الدار البيضاء ـ ناديا أحمد
دشنت مجموعة "إسمنت أفريقيا" المغربية، التابعة لمجموعة "الضحى"، معملًا للأسمنت، في بوركينا فاسو، الخميس، تبلغ طاقته الإنتاجية 500 ألف طن سنويًا.
وتطلب إنشاء معمل "سيماف بوركينا"، الممتد على مساحة سبعة هكتارات، ويمكن أن ترتفع طاقته الإنتاجية مستقبلًا إلى مليون طن سنويا، استثمارًا بقيمة حوالي 30,4 مليون يورو.
وتميز حفل التدشين الرسمي للمشروع الذي جرى بواغادوغو بحضور الوزير الأول البوركينابي، وزير الدفاع، ياكوبا إسحاق زيدا، وأعضاء في حكومته، وسفير المغرب في واغادوغو فرحات بوعزة، والعديد من الشخصيات البوركينابية، بالإضافة إلى المدير العام لمجموعة "الضحى" أنس الصفريوي.
ويهدف هذا المشروع إلى إحداث حوالي ألف منصب عمل مباشر أثناء مرحلة البناء.
وخلال المرحلة الحالية للإنتاج، تُشغل الوحدة أكثر من مائتي شخص، معظمهم من بوركينا فاسو.
وقد تم طرح أول كيس إسمنت لـ"سيماف بوركينا"، الذي انطلقت أعمال بنائه في 19 كانون الثاني/ يناير 2013 ، في السوق في أيلول/ سبتمبر الماضي، أي شهرين قبل التاريخ المرتقب.
ويعتزم معمل "سيماف" تصدير جزء من إنتاجه نحو عدد من البلدان المجاورة.
وسيساهم تشييد المعمل في تلبية الطلب المحلي، ونقل التكنولوجيا، وخفض سعر الإسمنت، وتسهيل الولوج للسكن وتكوين اليد العاملة المحلية، فضلا عن إحداث مناصب عمل.
وأبرز أنس الصفريوي، علاقات الصداقة والأخوة العريقة القائمة بين المغرب وبوركينا فاسو، مضيفا: أنَّه "كان من الطبيعي إذن أن تتمكن علاقات الشراكة والتعاون الاقتصادي من بلوغ نفس المستوى الممتاز للروابط القوية التي تجمعنا".
وأشار المدير العام لـ"الضحى" إلى أنَّ مجموعته اختارت القطاع الصناعي لـ"الشروع في هذا الاستقرار في بوركينا فاسو"، مؤكدًا أنَّ الإسمنت، المادة الضرورية التي لا غنى عنها في البناء، ستؤدي دورها كاملًا كرافعة للنمو الاقتصادي، وبالتالي للتنمية البشرية.
واعتبر أنَّ هذا المشروع من شأنه إعطاء دفعة لتسريع المشاريع المهيكلة، ومشاريع البنيات التحتية والسكن من أجل الاستجابة لتطلعات بوركينا فاسو.
وتابع: نعتزم تمكين بوركينا فاسو من الاستفادة من خبراتنا ومهاراتنا، لإرساء تعاون جنوب - جنوب بحجم متانة روابط الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين والشعبين.
وأعرب الصفريوي عن الأمل في أن يكون هذا المشروع بداية لتعاون طويل الأمد ومثمر، مذكرًا بالخطاب التاريخي للملك محمد السادس الذي ألقاه في شباط/ فبراير 2014 في أبيدجان، والذي أكد فيه أنَّ "أفريقيا قارة كبيرة، بقواها الحية وبمواردها وإمكاناتها. فعليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية. ذلك أنها لم تعد قارة مستعمرة. لذا، فأفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا".
وسجل الصفريوي أنَّ مجموعته تمتلك العديد من مصانع الاسمنت، التي تعمل أو توجد قيد البناء في أفريقيا.
من جانبه، سجل وزير الصناعة والتجارة والصناعة التقليدية البوركينابي، هيبوليت داه، أنَّ افتتاح مصنع الإسمنت لمجموعة (سيماف) يدشن تطورًا حقيقيًا في إطار تعزيز النسيج الصناعي لبوركينا فاسو.
وأبرز أنَّ التأثيرات الاقتصادية والإيجابية لإحداث هذا المصنع، تنسجم بشكل كبير مع أهداف بوركينا فاسو التي تولي أهمية كبرى للتنمية والنهوض بوحدات التحويل الصناعي والبنيات التحتية لدعم الصناعة.