الدار البيضاء - ناديا احمد
اعتبر رئيس الشبكة العالمية للتنمية بيير جاكي، أنّ المنهجية العلمية تقتضي اعتماد المفاهيم والمبادئ الإيكولوجية في تدبير عملية الزراعة المستدامة، مضيفًا أنّ الفلاحة الصديقة للبيئة تكون ذات مردود واستدامة من منظور اقتصادي وإيكولوجي واجتماعي.
وأوضح جاكي، على هامش افتتاح أعمال المؤتمر السنوي الـ16 للشبكة العالمية للتنمية، في الدار البيضاء، أنّ الزراعة البيولوجية أو الإيكولوجية تعتبر ثورة خضراء جديدة، تعتمد على أساليب جديدة وابتكارات علمية وبيولوجية من شأنها أن تساعد على تحسين تنظيم التفاعل بين الإنسان والطبيعة من جهة، وبين الإنسان والأرض من جهة ثانية، ما سيؤثر إيجابًا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
وأبرز أنّ الفلاحة الإيكولوجية تحيل إلى الممارسة الزراعية التي لا ينبغي أن تقتصر على التكنولوجيا؛ ولكن تأخذ بعين الاعتبار الأمر برمته، من خلال تدبير المياه وإعادة التشجير، ومكافحة انجراف التربة، والتنوع البيولوجي، والارتفاع الحراري، وأيضًا العلاقة بين الإنسان والبيئة.
وأضاف، بالعودة إلى موضوع المؤتمر الذي يتمحور حول "الفلاحة من أجل نمو مستدام : تحديات وفرص من أجل ثورة خضراء"، أنّ اختيار هذا الموضوع يعكس بوضوح اهتمام الشبكة بقطاع الزراعة الذي يعتبر محركًا للتنمية، كما ينطوي على أسئلة عدة تستدعي مقاربات مختلفة ومقارنات بين الدول.
وبيّن أن البلدان النامية، خصوصًا الأفريقية التي تعرف كثافة سكانية في المناطق القروية حيث الزراعة تشكل جزءًا مهمًا من الإنتاج، ثم شدد على ضرورة التفكير في استراتيجيات النمو والحد من الفقر عبر الاهتمام بالتنمية الفلاحية، مؤكدًا أنّ اختيار المغرب لاحتضان المؤتمر، المنظم بشراكة: مع مركز السياسات التابع لمؤسسة مجموعة المكتب الشريف للفوسفات ومنتدى البحوث الاقتصادية، وبدعم كل من: البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية ومركز الأبحاث من أجل التنمية الدولية، مهم جدًا، لأن المملكة حققت تقدمًا كبيرًا في مجال التنمية الفلاحية.
وأردف، أنّ المخطط الأخضر يعد عاملا ووسيلة لتحقيق النمو الفلاحي موضحًا أنّ بلدا مثل المغرب، حيث يمثل فيه قطاع الزراعة اليوم ما يقرب من 17 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهذا أمر مهم جدًا، معربًا عن ارتياحه للنتائج المشجعة التي حققها القطاع، ما سيعطي دفعة للنمو الاقتصادي في المغرب.