الرباط – سناء بنصالح
أكد إلياس العماري رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، رئيس مجلس الجهة عازم على الرفع من درجة الإهتمام بالمدينة، موضحا أنه تقرر توطين وكالة تنفيذ مشاريع الجهة بشفشاون، كما أنهم عازمون على رفع مستوى الاستثمارات المهيكلة بهذا الإقليم الذي عانى طويلا من التهميش، وعلى نفس المنوال سنتعامل مع أقاليم وزان و العرائش والفحص-أنجرة والحسيمة، واعتبر إلياس العماري أن تفكير مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي يتشرف بتدبير شؤونه، في تنظيم هذا اللقاء، نابع من إيمان المجلس الواعي بأن التنمية الجهوية لن تقوم لها قائمة ما لم تكن الثقافة قاطرتها وأفقها الأرحب. ولذلك، فرهانات الجهة على الثقافة ليست من باب الترف الفكري كما يقال، وإنما هي رهانات براجماتية ترنو إلى خدمة الثقافة لذاتها، ومن خلال ذلك، خدمة التنمية بأبعادها الإقتصادية والإجتماعية.
وأضاف إلياس العماري أنه عندما دعى مجلس الجهة إلى تنظيم هذه المناظرة، فإنه قد وضع نصب عينيه السير على النهج الذي اختاره، انسجاما مع روح الدستور ومع مضامين القانون التنظيمي للجهات، وهو الانتصار للمقاربة التشاركية والتشاورية، من جهة، مع القطاع الحكومي المعني بالشأن الثقافي، ومن خلاله مع مصالحه الجهوية والإقليمية، ومن جهة أخرى، مع الفاعلين المؤسساتيين والذاتيين ومع المجتمع المدني، على المستوى الوطني والجهوي والمحلي.
وكشف أن دائرة الثقافة، اليوم، لا تنحصر فقط، في النهوض بشؤونها باعتبارها ثقافة، وفي النهوض بها باعتبارها عاملا فعالا للتنمية؛ وإنما هذه الدائرة تتسع لتنفتح على رهانات يصح أن نعتبرها وجودية، يقول العمـــاري، فأمام زحف المرجعيات الدوغمائية المحرضة على العنف والكراهية، والداعية إلى تدمير القيم الإنسانية والحضارية الكونية؛ يزداد حجم الرهان على الثقافة وقيمها، كخلفية سلمية راقية لمواجهة أطياف الموت الذي يتربص بنا من كل جانب؛ وكملاذ للإنسانية للحفاظ على وجودها ولضمان استمرارية الحياة وسيادة قيم العقل والحوار والسلام.
فالثقافة، يشير العماري، في سياق هذه الرهانات تعتبر فيصلا بين الموت والحياة، وسدا منيعا بين العدم والوجود، ولذلك، فنحن أمام مسؤولية ثقيلة تلزمنا بالاستثمار في الشأن الثقافي، من أجل نشر قيم التنوير والإنفتاح؛ بنفس الدرجة التي يتعين علينا بها الاستثمار في ربط الثقافة بتحسين عيش المواطنين من خلال إنتاج الثروة عبر اقتصاد الثقافة، في الصناعة الثقافية والسياحة الثقافية وغيرهما، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة عبر في ختام كلمته عن انفتاح المجلس المسؤول على جميع المقترحات والمبادرات التي من شأنها إنجاح معادلة الثقافة والتنمية الجهوية، بحمولاتها القيمية والحضارية الكونية المتناغمة مع خصوصياتنا الجهوية والوطنية. مؤكدا حرص المجلس الشديد على تحقيق عدالة ثقافية بين مراكز وأطراف هذه الجهة. وأضاف: "ونحن متفائلون بأن تسفر عن هذه المناظرة توصيات وأفكار تعكس ذكائنا الجماعي ووعينا المشترك بقيمة الثقافة، ونلتزم، بعده، بإدراج تفاصيلها العملية والإجرائية ضمن البرنامج الجهوي للتنمية الذي نحن بصدد إعداده".