الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

غزة – محمد حبيب

لم يستهدف الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة الأرض فقط بل استهدف الإنسان بكل مكوناته وفكره وتراثه، سعيًا منه للقضاء على كل ما هو عربي فلسطيني، فالمكتبات والتي تعتبر مكون أساسي من مكونات الإنسان الفلسطيني تعرضت للاستهداف من قبل آلة الحرب الإسرائيلية. فعلى مدار التاريخ كان للاحتلال الإسرائيلي دور كبير في سرقة وتدمير المكتبات الفلسطينية ونهب محتوياتها وجعلها إحدى مجموعات مكتباته؛ حيث أن الإحتلال منذ بدء احتلاله لم يحارب الأرض والبشر في فلسطين فقط؛ بل وحارب الثقافة والكتاب والتي تمثلت بالمكتبات.

وكشف مدير عام دائرة المعارض والمكتبات في وزارة الثقافة، محمد الشريف، أنه "بعد التواصل مع المكتبات سواء العامة أو الخاصة والمدارس والمساجد تبين لنا أن المحتل خلال عدوانه على غزة استهدف المكتبات بشكل كبير نتج عنها اتلاف أكثر من 8 آلاف كتاب من شتى المجالات".

وأضاف الشريف "على مدار التاريخ يقوم المحتل بإيقاف العقول وتدميرها ويبدأ من المكان الذي يشع بالمثقفين في كافة المجالات وهي المكتبات وهو ما أقدم عليه المحتل الصهيوني خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة فدمر مكتبة بلدية خانيونس بالكامل وكذلك مكتبة بيت الحكمة العامة ومكتبة الأندية الرياضية إضافة لتدمير أربعة مكتبات بشكل جزئي وتدمير عدد كبير من مكتبات المساجد والمدرسية".

وأكد الشريف على أن وزارته ستقوم بإعمار المكتبات وتزويدها بما يتوفر من كتب لإعادة الروح وجلب القراء والمثقفين للمكتبات التي دمرها الاحتلال، متابعًا: نحن لدينا مجموعة من الكتب وسندرس المكتبات المدمرة حسب الأولوية وسنتواصل مع الناشرين الدوليين لإظهار دور المحتل في تدمير الثقافة الفلسطينية واستهداف مدراء وأمناء المكتبات.

وعن الشهيد سليمان بركة؛ أوضح الشريف أن الشهيد المهندس كان له دور بارز ومؤثر في افتتاح وإقامة مكتبة دير البلح العامة ووجدنا فيه الإصرار والعزم في تكريس جهده وترسيخ الافتتاح لدى المسؤولين وكان على تواصل مستمر مع وزارة الثقافة لافتتاحها وتواصل مع عدد كبير من المؤسسات والشخصيات حتى تم تجهيزها بكافة المستلزمات من أثاث وحواسيب وتواصل معنا لتوفير أفضل الكتب.

وأوضح الشريف أن الشهيد نسق مع عدد من المدارس لإبراز أهمية المكتبة والقراءة خاصة وأن المكتبة تقع في وسط منطقة مكتظة بالسكان ويوجد بها عدد كبير من المدارس والجامعات والمثقفين والمؤسسات.

وأكد الشريف على أن الشهيد ترك بصمة واضحة جدًا دلت على أن المكتبة ليست مخزن للكتب بل لها أهمية كبيرة من خلال إعداده للمحاضرات والأيام الدراسية واستضافة بعض الأطفال للترفيه عنهم خاصة وأنه وفر عدد من أجهزة اللاب توب عدد (15) لإفادة المواطنين.

وأشار الشريف إلى إصابة موظف إداري في مكتبة بلدية دير البلح خلال عمله بالبلدية مما يدلل على أن المكتبات لم تكن بمنأى عن المشكلات التي عانها المواطن الفلسطيني خلال العدوان على غزة فقدمت المباني والشهداء والجرحى واستهدفت بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

من جهته أوضح الكاتب والأكاديمي الدكتور أيمن العتوم أن "كلّ أمّة تُقاسُ بالكتاب؛ فأمّة تحترم الكتاب جديرة بأن تقود غيرَها من الأمم، وأمّة تحتقره جديرةٌ بأن تُحتَقر من سِواها، وبوصلة التّحضّر والرّقيّ في أيّ أمّة هم المثقّفون". مضيفًا كلّما ازداد عددالمثقّفين في أيّ مجتمع دلّ ذلك على أنّه مجتمعٌ سويٌّ قادرٌ على الإنتاج، والعطاء، إنّ المثقّفين هم سياج الأمان لمجتمعاتهم من الخُواء والسّطحيّة واللّهاث وراء السّراب.

وعن استهداف الاحتلال للكتب والمكتبات أردف "لأنّه يُدرك أكثر من غيره أنّ أسهل وسيلةٍ لتسطيح المجتمعات والقضاء على هويّتها الحضاريّة هو إلغاء الكتاب والثّقافة من حياتها... فإذا ما قضى على الكتاب - مصدر الإلهام لعدوّه ومركزالإزعاج له - سَهُل عليه بعد ذلك أن يُسيطر على تلك المجتمعات الّتي تنقاد لرغباته بسهوله، وتسقط في شَرَكه دون أدنى مقاومة".

وأرسل العتوم رسالة للشباب مفادها بأن كونوا وقودَ التّغيير، وشعلة الحرّيّة مهما حاول العدوّ أن يغتالكم معنويًّا أو مادّيًا فابقَوا طودًا أشمّ مهما عصفتْ بكمُ الرّياح... إنْ قتلوا منّا ألفًا جئناهم بالآلاف من المثقّفين الواعين القادرين على توجيه البوصلة نحو الغاية العُظمى: (تحرير الأرض والإنسان). لن نستسلم، ولن نتراجع، ولن نهون، ولن نذلّ، وسنقاوم حتى آخر قطرة.

فيما أطلق رسالة أخرى للمحتل قالها بكل عزم واصرار "كمثقّف: سأظلّ أكتب لجيلي والأجيال القادمة، وأغذّي فيها الثّورة ضدّك، والكُره لك مهما حاولتَ أن تتزيّى بغير زيّك، أو تتزيّن لتغيّر وجهك القبيح... دمّر ما شئت... وأحرِقْ ما شئت... سنواصل الكفاح بالقلم والسّيف حتّى نقتلعك من جذورك، ونطهّر بلادَنا من دنسك، ونُعيدها آمنةً مطمئنةً إلى أهلها".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة