القاهرة ـ إيمان إبراهيم
وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى بكين، الأثنين، في تمام الساعة الثانية والنصف مساءًا بتوقيت الصين والثامنة صباحًا بتوقيت القاهرة، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، تلبية لدعوة الرئيس الصيني شى جين بينغ.
وكان في استقبال الرئيس السيسي لدى وصوله إلى مطار بكين الدولي، مجموعة من الوزراء المصريين الذين سبقوه إلى العاصمة الصينية، لعمل الترتيبات النهائية للزيارة، بالإضافة إلى السفير المصري في بكين مجدي عامر، وأعضاء السفارة ولفيف من السفراء العرب المعتمدين لدى الصين.
ويلتقي الرئيس السيسي، -الذي تبدأ زياته الرسمية الثلاثاء- بنظيره الصيني في قاعة الشعب، حيث تُقام مراسم الاستقبال الرسمية التي تعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين في حضور وفدي البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة والعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في الكثير من المجالات التي تشمل التعاون الاقتصادي والطاقة والكهرباء والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة.
وتشهد المباحثات بين البلدين تبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي في مقدمتها مكافحة التطرف وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهته، وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره، كما ستتناول المباحثات مع رئيس البرلمان الصيني سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد في مصر.
ويعقد الرئيس السيسي، خلال زيارته للصين، اجتماعين مع ممثلي القطاع الخاص الصيني، الأول مع رؤساء أكبر 20 مجموعة اقتصادية صينية متعددة الأنشطة تعمل في جميع المجالات السياحية والزراعية والتكنولوجيا والبنية التحتية والبترول والاتصالات ومن بينها شركات لها استثمارات في مصر وترغب في التوسع، والثاني مع ممثلي 100 شركة كبرى إلى جانب لقاء خاص مع أكبر 20 شركة متخصصة في مجال السياحة ولقاء مع رؤساء الجامعات الصينية، كما يتم خلال الزيارة إطلاق مجلس الأعمال المصري الصيني.
وتتضمن رحلة الرئيس السيسي إلى الصين، زيارة إلى مدينة شينجدو التي تُعد إحدى أبرز المدن الصناعية في الصين، حيث سيتفقد الرئيس عددًا من المصانع العاملة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
ويرافق الرئيس السيسى خلال زيارته وفد رسمي يضم وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الاستثمار أشرف سالمان، ووزير التموين والتجارة الداخلية خالد حنفي، ووزير السياحة هشام زعزوع، بينما وصل وزير التجارة والصناعة منير فخرعبدالنور، ووزير النقل هاني ضاحي، ووزير الكهرباء والطاقة محمد شاكر، ووزيرة التعاون الدولي نجلاء الأهواني، في وقت سابق للإعداد للزيارة.
وأولت وسائل الإعلام الصينية اهتمامها الواضح بزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لبكين، التي تبدأ الأثنين، وأفردت لها مساحات واسعة، وعناوين مختلفة.
وتحت عنوان "وزارة الخارجية: ترقب لزيارة الرئيس السيسي إلى الصين التي من المتوقع أن تسفر عن نتائج كثيرة"، أبرزت وكالة أنباء الصين الرسمية "شينخوا" تصريح تشين قانغ، المتحدث باسم الوزارة، الذي أكد فيه أن مصر دولة كبيرة في الشرق الأوسط ولها دور كبير، وأن الاستقرار فيها يأتى عن طريق التنمية، وأن مصر حققت تقدمًا إيجابيًا في عملية الانتقال السياسي، معربًا عن تهنئة بلاده للشعب المصري بما حققه حتى الآن.
وركزت الوكالة على قول المتحدث باسم الخارجية ، أن الصين تحترم دائمًا خيار الشعب المصري في اختيار النظام السياسي ومسار التنمية الحقيقية، وأنها تتمنى الحفاظ على الاستقرار والتنمية في مصر، وأنها تأمل أن تواصل مصر الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة وأن تلعب دورها المهم.
