وجدة-كمال لمريني
لا حديث داخل السوق الأسبوعي في مدينة زايو، ضواحي الناظور، الذي ينعقد كل خميس، إلا عن جودة اللحوم والأسماك المعروضة للبيع، إذ أكدت مصادر متطابقة أن "باطوار" المدينة تحتل الرتبة الأولى على مستوى الإقليم.
كيف يمكن لـ "باطوار" مدينة صغيرة بحجم زايو أن تحتل الرتبة الأولى على مستوى الإقليم؟ وماهي المعايير المتخذة لمنح المدينة هذه الرتبة؟ وهل فعلا يخلو السوق الأسبوعي للمدينة من لحوم واسماك فاسدة؟ أكثر من علامة استفهام طرحت حول هذا الموضوع، وحاولت "المغرب اليوم" أن تفتح القوس بخصوصه بغية الحصول على التصريحات من قلب السوق الأسبوعي.
وسلطت "المغرب اليوم"، أضوائها على السوق الأسبوعي لمدينة زايو، وأجرت فيه، بغية تقريب الصورة بشكل واضح للزوار، أمام المكان الخاص بالجزائريين، وقفت "المغرب اليوم" على جمعية حماية المستهلك وهي بصدد إجراء دورات تحسيسية لمراقبة المواد التي يقدمها التجار للبيع، خصوصا اللحوم الحمراء والأسماك.
وقال رئيس الجمعية (قال) في تصريحه إلى "المغرب اليوم"، أن اللحوم الحمراء التي يتم عرضها للبيع في السوق هي في المستوى المطلوب وذات جودة عالية. لكن "المغرب اليوم" لم يكتفي بتصريحات الرئيس فحسب، بل اقتربت من الجزارين أنفسهم من اجل أن تبحث عن إجابات أكثر.
يذكر احد الجزارين في تصريحه إلى "المغرب اليوم"، أن اللحوم الحمراء التي يتم عرضها للبيع في السوق، تخضع للمراقبة من طرف المصلحة البيطرية، خصوصا الدكتور البيطري، الذي يعاين الحالات الصحية للاكباش المرشحة للذبح، وهو الذي يعطي الضوء الأخضر لذبحها. نافيا أن تكون هناك حالات من "الذبح السري". في حين يقول جزار آخر بلهجة حادة "مكان بيع لا نعجة ولا معزة، كاين لعجل،" مشيرا إلى أن اللحوم المعروضة للبيع تتوفر على دمغة (الكاشي) المصلحة البيطرية.
وكشف المصدر ذاته، أن الدكتور المسؤول يجري بين الفينة والأخرى، دورات على المحلات الخاصة باللحوم الحمراء، ويتفقد حالها، قبل أن يضيف قائلا:" نقدم سلعة في المستوى وليست هناك أية حالات غش، إذ لا يمكن لنا أن نغش الزبون، ونحن نقدم لهم لحوما يصل سعرها إلى 75 درها للكيلوغرام".
لم تتوقف "المغرب اليوم"، عند تصريحات هذا الجزار، لتغلق القوس الذي فتحته، بل اقتربت من المسؤول عن المصلحة البيطرية في المدينة، من اجل البحث عن شروحات أكثر، وهو الذي قال في تصريحه إلى "المغرب اليوم"، أن الاكباش التي يتم ذبحها في "الباطوار"، تخضع للمراقبة وليست هناك أي امراض، وجميع اللحوم المعروضة للبيع ذات جودة عالية، ليضيف قائلا:" تعرف مدينة زايو منافسة بين الجزارين مما يجعلهم يتنافسون على مستوى الجودة، وأنا أتحمل المسؤولية إن كانت هناك حالات غش".
وبخصوص المعايير المتخذة لمنح "باطوار" مدينة زايو الرتبة الأولى على مستوى إقليم الناظور، يجيب الدكتور البيطري، "انه أحسن بأطوار في الإقليم لا من حيث النظافة، ولا الماء، ولا العمال، ولا شاحنات نقل اللحوم، جميع عمليات الذبح التي تجرى في "الباطوار" تتم في إطار القانون".
وأوضح الدكتور، أن ما يتم تداوله مجرد أكاذيب فقط، إذ يخضع "الباطوار" إلى مراقبة صارمة من طرف المصلحة البيطرية، والشرطة الإدارية (تابعة للمجلس البلدي) والسلطات المحلية، ودكتور بلدية زايو. وبشأن الأسماك، التي تلج أسواق مدينة زايو، أجمع التجار والدكتور البيطري على أنها اسماك جديدة، ولا تلج المدينة أي سلع فاسدة.
ويقول أحد المتبضعين الذي التقت به "المغرب اليوم"، وسألته بخصوص جودة المواد المعروضة للبيع في السوق، أجاب قائلا:" السلعة اللي كاتجي أل زايو مليحة، لا الخضرة، ولا اللحم، ولا الحوت، بصح كاين شوية نتاع لغلا"، وبخصوص الغش، يضيف "مكاينش الغش راه زايو أصغير، غير يبدا شي واحد اغش في السلعة كولشي غادي يسيق لو الخبر، ومغادي يمشي عندو تا واحد، ديك الساعة انش الدبان".