتم تهيئة فضاءات في الهواء الطلق للتجول.
ويضُمّ مشروع "وصال الدار البيضاء-ميناء" بالإضافة إلى هذه الفضاءات، وحدات فندقية وترفيهية وثقافية، كما يضم المشروع مدينة للعلوم ومكتبة علمية، وتقع مدينة العلوم على مساحة 14 ألف متر مربع، مخصصة بالكامل للعلوم، تنطلق بعروضها الكبيرة ووسائل العرض الحديثة من أجل التنويع التربوي.
وستضُمّ مدينة العلوم، التي سيتم إنجازها في انسجام هندسي تام مع الأشكال الهندسية للمدينة القديمة، خمس قاعات للعروض تعمل بشكل دائم في فروع تاريخ العلوم، وتاريخ الطب، والمناخ والأرصاد الجوية، والبنيات والأشكال، والبصريات والطاقة، كما ستحتوي هذه المدينة على قاعة خاصة لمواضيع محددة وفضاءات مخصصة للأطفال ما بين 4 و12 سنة.
وسيتمّ إنشاء مكتبة علمية ستوجد في وسط المركز الثقافي، على مساحة 5 آلاف متر مربع، بـ 750 مقعدًا لمتابعة الأنشطة البيداغوجية التي لها صلة بالعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى مختبر ومركز للتوثيق العلمي، وستطور المكتبة العلمية شراكات لجمع وحفظ وعرض وتقديم مجموعة كتبها، بتعاون مع الجامعات الوطنية والدولية، كما ستقوم بتنظيم أوراش عمل وتظاهرات، ومؤتمرات مخصصة للعلوم والتكنولوجيا.