ونقلت الوكالة قول المتحدث باسم الخارجية الصينية، أن الصداقة التقليدية الثنائية بين الصين ومصر صداقة دائمة، وأن الشعبين الصيني والمصري يحرصان على استمرار هذه الصداقة، خصوصًا وأنهما أقاما العلاقات الدبلوماسية قبل 58 عامًا، والتي ساعدت على حدوث تنمية مستقرة في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة والتعاون المثمر، مشيرًا إلى أن الصين تعلق أهمية كبيرة على تطوير العلاقات عند زيارة الرئيس السيسي.
وأعربت الوكالة الرسمية، عن ثقتها أن مصر تريد مواصلة تطوير علاقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين، متوقعة أن يوجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس الصيني لزيارة مصر خلال شهر آذار/مارس المقبل.
وأشارت الوكالة "شينخوا" إلى أن مصر تسعى لإنعاش الاقتصاد وأنه في السنوات القليلة المقبلة سوف يزيد النمو الاقتصادي إلى 7% وأن هناك سلسلة من مشاريع التنمية الوطنية تحت الإنشاء منها شبكة طرق يبلغ طولها الإجمالي ثلاث آلاف و400 كيلومترًا والمشاريع الجديدة سوف تجلب الكثير من الفرص للمستثمرين الصينيين، مضيفة أن الشركات الصينية يمكن أن تستثمر في كل من خدمات الشحن مثل الوقود وخدمات الإمدادات اللوجيستية للسفن في قناة السويس الجديدة، كما يمكنها الحصول على فرص الأعمال الأخرى مثل تخزين المواد الغذائية والسيارات وتجميع الحاسب الآلي وغيرها من المجالات.
وأجرت "شينخوا " حديثًا مع السفير المصري لدى الصين مجدي عامر، أكد فيه أن زيارة الرئيس السيسي سترفع علاقات الصداقة والتعاون بين مصر والصين إلى مستوى العلاقة الشاملة، مشيرًا إلى أن مصر تفهم تمامًا وتثمن عاليًا دور الصين المهم في السياسة الدولية، وأنها تلعب دورًا بالغ الأهمية في الاقتصاد العالمي، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على السلام الإقليمي والعالمي.
وأعلنت صحيفة "الشعب" تحت عنوان "الرئيس المصري يقول إنه مستعد للمشاركة في تنفيذ مبادرة طريق الحرير وأنها مبادرة استراتيجية"، مضيفة أن الرئيس السيسي أكد تعزيز العلاقات المصرية هو نقطة البداية لتحقيق التنمية والتقدم والسلام، والذي يتفق مع المصالح المشتركة للشعبين.
وذكرت الصحيفة، أن الرئيس السيسي سيعقد اجتماعين مع ممثلي القطاع الخاص الصيني ومنهم رؤساء أكبر 20 مجموعة اقتصادية صينية تعمل في المجالات السياحية والزراعية والتكنولوجية والبنية التحتية والبترول والاتصالات، وممثلي 100 شركة كبرى إلى جانب لقاء خاص مع رؤساء الجامعات الصينية.
وأضافت الصحيفة أنه من المقرر أن تشهد زيارة الرئيس السيسي للصين التوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والنقل والكهرباء وغيرها فضلًا عن إطلاق مجلس الأعمال المصري - الصيني.
وتأتى زيارة الرئيس السيسى للصين لتدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، حيث أن رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، وهو المستوى الذي تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم، يستهدف توثيق العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية.
يُذكر أن هذه هي أول زيارة رسمية للسيسي إلى بكين منذ توليه الرئاسة في الثامن من حزيران/يونيو الماضي، وسيعقد قمة الثلاثاء، مع نظيره الصيني شي جين بينج في قاعة الشعب الكبرى، وتعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين في حضور وفدي البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والعديد من الاتفاقيات بين البلدين في عدة مجالات مختلفة.