الدار البيضاء - سعيد بونوار
يتطلع الحاج حميد إلى اليوم الذي يصادف فيه الدجاجة التي تبيض ذهباً، والتي اعتاد على سماع عدد من أصدقائه يتحدثون عنها كلما تناهى إليهم خبر ارتباط رجل بزوجة لها ميراث كبير، أو "تصيد" موظف فاشل مهنة بزبد "الرشاوى"، ارتفاع الأسعار وانحناءة تقاعده أمام مواكبة الغلاء دفعته إلى أن ينسج بساط حلم بضيعة دجاج كأقصى ما يرنو إليه منذ إعلانه
خوض إضراب مفتوح عن تناول لحوم الأبقار والأغنام، التي باتت أشبه بخيول مسابقات الفروسية في قفزها على حواجز القدرة الشرائية للمواطن المغربي، المدعو إلى تحمل تبعات أخطاء كبار الاقتصاديين في العالم.
الحاج حميد الذي يحمل "قفته" البلاستيكية، ويدلف إلى السوق العشوائي المعروف بـ"سوق علّق" في وسط الدار البيضاء، تنتابه ابتسامة يومية وهو يتمعن في اسم السوق المذكور الذي يتقاطر عليه كل صباح فقراء المدينة، ويضطرون أحيانا إلى مشاركة الباعة المتجولين بعرباتهم وحميرهم الهرب بمجرد إطلالة سيارات الشرطة.
ولم يعلق الحاج حميد إضرابه عن اللحوم الحمراء التي ارتفع فيها مؤشر ثمن الكيلو الواحد إلى 80 درهما (قرابة 9 دولارات) على سلم المعيشة رغم نداءات أطفاله الخمسة الذين باتوا يلقبون بـ"وليدات البيض" في مؤسساتهم التعليمية، إذ اعتادوا على إحضار "شطائر البيض" بمختلف أشكال طهيه.
البيض ولحوم الدجاج باتت من أهم وجبات فقراء المغرب، إلى درجة أن ضيعات تربية الدواجن أضحت متنفس كبار المستثمرين في المغرب، وتحولت إلى لقمات سائغة لإسكات الأفواه غير القادرة على نار اللحوم الحمراء.
وتراهن الحكومة المغربية على ضخ ما يزيد عن 4 ملايين و500 مليون درهم مغربي (523 ألف دولار) لدعم قطاع الإنتاج والتسويق وتوزيع منتجات الدواجن، وهو ما سيمكن من توفير قرابة 106 آلاف منصب عمل جديد.
ويتطلع المهنيون المغاربة إلى الرفع من إنتاج لحوم الدواجن من 370 ألفا إلى 500 ألف طن إلى جانب رفع إنتاج البيض من 3 ملايين و300 مليون بيضة إلى 5 ملايين بيضة في العام الواحد.
ومع كل هذا التشجيع والتهافت على لحوم الدواجن في المغرب والبيض، ما زال المغرب في أسفل سلم ترتيب استهلاك هذا المنتج، إذ بلغ معدل استهلاك الدواجن في المغرب عام 2008 قرابة 15،4 كيلوغراما للفرد في العام، هذا في الوقت الذي يستهلك فيه المواطن الإماراتي قرابة 41،2 كيلوغرام للفرد والسعودي 33،6 كيلو غرام للفرد والفرنسي 26،2 وفق إحصائيات رسمية صدرت عن الفيدرالية المغربية لمهنيي قطاع الدواجن، بينما يتناول المغربي 117 بيضة في العام.