الدار البيضاء - ناديا أحمد
أجمع المشاركون في الدورة الثالثة للمنتدى الدولي "إفريقيا والتنمية"، على ضرورة العمل من أجل تنويع مصادر الطاقة في أفريقيا وضمان الأمن الغذائي وتثمين الموارد الزراعية وتكوين الشباب.
وأكدوا خلال توصيات المؤتمر المنعقد في الدار البيضاء، أهمية اتخاذ إجراءات لتسهيل الاستثمارات البينية للقطاع الخاص في هذه المجالات على مستوى القارة الأفريقية، لاسيما الشق المتعلق بالطاقة.
وشدَّدت التوصيات التي تلاها الرئيس المدير العام لمجموعة "التجاري وفا بنك" محمد الكتاني، على أهمية تقاسم التجارب وبلورة مشاريع مشتركة متعلقة بكهربة المدن والقرى، مثلما فعل المغرب عام 2014 بكل من بنين والغابون والكونغو برازافيل.
ودعت التوصيات إلى الاستفادة من السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة، التي تم وضعها قبل خمسين عامًا، بغية ضمان الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي، وفيما يتعلق بالبنى التحتية، لاسيما المجالات التي يوجد فيها خصاص، تهم الطاقة والنقل والاتصالات والماء وتكنولوجيا الإعلام والاتصال.
وطالبت باعتماد طرق مبتكرة لتمويل المشاريع، مشيرة إلى أنَّ تكوين الشباب الإفريقي وتأهيله يشكل عاملًا أساسيًا لمواجهة التحديات المطروحة على القارة الإفريقية.
وأبرز وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، في كلمته خلال حفل الاختتام، أنَّ المغرب يواصل بإصرار التزامه المتعلق بالمساهمة في تطور القارة الإفريقية، عبر مجموعة من المشاريع المهمة الخاصة بالخدمات البنكية والتأمينات، والبنى التحتية، وتدبير المياه والري، والفلاحة والصناعة الغذائية، والصيد البحري، والتربية والتكوين، والصحة، وتكنولوجيا الإعلام والاتصال.
وأوضح رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي نزار بركة، أنَّ هذا المنتدى يؤكد من جديد وجود إرادة مشتركة لإطلاق شراكة متوازنة تمكن من مواجهة التحديات لما فيه خير القارة السوداء، من خلال نموذج تنموي مندمج ومستدام.
وأضاف بركة أنَّ المناقشات التي جرت خلال هذا المنتدى، مكنت من تحديد المشاريع التي تضمن التكامل، وتجعل الأفارقة ينخرطون في سلسلة من الأنشطة الاقتصادية التي تخلق قيمة مضافة.
واعتبر وزير الاقتصاد والمالية السنغالي أمادو مبا، أنَّ تجربة عدد من الدول، أظهرت أنَّ تحقيق التنمية ليس مسؤولية الدولة لوحدها؛ ولكن أيضًا مسؤولية القطاع الخاص، مشيرًا إلى أنَّ المغرب "البلد المنفتح"، يسعى دومًا إلى التكامل والاندماج الاقتصادي للبلدان الإفريقية.
وجرى خلال الحفل الختامي للمؤتمر، تسليم جوائز "التعاون جنوب - جنوب"، التي فاز بجائزتها الأولى الشركة الإيفوارية "إيس إين سوتيسي" التي انتقلت من عملية توزيع المياه على السكان، إلى نقل المياه الموجهة للفلاحة.
وفاز بالجائزة الثانية الشركة الكاميرونية "مختبرات الصيدلة الطبيعية"، في حين ظفرت بالجائزة الثالثة الشركة الغابونية "لاغابونيز دينيرجي" المشتغلة في مجال إنتاج الكهرباء.
كما جرى توزيع جوائز المستثمرين الشباب، التي فاز في صنفها المتعلق بـ"الابتكار" الشاب الكامروني مارك أرتور زانك صاحب شركة "هيمور ميديكال"، والشاب المغربي محسن لخديسي صاحب شركة "نيوكسا ماروك" في صنف الاستثمار الاجتماعي.