الرباط : سناء برادة
أصدر البنك الدولي تقريرا مفصلا عن الطاقات المتجددة في المغرب، مشيدًا بالدور الكبير الذي سيلعبه المغرب عالميا على مستوى تصدير الطاقة النظيفة، معلنًا البدء في إنشاء إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية المركَّزة في العالم في توليد الكهرباء قريبًا، حيث توفر الطاقة الشمسية المركِّزة طاقة كهربية منتظمة حتى في الأوقات التي لا تشرق فيها الشمس.
وأوضح البنك الدولي في تقريره، أنه من المتوقع أن تؤدي هذه المحطة إلى تقليص اعتماد المغرب على الوقود الأحفوري بواقع 2.5 مليون طن من النفط، مؤكدًا أن المغرب في طريقه لأن يصنع التاريخ قريبًا مع بدء توليد الكهرباء في المرحلة الأولى لواحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية المركَّزة في العالم. وعندما يتم تشغيل المحطة بالكامل، فإنها ستنتج ما يكفي من الطاقة لتغطية احتياجات أكثر من مليون مغربي مع إمكانية توليد طاقة إضافية لتصديرها إلى أوروبا.
وصرحت مديرة البرامج في صناديق الاستثمار في الأنشطة المناخية لدى البنك الدولي مافالدا دوارتي، بأن "تقديرات منحنى التعلُّم تشير إلى أنه يمكن توقع أن يقوم مجمَّع نور ورزازات بخفض تكلفة الطاقة الشمسية المركَّزة عالميًا بواقع 3 في المائة".
وفي تعريفه لمحطة نور، أكد تقرير البنك الدولي أن هذا المجمَّع هو أول مجمَّع للطاقة الشمسية على مستوى المرافق في المغرب، ويُعد خطوة بالغة الأهمية في برنامج المغرب للطاقة الشمسية الذي يستهدف إنتاج الطاقة الشمسية بقدرة مركَّبة قدرها 2 غيغا وات بحلول عام 2020.
ويؤكد هذا المشروع تصميم المغرب على تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، والتحول إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة، والمضي نحو تبني استراتيجية إنمائية منخفضة الانبعاثات الكربونية.
ويُعد لتلبية المغرب أكبر مستورد للطاقة في الشرق الأوسط ويعتمد اعتمادا كبيرا على المصادر الأجنبية أكثر من 97 في المائة من احتياجاته من الطاقة.
ويؤدي استغلال أشعة الشمس الوفيرة في توليد الطاقة إلى تجنيب المغرب التعرُّض لتقلبات تكاليف الاستيراد، إلى جانب إتاحة إمكانية تصدير الطاقة الخضراء إلى البلدان المجاورة. وستؤدي هذه المحطة أيضًا إلى تقليص اعتماد البلاد على الطاقة بنحو 2.5 مليون طن من النفط.
ومن المتوقع أن يحقق مجمَّع نور ورزازات للطاقة الشمسية المركَّزة، الذي يضم ثلاث محطات، قدرة توليد مركَّبة تتجاوز 500 ميغا وات ليوفّر في النهاية الكهرباء لنحو 1.1 مليون مغربي بحلول عام 2018، ومن المتوقع أيضا أن يؤدي هذا المجمَّع إلى تقليص الانبعاثات الكربونية بواقع 760 ألف طن سنويًا، وهو ما قد يعني خفض الانبعاثات الكربونية بواقع 17.5 مليون طن خلال 25 عاما.
وتملك الطاقة الشمسية المركَّزة، إذا ما اقترنت بتخزين الطاقة الحرارية، إمكانات هائلة نظرًا إلى قدرتها على توفير طاقة يمكن الاعتماد عليها حتى إذا لم تظهر الشمس.