الدار البيضاء- ناديا أحمد
أكد سفير المغرب لدى إسبانيا محمد فاضل بنيعيش أن الأواصر الممتازة التي تجمع بين العائلتين الملكيتين المغربية والإسبانية تشكل ضمانًا للحفاظ على العلاقات العريقة بين البلدين الجارين والصديقين، مشيدًا بعزم الرباط ومدريد على وضع آليات للحوار والتعاون الثنائي.
وأوضح بنيعيش بمناسبة انعقاد الاجتماع الـ11 المغربي الإسباني، الجمعة المقبلة في مدريد، أن العائلتين الملكيتين حافظتا دومًا على علاقات شخصية قوية وودية شكلت قاعدة صلبة لتطوير وتعزيز روابط التعاون في مختلف المجالات بين مملكتي إسبانيا والمغرب.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن هذه العلاقات الأخوية الممتازة تساهم في إعطاء دفعة قوية لدينامية علاقات التعاون الثنائية وتأكيد الأهمية الحيوية للعلاقات بين الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس في توطيد الروابط القائمة بين البلدين، مبرزًا أن المغرب وإسبانيا "صديقين وجارين، وشريكين ومتكاملين" يتقاسمان تاريخًا مشتركًا ويواجهان، أيضًا، تحديات مشتركة.
وأبرز بنيعيش، في هذا السياق، الرؤية التي عبر عنها الملك محمد السادس في خطاب العرش العام 2012، والتي أكد فيها جلالته ضرورة خلق فضاء جديدة من الازدهار المشترك وتشجيع فرص عمل جديدة وخلق الثروة بين إسبانيا والمغرب.
وبعد التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية بين البلدين، أشاد السفير المغربي بعزم الرباط ومدريد على وضع آليات للحوار والتعاون كما هو الشأن بالنسبة للاجتماع عالي المستوى، والمنتدى البرلماني، وأخيرًا نادي أصدقاء المغرب الذي تأسس في مدريد.
وبعد أن شدد على أهمية الزخم في السنوات الأخيرة بين البلدين، أشار فاضل بنيعيش إلى أن جهود التحديث والتطوير التي يبذلها المغرب تحت قيادة جلالة الملك تم الاعتراف والإشادة بها من قِبل كبار المسؤولين الإسبان الذين يعتبرون المملكة "ملاذًا للسلم والاستقرار في المغرب العربي وشمال أفريقيا".
وبحسب بنيعيش، فإن مسلسل الانفتاح الذي بدأ في المغرب قبل أكثر من 15 عامًا، واعتماد إصلاحات دستورية وسياسية وديمقراطية من قبيل إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة، وإصلاح مدونة الأسرة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، جعلت من المملكة "شريكًا متميزًا" للاتحاد الأوروبي.
وبعد أن أشار إلى أن المغرب وإسبانيا تطورا في الأعوام الأخيرة، على غرار السياق الإقليمي والعالمي، أكد أن العلاقات الاقتصادية المغربية الإسبانية في حاجة إلى التجديد ولنفس جديد لاحتواء واقع يزداد تعقيدًا أكثر فأكثر، بالنظر للتحديات الكثيرة التي تفرضها العولمة والمخاطر الأمنية التي تتربص بالمنطقة.
وأكد بنيعيش، في هذا السياق، أن الاجتماع الـ11 عالي المستوى، المقرر الجمعة المقبلة في مدريد، والذي سيشارك فيه وفد وزاري مغربي رفيع، سيشكل موعدًا جديدًا لإعطاء زخم جديد للعلاقات الثنائية، التي تمر بأفضل لحظاتها، سيترجم العزم والإرادة المشتركين لبناء شراكة استراتيجية لما فيه خير البلدين.
كما خلص الدبلوماسي المغربي إلى التذكير بأن هذا الاجتماع، الذي سيرأسه رئيسا حكومتي البلدين ماريانو راخوي وعبدالإله بنكيران، سيتوج بتوقيع عدد من اتفاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات.