سلا ـ الحسين إدريسي
يحرص الكثير من الشباب المغاربة في عدد من أحياء مدينة سلا المجاورة للرباط، يوم العيد على حرق الصوف في رؤوس الأضاحي، لصالح الأسر التي تُحضّر وجبة خاصة بهذا الجزء من الخروف، وذلك لتوفير مصروف الجيب في إجازة العيد. ويحفر الشباب في سلا والرباط العاصمة وباقي المدن، الأرض ويشعلون في الحفرة النار، ويجمعون رؤوس الأضاحي لحرق صوفها، وتُسمى هذه العملية "التشواط" ويتقاضى الشبان الذين يمارسون هذه المهنة الذي لا تدوم سوى يومًا واحدًا ما بين 15 درهمًا و20 درهمًا للرأس الواحد، أي ما بين دولاين و3 دولارات. وتبدأ هذه العملية النارية منذ ذبح الأضاحي الأولى في الحي، كما جرى صباح يوم العيد في حي السلام، وتستمر حتى ما بعد العصر، وهناك عائلات أخرى تُفضل أن يتولى أصحاب الأفران الشعبية الخاصة بإنضاج الخبر هذه المهمة. ويطوف شبان آخرون على المنازل لجمع جلود الأضاحي، حيث يمنحها الناس صدقة بحكم عدم جواز بيعها، فيما ترتبط عملية جمع جلود الأضاحي في الذاكرة السياسية المغربية بأحد الأحزاب التاريخية في المملكة، كان قد دعا إلى جمع الجلود لتقديم مبالغ بيعها مساعدة للفلسطينيين قبل 30 عامًا، وتبين في ما بعد أن ذلك الحزب استفاد منها لحسابه الخاص.