الدار البيضاء - ناديا أحمد
أجمع خبراء اقتصاديون وسياسيون ومثقفون مغاربة وأجانب، على أنَّ الأزمة الاقتصادية العالمية اكتست طابعًا متعددًا غير مسبوق في تاريخ الأزمات العالمية، ما جعل تأثيرها، ومنذ اندلاعها في 2008، ينعكس بسرعة على الواقع الاجتماعي والسياسي والأمني للدول.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في أعمال الدورة السادسة لمنتدى "باريس- الدار البيضاء" الذي تحتضنه العاصمة الاقتصادية للمملكة وتنظمه جريدة الاقتصاد "ليكونوميست" في موضوع "تحديات غير مسبوقة تتطلب سياسات مدعومة".
وأبرز وزير الخارجية الإسباني السابق خوسيه بيكي، أنَّ تغير مراكز ثقل الاقتصاد العالمي يعد الناتج الرئيسي لتداعيات الأزمة العالمية، أسفرت عن صعود قوى اقتصادية جديدة، خصوصًا في آسيا وأميركا اللاتينية رغم كل العراقيل التي واجهتها هذه الدول في مسارها التنموي.
وأوضح بيكي، أنَّ التحدي الرئيسي الذي تواجهه هذه القوى الصاعدة يكمن في التكيف مع التطورات التكنولوجية السريعة، والتي أدت إلى "ثورة حقيقية" على مستوى القرار الاقتصادي.
وأكد الخبير الفرنسي كريستيان دو بواسيو، أنَّ من بين التحديات الكبرى التي تواجه الاقتصاد العالمي، صعوبة الخروج بتوقعات اقتصادية ذات مصداقية، مضيفًا، على سبيل الاستشهاد، أنَّه لا أحد كان يتوقع انخفاض أسعار النفط بأكثر من 50 في المائة.
وأشار بواسيو إلى أنَّ الأزمة العالمية "لم تنته بعد، رغم التدبير الجيد لتداعياتها من قبل صندوق النقد الدولي والمصارف المركزية"، موضحًا أنَّ مؤشراتها ما زالت ظاهرة، ومنها ارتفاع معدلات البطالة واستمرار مخاطر العجز المالي في عدد من بلدان العالم، خصوصصا داخل منطقة اليورو.
وشدَّدت رئيسة الاتحاد العام لشركات المغرب مريم بنصالح شقرون، على أهمية الدور الذي تضطلع به الشركات، كمورد رئيسي لخلق الثروة، في تحريك الاقتصاد العالمي، مؤكدة أنَّه أمام التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتعددة، ينبغي النهوض بالسياسات العمومية في مجال ملاءمة منظومة التربية والتكوين مع متطلبات سوق الشغل من أجل مجابهة معضلة البطالة، لاسيما في صفوف حاملي الشهادات العليا.
يُذكر أنَّ منتدى "باريس- الدار البيضاء"، الذي ينظم بمبادرة من رئيس منتدى باريس ألبير ماليت، يطمح إلى أن يشكل إطارًا لتبادل التجارب وإثراء النقاش حول عدد من المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الراهنة.
ويشارك أكثر من خمسة عشر خبيرًا من داخل المغرب وخارجه في تنشيط ندوات وورش هذا المنتدى الذي يحاول أن يقدم أجوبة مناسبة للأسئلة والتحديات المطروحة أمام الاقتصاد العالمي.