الرباط - سناء برادة / جميلة عمر
انتهت فعاليات المعرض الدولي للتمور في أرفود، في نسخته السادسة، والذي شهد إقبالًا من طرف الزوار الذين توافدوا على مختلف الأقطاب، إذ بلغ عددهم 75 ألف شخص، كما بلغ عدد العارضين ما مجموعه 238 عارضًا، بينما وصلت كميات التمور، في مختلف الأصناف التي تم تسويقها، إلى أكثر من 200 طن، علاوة على الحضور المكثف للورش والأيام العلمية المخصصة لهذا القطاع.
وخلال افتتاح المعرض الدولي للتمور، الذي نظم تحت شعار “التمور: ثروة غداءية في تثمين مستمر”، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش ، أن هذه السنة هي استثنائية فيما يخص منتج التمور في المغرب حيث تم تسجيل 117 ألف طن، أي بزيادة 30% عن العام الماضي في ظرفية بدأت مع المخطط الأخضر حيث تضاعف الإنتاج عامًا بعد آخر.
وأوضح عزيز أخنوش أن هذه المجهودات قد أثمرت ببرنامج طموح لغرس 3 ملايين شجرة، حيث يصب كل هذا المجهود في المحافظة على البيئة وإعادة هيكلة محيط الواحات، والذي هو محيط تنموي يهدف إلى خدمة الإنسان وتحسين عيشه.
وشكل المعرض فرصة لعارضين يمثلون جمعيات وتعاونيات، كانوا في الموعد لعرض أحسن أنواع الثمور، وتقديم إنتاجها ونشاطها وطرق تحويل هذه المادة الغذائية إلى منتجات أخرى مبتكرة، كالمربى وعصير التمر والقهوة التي يتم الحصول عليها من نواة التمر المحمص، ومن الأنواع الأكثر شهرة المنتجة في الواحات بالمنطقة والتي عرضت بالأروقة منها تمر المجهول، بوستحمي، راس لحمر، بو اطوب، الجيهل ، بورار،بوسردون.
وبحسب الجهات المنظمة، فإن هذه النتائج الجيدة التي عرفت خلال هذه الدورة راجع إلى اعتماد برنامج هام لتأهيل وتنمية واحات نخيل التمر، وتأهيل وإعادة تكوين ضيعات النخيل الموجودة، وهذا البرنامج تم ترجمة توجهاته الاستراتيجية من خلال البرنامج التعاقدي الموقع بين الحكومة والفيدرالية بين المهنية للثمور والفيدرالية الوطنية لمنتجي التمور.
ويقوم هذا البرنامج على محاور منها تنمية وتطوير تعزيز القدرات في مجال النبتة المخبرية لنخيل التمر من أجل الاستجابة لحاجات عمليات الغرس المرتقبة في أفق العام 2020 أي غرس 3 ملايين نخلة جديدة وتكوين 48 ألف هكتار من ضيعات النخيل الموجودة وإعداد 17 ألف هكتار من الأغراس الجديدة خارج ضيعات النخيل، كما تهدف الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة للإنتاج والجودة وتطوير التثمين القوي والدائم لمنتجات نخيل التمر.
وعرفت دورة هذه السنة التوقيع على اتفاقيتين للشراكة تتعلقان بمسلك التمور والتغيرات المناخية بمناطق الواحات وقّعتها كل من مجموعة القرض الفلاحي في المغرب ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووكالة التنمية الفلاحية ووكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، إلى جانب توزيع جوائز استحقاق تقديرية وتشجيعية على عدد من العارضين.
ويشكل المعرض الدولي للتمور في المغرب، في هذا الإطار، ملتقى لعقد اللقاءات وأرضية للتبادل بين مختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي وخاصة سلسلة التمور، ومناسبة لتثمين قطاع التمور وتنمية القطاعات المرتبطة بالنظام البيئي بالواحات وخلق فضاء للقاءات والتبادل بين مختلف الفاعلين والنهوض بالقطاع الفلاحي بالواحات، فضلاً عن المساهمة في بعث دينامية سوسيو- اقتصادية في المنطقة.