الدار البيضاء - محمد لديب
أكد مسؤولو مجموعة "الشريف" للفوسفاط في المغرب أن المراكز الحضرية التي أطلقها المجمع في كل من الجديدة وخريبكة وبنجرير وفم الواد في الجنوب المغربي ستجعل من المجموعة رائدًا في هذا المجال، حيث تبنَّت المجموعة إستراتيجية بناء مراكز حضرية ذات أبعاد عالمية.
وشدّد المسؤولون على أن هذه المشاريع تؤكد "سير كل من المجمع الشريف للفوسفاط والمغرب
في نهج إستراتيجية حضرية ذات أبعاد عالمية، وتمّ الحرص أثناء تصميمها وتشييدها على الأخذ في الاعتبار التحديات المرتبطة بالتنمية المستدامة ومعايير احترام البيئة مع تحسين جودة العيش للسكان، وإدارة التنوع والإدارة الجيدة وكذا التغييرات بمختلف أشكالها، إلى جانب التضامن بين المناطق".
وأوضح المسؤولون، على هامش مشاركتهم في قمة الحكومات المحلية والريفية في الرباط التي تدعمها مجموعة "الشريف" للفوسفاط، والتي تُعقَد للمرة الأولى في أفريقيا، أن المراكز الحضرية الجديدة التي أطلقها المجمع تمثل نموذجًا للتنمية المستدامة على مستوى العديد من مناطق المملكة، والتي تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة من خلال ضمان إطار عيش جيد، ومحيط عمل وتعليمي جذاب، مع الحرص على توفير تهيئة تحترم البيئة.
وأكّدوا أنه في هذا الخضم، أطلق "المجمع الشريف للفوسفاط" مشاريع "المدينة الخضراء محمد السادس" في بن جرير التي تضم "جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية" و"المركز الحضري مازاغان" في جهة الجديدة الكبرى، والتي تُعتبر مدينة حقيقية تجمع ما بين المعرفة والابتكار، و"المنجم الأخضر" في خريبكة، وهو عبارة عن مركز حضري وترفيهي جديد سيساهم في تثمين مدينة خريبكة، و"المركز التكنولوجي فم الواد"، الذي يُعد منصة موجّهة للابتكار والبحث التنموي في منطقة العيون.
وأشاروا إلى أن خريبكة، التي تُعتبر الموقع التاريخي لاستخراج الفوسفاط في المغرب، تحظى بتشييد مشروع حضري أُطلِق عليه اسم "المنجم الأخضر".
وأعلنوا أنه "يأتي هذا المشروع في إطار العمل على احترام البيئة وتحسين الجودة الحضرية والمعمارية في مدينة خريبكة، حيث سيوفر هذا المشروع لمنطقة خريبكة إطار عيش استثنائيًا، ويمتد مشروع المنجم الأخضر على مساحة قدرها 300 هكتار، ويقوم على ستة مكونات رئيسية هي: منتجع المنجم الأخضر الترفيهي (تجهيزات مغطاة تربوية وتعليمية وترفيهية، حديقة، بنية تحتية ترفيهية في الهواء الطلق...)، التجهيزات الفندقية (فنادق، قرية سياحية...)، مشاريع عقارية (السكن الراقي، السكن الاقتصادي،...) مركز للتدريب، مركز للأعمال (خدمات للمقاولات، محلات تجارية، عقارات مكتبية) والخزانة الوسائطية (قاعة محاضرات، مكتبة، سينما، فضاء للوسائط المتعددة...). ويُتوقع افتتاح أولى المشاريع، مركز الأعمال والخزانة الوسائطية، في سنة 2014.".
وأوضحوا أن "المجمع الشريف" للفوسفاط "يهدف من خلال مشروع المدينة الخضراء محمد السادس، التي تُشيّد على مساحة 900 هكتار، إلى تعزيز التنوع الاجتماعي، وتنويع الأنشطة الاقتصادية، عبر تزويد المدينة بتجهيزات وبنية تحتية حضرية متميزة ستجعل منها مدينة نموذجية بكل المقاييس، وتجسد المدينة الخضراء محمد السادس، التي تُعتبَر حاضرة بيئية ومدينة ذكية من الجيل الجديد، معايير وقيم التنمية المستدامة واحترام البيئة، وهي توفر إطارا جذابًا بشأن محيط معرفي من خلال مركزها الأكاديمي، جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية التي ستستضيف 12.000 طالب جامعي على المدى البعيد، وسيتشكل الشطر الأول من هذه المؤسسة من "مدرسة التسيير الصناعي" التي تفتتح أبوابها في تشرين الأول/ أكتوبر 2013.".
وأشاروا إلى أن تشييد وتطوير المركز الحضري مازاغان في منطقة الجديدة الكبرى سيتيح خلق منطقة حضرية نموذجية لمواكبة تطوّر هذه المنطقة، والتي تدخل في إطار الإستراتيجية الجديدة لوزارة السكان والتعمير وسياسة المدينة الخاصة بتطوير المراكز الحضرية.
وتمتدّ مساحة هذه المدينة الجديدة على 1300 هكتار، وستكون بمثابة قطب حضري مبتكر يتوفر على بنية تحتية ذات جودة عالية في مجالات البحث والتنمية والتعليم العالي، والبنية التحتية السياحية / الثقافية والسكنية المهيكلة، وسيستقبل المركز الحضري لمازاغان 130 ألف نسمة في أفق سنة 2030.
وعلى مستوى الجهة الجنوبية من المغرب، يعتمد "المجمع الشريف" للفوسفاط مقاربة تنموية مسؤولة، حيث سيشيد مركز جذب تكنولوجي وثقافي لجهة العيون - بوجدور - الساقية الحمراء، يقوم على المعرفة والابتكار.
ويتعلق الأمر بالمركز التكنولوجي فم الواد الذي سيضطلع بمهام مواكبة ودعم التنمية الاقتصادية لجهة العيون، وتعزيز انفتاحها على المستوى الدولي.
كما أن "المجمع الشريف" للفوسفاط بصدد توسيع برنامجه التطويري والاستثماري لمواكبة ودعم المواقع المحلية المقيمة في المناطق المحيطة بمراكزه الصناعية والمنجمية في المنطقة.
ويقوم هذا المشروع على مجموعة من المركز تتمثل في مركز البحث والتطوير والابتكار، والمركز الأكاديمي والتعليم العالي، وقطب الجذب السياحي والثقافي، ومركز الخدمات الموجَّهة للمقاولات، والمركز التكنولوجي الموجَّه لأنشطة الصيد البحري الوطني ومنطقة سكنية.
وسيستقبل هذا المركز الحضري والتكنولوجي على المدى البعيد 12.000 نسمة وسيوفر 3000 وظيفة عمل مباشر، ويمتدّ على مساحة 126 هكتارًا.