الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
رئيس الحكومة سعد الدين العثماني

الرباط - المغرب اليوم

 وصف الخطاب الملكي مخرجات مشروع المخطط التنموي الجديد بالمصيرية، و هذا للظرفية التي يعيشها الاقتصاد الوطني (عجز مزمن في الميزان التجاري والمديونية الكارثية و تردي الخدمات الصحية والسكنية وفشل المخططات التعليمية وتعثر مشروع إصلاح التكوين المهني) .

بالنسبة لسوق الشغل، نعتبر أن عدم تفعيل خطاب الملك حول تثمين الرأسمال اللامادي من ثقافة و تاريخ و تراث و فن و موروث مجتمعي، نعتبره سببا في استمرار عطالة المثقفين و الفنانين و الكتاب و المسرحيين و المشتغلين في قطاعات فنية موازية.

أقرا ايضا:

العثماني يؤكد سير المغرب في طريق الصحيح لتحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين​

ومن بين نقاط قوة المشروع التنموي الملكي، الإستفادة من أخطاء و نواقص الماضي و الإعتراف بفشل المخططات السابقة عموما، مع الاستفادة من هذه الكبوات لبناء نموذج مغربي خالص و مندمج، تساهم فيه كل الطاقات الوطنية بشكل متضامن و مواطناتي في إطار مقاربة تشاركية. و لا يمكن إرجاع الثقة إلى الفاعلين الأساسيين في هذا النموذج من مقاولين وطنيين و أطر و مثقفين و شغيلة وطنية، في نظرنا المتواضع، دون القطع مع ممارسات الماضي المتخلفة و المثبطة لقوى الإصلاح و التغيير و التنمية، و هنا لا مناص من تفعيل المبدئ الدستوري الذي ينص على ربط المسؤولية بالمحاسبة و معاقبة رموز الفساد و عرقلة المشاريع الملكية الطموحة التي انسجم معها المغاربة بكل وطنية و عفوية.

و فيما يخص الطبقة المتوسطة، لا بد من التنبيه و التأكيد على أن هذه الطبقة المحورية في اقتصاد أي بلد، لا يمكنها أن تلعب دور محور التنمية الإقتصادية و المجتمعية والثقافية في ظل استمرار السياسات التفقيرية التي تضرب القدرة الشرائية لهذه الطبقة التي لم تعد قادرة على الولوج إلى السلع و الخدمات الوطنية، مما يشكل كبحا هيكليا لمحركات الاقتصاد الوطني.

فيما يخص التعليم ، نطرح سؤالا واضحا و صريحا. كيف يمكن للدولة أن تعمم التعليم و تساهم في تجويده و المدرسة العمومية و الجامعة المغرببة و رجال و نساء التعليم يتعرضون للتصفية الممنهجة من طرف سياسات الحكومة النيوليبيرالية. فالسمو بالتعليم لا يستقيم إلا برد الإعتبار للمدرسة العمومية و للجامعة المغربية و بانخراط الدولة و القطاع الخاص في تمويل البحث العلمي و توفير ما تحتاجه مختبراتنا و أساتذنا و طلبتنا من إمكانيات مادية و لوجيستيكية و تقنية.

وبالنسبة للتكوين المهني، ورغم المجهودات المبذولة وبرغم الإنجازات المهمة، فمن الضروري الرقي بهذا القطاع الاستراتيجي إلى ما يطمح إليه ملك البلاد، تكوين عصري حديث و فعال؛ يدمج الشباب في العجلة التنموية الوطنية و يساهم في تحسين تنافسية المقاولة و جذب الاستثمارات الأجنبية مع تعبئة الموارد المحلية، وفق مشاريع اقتصادية تراعي البعد الاجتماعي و البيئي، دون إغفال اكراهات المنافسة الأجنبية الشرسة.

وهنا لا بد أن ننوه بالنظرة الملكية الجديدة للتكوين المهني، التي تتجاوز إدماج الذين لم يتوفقوا في الدراسة العادية أو الذين لا يمتلكون طول النفس لخوض سنوات التكوين الجامعي الطويلة نسبيا.

وأراد للتكوين المهني أن يصبح رافعة أساسية لتكوين الشباب المغربي و تسليحه بمختلف المعارف التقنية الحديثة التي تسهل انخراطه في سوق الشغل و تجعله رافعة حقيقية لتنافسية المقاولة المغربية و عاملا أساسيا في استقطاب الاستثمار الأجنبي و تعبئة الإمكانيات الوطنية حول العنصر البشري المؤهل تقنيا لكسب رهان المنافسة و توطين التكنولوجيا على غرار الدول الصناعية الرائدة.

و فيما يتعلق بالبرامج الاجتماعية الوطنية، فنسجل فشل المنتخبين في مواكبة الجمعيات التي أنفقت الملايير من المال العام دون نتائج مناسبة. و نتمنى من رجال السلطة المحلية أن يتجنبوا هفوات المنتخبين و أن يحققوا نتائج أفضل وأكثر فاعلية في محاربة الفقر و الهشاشة و خلق فرص الشغل في المناطق المهمشة التي تستهدفها برامج التنمية البشرية.

و يعتبر مشروع إدماج الأراضي السلالية الذي نادى به الخطاب الملكي مشروعا عملاقا يجب تنزيله، لما له من أهمية استراتيجية في تصفية الوعاء العقاري بالمملكة و تسهيل الاستثمارات المنتجة و إنصاف ذوي الحقوق و تفادي الريع و الضبابية في استغلال هذه الثروة العقارية المهمة.

وأكد الخطاب الملكي على الخيار الجهوي و على التخصص الجهوي و المجالي وفق سياسة تنمية القدرات و الطاقات المحلية و المهن الكبرى لكل جهة حسب خصائصها و مبدء التخصص حسب الإمكانيات. و هنا نجدد تخوفنا من نمط الاقتراع الحالي و من عدم الإلتزام الأخلاقي لدى الأحزاب السياسية بترشيح كفاءات محلية و جهوية قادرة على تنزيل المشاريع الملكية الطموحة و القابلة للتنزيل إذا تم إستدعاء الكفاءات الوطنية الجهوية والمحلية و وضع الثقة في شباب المملكة.

قد يهمك ايضا:

المصلي تؤكد أن تنمية الصناعة التقليدية تعتمد على تأهيل رأس المال​

الشعب المغربي ينتظر تجديد حكومة سعد الدين العثماني تفعيلًا لمضامين الخطاب الملكي

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

الليرة التركية تتراجع إلى أدنى مستوى خلال شهرين بعد…
أسعار الغذاء العالمية ترتفع في حزيران للمرة الأولى في…
مؤسس "تيليغرام" يتعهّد بدفع أكثر من 1.2 مليار دولار…
فتح "شبه كلي" للاقتصاد في مصر و"صندوق النقد" يتجه…
حزمة دعم القطاع الخاص تقلّص تداعيات "كورونا" على الناتج…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة