الجزائر ـ نورالدين رحماني
كشفت التحقيقات، التي يجريها القضاة الإيطاليون العاكفون على ملف شركة "سوناطراك" الجزائرية، على مستوى محكمة ميلانو الإيطالية، عن وجود استثمارات وأملاك كبيرة، قدرت بملايين الدولارات، لفريد بجاوي (نجل شقيق وزير الخارجية الجزائري السابق، ورئيس محكمة لاهاي الدولية)، ووزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل، المتهمان في قضايا فساد، ضمن شبكة دولية
، تمتد إلى كل القارات.وقال رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة الفساد الجيلالي حجاج أن "الأملاك التي كشف عنها القضاة متواجدة في كل من سنغافورة، وبنما، وهونغ كونغ، وجزر فيرجن البريطانية، والتي حصلوا عليها عبر بييترو فاروني، المسجون على ذمة القضية، منذ قرابة شهرين، والذي يعتبر المسؤول والوسيط الرئيسي في الرشاوى، التي دفعتها شركة سيبام الإيطالية للمتهمين، نظير حصولها على عقود وصفقات في قطاع النفط في الجزائر".ويضيف حجاج أن "سيبام الإيطالية وسوناطراك الجزائرية ترتبطان بعقود في قطاع النفط، تصل قيمتها الإجمالية إلى ثمانية مليارات يورو".ونقلت صحيفة "لاكوري ديلا" الإيطالية، منذ أيام، عن مصدر قضائي إيطالي، أن "حصة الوساطة التي كان بجاوي مكلفًا بها بلغت 197 مليون يورو، تم ضخها في حساب شركة ملك له في سنغافورة"، وهي الفضائح التي دفعت القضاء الجزائري، وبعد ضغط محلي، إلى مراسلة "الإنتربول"، التي أطلقت 20 مذكرة توقيف، بناءًا على الطلب الجزائري، ضد شخصيات جزائرية في وزارة الطاقة والمناجم، وشركة "سوناطراك" إضافة للوسيط الدولي، والمتهم الرئيس في فضائح "سوناطراك" فريد بجاوي، ومجموعة من مسؤولي الشركات الأجنبية المتورطة في فضائح الفساد مع "سوناطراك"، وردت أسماؤهم في التحقيقات.
ومن بين الأشخاص المعنيين بالتوقيف فريد بجاوي، الذي يجهل مكانة إقامته حتى الساعة، وشكيب خليل، وزير الطاقة الذي ورد اسمه في كل التحقيقات، والمقيم في واشنطن الأميركية، والذي أكد أنه مستعد للمثول أمام القضاء الجزائري، شريطة أن يتم التعامل معه كوزير سابق، وليس متهمًا، والاستماع إليه في القضية كشاهد.