الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الأهرامات المصرية

القاهرة - سعيد فرماوي

كشف مجموعة من خبراء الآثار المصريين والأجانب من فرنسا وكندا واليابان، عن مشروع بحثي لاثنين من أهرامات الجيزة المصرية واثنين من أهرامات دهشور جنوب القاهرة، بغرض فحص هذه المواقع الأثرية من خلال الأشعة تحت الحمراء والمسح بأشعة الليزر والأشعة الكونية.
وأوضح الخبراء أن استخدام هذه التقنيات ربما يساعد في العثور على المقابر المختبئة في غرفة دفن توت عنخ آمون، التي قد تنتمي إلى الملكة نفرتيتي، وبيّن وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي في مؤتمر صحافي أن "الخبراء يفحصون الأهرامات الأربعة للكشف عن أي غرف أو أسرار مختبئة، ويسعى المهندسون المعماريون إلى إجراء مسح للآثار باستخدام تكنولوجيا غير مدمرة بحيث لا تضر الأهرامات".

ولفت الخبراء إلى أن هذه الدراسة المعروفة باسم "مسح الأهرامات" تعد محاولة جديدة لفهم كيفية بناء المعالم الأثرية في المقام الأول، وأجريت العديد من الفحوصات السابقة لكشف أسرار الأهرامات لكن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى نظرية محددة تشرح كيفية بناء هيكل الأهرامات.
ويعرف هرم خوفو بالهرم الأكبر، وهو أطول أهرامات الجيزة الثلاثة، وبني بواسطة نجل سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة منذ عام 2.575 حتى 2.465 قبل الميلاد، كما شيد هرم خفرع بواسطة نجله، وبني الهرمان في دهشور بواسطة "سنفرو".


وذكر مؤسس معهد  "HIP" ومقره باريس مهدي طيوبي، الذي يشارك في الدراسة أن "الفكرة تكمن في محاولة العثور على حل للغز الأهرامات، وكانت هناك محاولة مماثلة منذ 30 عامًا ولكن هذا أول مشروع يتم بمشاركة عالمية باستخدام التقنيات المتطورة لفحص الأهرامات، ويتوقع أن يستمر مشروع مسح الأهرامات حتى نهاية عام 2016".
وأشار الدماطي إلى أن استخدام الأشعة تحت الحمراء في فحص الأهرامات ربما تكون مفيدة للبحث عن الغرفة الخفية المحتملة في مقبرة الملك توت عنخ آمون، والتي يُعتقد أنها مكان دفن الملكة نفرتيتي، ولم يكتشف علماء الآثار بعد مومياء الملكة نفرتيتي ذات الجمال الأسطوري، إلا أن عالم الآثار البريطاني الشهير "نيكولاس ريفنز" أوضح في دراسة حديثة أن قبرها ربما يكون في غرفة سرية مجاورة لمقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك في الأقصر في جنوب مصر، ويعتقد "ريفنز" الذي كان في الأقصر في أيلول/سبتمبر الماضي لتحقيق نظريته أن هناك باب خفي في مقبرة توت عنخ آمون يخفي مكان دفن الملكة نفرتيتي.

ووافقت مصر على استخدام أجهزة الرادار للبحث في قبر الملك توت عنخ آمون الذي عُثر عليه من قبل عالم المصريات البريطاني "هوارد كارتر" عام 1922، وأوضح الدماطي الشهر الماضي أنوالعلامات على الجدران الشمالية والغربية تماثل تلك التي عثر عليها "كارتر" في مدخل مقبرة توت عنخ آمون.
ويزور الدماطي الأقصر مع عالم المصريات البريطاني "ريفيز"، وأفاد الوزير المصري لوسائل الإعلام المصرية أن "هناك احتمال أن الجدران الغربية والشمالية من مقبرة توت عنخ أمون تخفى ورائها غرفتين للدفن"، وقال الدماطى لموقع "أهرام أونلاين" أنه سيتم الإعلان عن نتائج المسح بالرادار في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو نفس اليوم الذي اكتشفت فيه مقبرة توت عنخ آمون.
ويعتقد الدكتور "ريفيز" أن توت عنخ أمون الذي توفي في عمر 19 عامًا ربما دُفن في غرفة خارجية من المقبرة الأصلية للملكة نفرتيتي، وأوضح "ريفيز" وجود صور عالية الدقة لمقبرة توت عنخ آمون تكشف العديد من المميزات المثيرة للاهتمام والتي لا تبدو طبيعية، مضيفا "تتميز المقبرة بوجود خطوط مستقيمة تصل إلى 90 درجة على الأرض، ويصعب التقاط هذه المميزات بالعين المجردة".
ولفت ريفيز إلى أن الجدران في المقبرة ربما تخفي مداخل غير مكتشفة، ربما يؤدى أحدها إلى مقبرة نفرتيتي، مشيرا إلى أن تصميم المقبرة يوحي بأنها بنيت من أجل ملكة وليس ملك، وأضاف الدماطي "أتفق معه في أنه ربما يكون هناك شيء خفي خلف الجدران"، لكنه أشار إلى أنه في حالة دفن شخص أخر هنا فربما يكون الملكة "كيا" والتي يعتقد علماء المصريات أنها والدة الملك توت.

