الدار البيضاء - ناديا أحمد
يزداد التعاون بين المغرب والسنغال، كنموذج ناجح للشراكة "جنوب - جنوب" مبني على رؤية جديدة للتكامل المربح بما يخدم الشعوب الإفريقية. وتؤكد كافة المؤشرات الاقتصادية لوزارتي المال بالبلدين، الوضع الإيجابي للشراكة بين البلدين، وتنبئ بظرفية إيجابية للمبادلات بينهما في إطار مقاربة مشتركة لاستغلال أمثل للثروات الإفريقية لصالح الساكنة المحلية، عبر شراكة أعمق واندماج أقوى ورؤية تجعل من التنمية البشرية غايتها
ويعد السنغال أول زبون للمغرب في إفريقيا، جنوب الصحراء ب12 في المائة من الصادرات، وثامن مزود للمملكة على صعيد هذه المنطقة ب2,13 في المائة من الواردات. وتهم هذه المبادلات، بالخصوص، قطاعات الفلاحة والنقل والطاقة والسكن وصناعة الأدوية والتكنولوجيات الجديدة، ما يعكس تنوع المنتجات التي توجه بالأساس لتلبية حاجيات المواطنين. وتعكس هذه الأرقام الجهود التي يبذلها البلدان الشقيقان للنهوض بتعاون مثمر يفسح الطريق أمام شراكة مربحة في إفريقيا.، فضلا عن الحضور القوي للقطاع الخاص السنغالي بالمغرب وحضور نظيره المغربي بالسنغال. ومنذ سنة 2000، والحضور الاقتصادي المغربي في السنغال يتنامى بشكل منتظم عبر استثمارات خاصة ومضاعفة المبادرات الرامية إلى مواكبة هذا الحضور.
ويظهر اختيار المملكة للسنغال على أن هذا البلد صار يعد الوجهة الأولى للاستثمارات الأجنبية المغربية بالخارج. فرجال الأعمال المغاربة لا يأتون للسنغال فقط لتحقيق الربح في ظرف وجيز، وإنما ضمن منظور يتوخى تقاسم الخبرات في القطاعات التي تعتبر عصب الاقتصاد. ومن أجل وضع الأحداث في سياقها، يمثل منتدى كرانس مونتانا، الذي ينعقد بالداخلة بالمغرب ما بين 12 و14 أذار/مارس الجاري، فرصة لمعالجة الإشكاليات الكبرى المطروحة أمام القارة لاسيما في إطار التعاون جنوب - جنوب