الدار البيضاء ـ ناديا احمد
أكد وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد في كلمة له بالرباط خلال لقاء نظمته مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية ومؤسسة (بروكينجز) الأمريكية للأبحاث بشراكة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، أكد الوزير أن الجهود التي بذلتها السلطات العمومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني مكنت المغرب من تحقيق منجزات ملحوظة في مجال تحقيق أهداف الألفية للتنمية ولا سيما في مجالات التعليم والصحة ومكافحة الفقر. وذكر بأن المملكة تمكنت من تحقيق نمو بنسبة 4,3 بالمائة كمعدل سنوي خلال الفترة ما بين 2008 و 2014 ، وهو أعلى معدل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على الرغم من الاضطرابات التي شهدها المحيط الدولي والإقليمي. من جانبه، أكد سفير اليابان بالمغرب تسونيو كوروكاوا، أن المغرب حافظ بل وعزز استقراره، مع تسريع مسلسل الإصلاحات والمشاريع السوسيو- سياسية. وأشار إلى المملكة استطاعت أن تتجاوز "بهدوء" مرحلة الربيع العربي بفضل "الرؤية المتبصرة" للملك محمد السادس، مؤكدا أنه في سياق الربيع العربي الذي شمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شكل المغرب استثناء وقدم نفسه كنموذج للاستقرار.
من جهته، أبرز المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا بالوكالة اليابانية للتعاون الدولي شينيشي ياماناكا أن الوكالة لا تدخر جهدا من أجل إرساء نمو مدمج بالمغرب، مسجلا أن التعاون الثنائي الذي يعود لسنوات السبعينات يغطي العديد من المجالات السوسيو- اقتصادية بغلاف مالي يبلغ 30 مليار درهم. من جهته، قال مدير الدراسات والتوقعات المالية محمد شفيقي، على هامش هذه الندوة، إن اللقاء يشكل مناسبة لمناقشة القضايا المتعلقة بالرأسمال غير المادي ولتحديد رؤى مبتكرة من أجل الإدماج والمساواة والإنصاف وإعطاء معنى للتنمية البشرية المستدامة مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف حاجيات فئات المجتمع.
ويهدف هذا اللقاء إلى الإحاطة بالمفهوم المتعدد الأبعاد للنمو المدمج وتحديد الرهانات التي يحملها هذا النمو بالنسبة لشرائح واسعة من الساكنة خصوصا من حيث توفير فرص الشغل وتقليص الفوارق المجالية وتلك المرتبطة بقضايا النوع الاجتماعي. وتعمل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، التي أحدثت سنة 1974 ، من أجل إرساء اقتصاد مستقر ودائم في خدمة ساكنة البلدان السائرة في طريق النمو . وقد أطلقت سنة 2012 أنشطة مشتركة إلى جانب مؤسسة (بروكينجز) الأمريكية للأبحاث بهدف دعم وإرساء نمو مدمج بالمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.