وكانت للملكة نفرتيتي التي اشتهرت بجمالها تمثال شهير يعود إلى 3300 عام، وتعد نفرتيتي الزوجة الرئيسية للفرعون إخناتون الذي قدم شكلا مبكرا للتوحيد، وكان إخناتون خلفا لفرعون يعرف باسم "سمنخار" وبعده جاء الملك "توت" الذي يعتقد أنه نجل "سمنخار"، في حين يعتقد "ريفيز" أن سمنخار هو في الواقع نفرتيتي.
وأوضح ريفيز أن " نفرتيتي اختفت وفقا للنقوش الحديثة التي اكتشفت، وأعتقد أنها لم تختف لكنها غيرت اسمها، وبعد أن توفت نفرتيتي كان توت مسؤولا عن دفنها وعندما توفي توت قرر شخص ما تمديد المقبرة، أعتقد أنه عند وفاة نفرتيتي منذ عقد من الزمن، تذكروا أن هناك مقبرة ويمكن تمديدها عند وفاة توت، وأي اكتشاف سنتوصل إليه يتيح مزيد من المعلومات عن هذا الوقت المضطرب في مصر القديمة"،وأفاد الدماطي " عائلة إخناتون مليئة بالأسرار والقضايا التاريخية التي لم تحل بعدهأ".
وكشف "ريفيز" بعد مسح جدران مقبرة توت عنخ أمون بأشعة عالية الدقة عن احتمالية وجود مداخل غير مكتشفة في المقبرة ويعتقد أن يكون أحدها غرفة تخزين، أما الغرفة الأخرى في الجانب الشمالي من المقبرة تحتوى على مقبرة المالك الأصلي للمقبرة وهي الملكة نفرتيتي حسبما يعتقد ريفيز، وإذا صحّ اعتقاد رفيز فربما يحتوي القبر المخبوء على اكتشافات رائعة، ويعتقد ريفيز أن الغرفة هي مقبرة نفرتيتي بسبب وضعها إلى يمين عمود المدخل وهو وضع شائع للملكات المصرية أكثر من الملوك الذكور.
وتحير الخبراء لأعوام نتيجة صغر حجم غرفة دفن توت عنخ آمون نظرا لمكانته في التاريخ المصري، ولذلك يعتقد الدكتور "ريفيز" أنها بنيت كإضافة إلى المقبرة القائمة بالفعل من أجل والدته، وتعد غرفة دفن توت عنخ آمون في حجم غرفة الانتظار بدلا من كونها غرفة لدفن ملك مصري عظيم، وأشار ريفيز إلى مدى ثراء وفخامة المفروشات المكدسة في مقبرة توت عنخ آمون، ويعتقد غالية علماء المصريات أن هذه المقتنيات يبدو أنه أخذت من الملوك الأسلاف من أجل الملك الصبي.
ويظن ريفيز أن المدخل الذي يعتقد أنه لمقبرة نفرتيتي يضم مشاهد دينية ربما تكون طقوس لتوفير الحماية للغرفة التي وراء ذلك، مضيفا "ليس هناك سيدة من السلالة الحاكمة للأسرة 18 تحظى بهذه المكانة سوى الملكة نفرتيتي"، وإذا صحت نظرية الدكتور ريفيز فيعد ذلك حلا لألغاز مقبرة توت عنخ آمون التي حيرت الخبراء، وعلى سبيل المثال وجدت كنوز في الداخل تبدو أنها مستعملة ووضعت في عجالة.
وبيّنت محاضرة المصريات البارزة في جامعة "مانشستر" الدكتورة جويس تيلدسيلي لصحيفة "التايمز"، أن فرضية الدكتور ريفيز ربما تكون صحيحة، مضيفة "لن يكون غريبا مع وجود غرف إضافية في المقبرة، وسأكون مندهشة في حالة اكتشاف أن هذه المقبرة بنيت من أجل الملكة نفرتيتي، ومن المحتمل أن تكون توفيت في عهد زوجها إخناتون ولذلك دفنت في تل العمارنة وهي المدينة التي بناها إخناتون لهذا العرض في شرق مصر، ولكن كنت أتوقع أن تكون مدفونة في مكان ما في الوادي الغربي وليس في وسط وادي الملوك".
ويعتقد الكثير من علماء المصريات بوجود واحد أو اثنين من الفراعنة المشتركين بين إخناتون وتوت عنخ آمون، ويعتقد ريفيز أن أحدهم ربما يكون نفرتيتي التي حكمت مصر بنفسها لبضعة أشهر، ويساعد الكشف عن مقبرتها في إتاحة مزيد من المعلومات عن هذه الفترة الغامضة في ظل الاهتمام العالمي المكثف بمصر القديمة.
ويذكر أن مقبرة الملكة نفرتيتي رائعة الجمال التي لقبت بـ"سيدة الأرضين" مفقودة منذ عدة قرون منذ وفاتها المفاجئة في عام 1340 قبل الميلاد.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة