الجزائر- سميرة عوام
هددت نقابة "مركب أرسلور ميتال" في عنابة الجزائرية بشل مختلف ورشات الانتاج مع دخول 5 آلاف عامل في إضراب مفتوح عن العمل في حال عدم تدخل الحكومة لوضع حد بعض التجاوزات الخطيرة التي سجلت داخل المركب من طرف الإدارة الفرنسية و"المتورطة في إقصاء النقابة من ممارسة نشاطها بحرية ،إلى جانب تضييق الخناق على مختلف نشاطات الدولة الجزائرية".يحدث ذلك في وقت كانت فيه الجزائر
قد حازت على أكبر نسبة من رؤوس لأموال تفوق 51 بالمائة و الطرف الفرنسي 41 بالمائة ،إلا أن ذلك حال دون تغليب مصالح الدولة على الإدارة الفرنسية . وقالت النقابة في بيان اليوم السبت إنه في غفلة الحكومة الجزائرية و التي تهتم بموعد الانتخابات و المشاكل الأخرى استغل المدير العام فانسون لغويق الفرصة لتسيير المديرية و المناصب الحساسة في المؤسسة على غرار مديرية الموارد البشرية بالإضافة إلى ذلك حذرت لجنة المشاركة من أن الفوضى الداخلية قد تربك انتاج المركب وذلك في إشارة إلى أن الإدارة الفرنسية تسيِّر الفرن العالي بفرنين فقط، وهذا سيزيد من شل نشاط المؤسسة والتي ستجد نفسها عاجزة عن تحقيق النتائج المرجوة خلال سنة 2017
ولاحتواء هذه التجاوزات و المشاكل الداخلية ،أكدت النقابة أنه سيتم يوم25 شباط/ فبراير الحالي عقد اجتماع طارئ لتحديد خيارات الإضراب أو الذهاب إلى طاولة المفاوضات و وضع حد للانتهازية الإدارة الفرنسية.من جهته أكد رئيس نقابة الفولاذ داود كشيشي أن ما يحدث داخل مركب الحجار من مشاكل سيوقف الإنتاج التابع للفرن العالي والذي يتم تشغيله بـ 4 أفران.
وأكد أن نوعية الحديد التي ينتجها بفرنين رديئة جدا وغير صالحة، وهو ما اعتبره خسارة للمركب وتضييعا للأموال. وأضاف أنهم قاموا بذلك حسب أوامر صدرت من المديرية العامة في اللكسمبورغ، مؤكدا أنه بعدما تأميم المركب كان من المفروض أن لا يتخذ الشريك الأجنبي قرارات انفرادية، كما تساءلت النقابة عن قضية أطنان الحديد التي خرجت من المركب وكان من المفروض أن تصل الى الاسواق في 3 سنوات الماضية لكن لم يظهر لها أي أثر، وطلبت من الإدارة تحويل هذا الملف على التحقيق.من جهة أخرى طفا إلى السطح ملف الاستثمار والذي يعتبر الفاصل الأكبر لتعزيز نشاط المؤسسة في انتاج الحديد و مشتقاته، و قد طالب كشيشي بضرورة تسوية ملف الاستثمار و تحسين مستوى الأجر القاعدي للعمال وذلك لوضع حد للاحتجاجات و الاضرابات خاصة أن المركب عاش منذ سنوات على خلفية سلسلة الفوضى و الغليان الشعبي.