الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
المصورة الصومالية آمال سعيد تعلن إبداع المرأة من خلال التصوير

لندن - سليم كرم

تعيش الشاعرة والمصورة الصومالية المولودة في الدانمارك آمال سعيد (20 عاما) خارج لندن، وهي طالبة تدرس السياسية في جامعة لندن (SOAS)، ومثل الكثير في عمرها تقضي الكثير من الوقت في غرفة نومها تستمع إلى موسيقى الراب والبوب وتصفح اليوتيوب، لكنها تثور على طريقة تصوير النساء والنساء ذوات البشرة الملونة المسلمات في الثقافة، وبدأ حسابها على أنستغرام حيث بدأت نشر صورها في جذب اهتماما دوليا، وتحظى أشعارها بمكانتها أيضا، حيث فازت بجائزة Wasafiri New Writing Prize للشعر في 2015 ولها حضور فعال في ساحة الكلمات المنطوقة في لندن

وتتميز صور سعيد بالحساسية والهدوء والحيوية في آن واحد مع الملابس والمناظر الطبيعية، وتذهب قوتها إلى ما وراء الجمال، واستخدمت سعيد صورها لنحت مساحة في ثقافة المجتمع للنساء اللاتي تصورهم، والتقت الغارديان سعيد وثلاثة من النساء اللاتي صورتهن وهم راشيل لونغ وهي شاعرة ومؤسسة جماعة أوكتافيا للشعر ورينا مينغيشي الشاعرة وطالبة الماجستير في الموسيقى الإلكترونية وسونيانا براغافا الشاعة وطالبة الفيزياء الفلكية، وتحدثت النساء عن الذكور ونظرتهم للبيض وعن الطابع الجنسي وكيف منحتهم الأنترنت مجتمع وصورة ذاتية.

وأكدت راشيل لونغ : "أسست أوكتافيا لأنه عندما نلتقي في المناسبات المختلفة لا تمنحنا المحادثات المساحة الكافية للحديث ولدينا الكثير لنقوله، وكنا في حاجة إلى مساحة خاصة بنا خارج الموؤسسات الأكاديمية التي ضمت الكبير من البيض من الطبقات المتوسطة وكانت ذكورية للغاية، ومن المهم أن تدرك أنك تريد صنع مساحة لك لكن ذلك لا يعني أنك تريد الفصل، لكننا صنعنا هذه المساحات حتى لا نحتاج إلى تلك المساحات أكثر من ذلك".

وأضافت آمال سعيد " كنت أكتب عن الأشياء الصعبة التي قيل لي أن أخفيها لأن النساء في بلدي ليست فخورة بها أو لأنهم يتوقعون آلا يفهم الناس، وشعرت أنه ليس لدي خيار ويعد البقاء صامتة الشعور بمزيد من العار داخلي بشأن جسدي، ولا أ‘تقد أنه من العدل إبقاء كل شيء داخلي، وبذلك كانت الكتابة عملا يتيح لي تبادل المشاعر الثقيلة حقا، والشيء  الذي لا يُصدق هو أن يتم سماعي وإخباري بأنني لست وحدي"، وأردفت رينا مينغيشي " اعتدت الكتابة عن الأشياء المجردة الكبيرة ربما لأنني ولدت في طوكيو ونشأت في بكين وشعرت أنه لدي سيرتي الذاتية الخاصة، وأعتقد أن العثور على مجتمعات من الكتاب والنساء ساعدني على التخلص من الأفكار المسبقة حول الكيفية التي ينبغي أن تكون عليها أشعاري، والأن أركز أكثر على توثيق العلاقات الحميمية في حياتي مثل كتابة قصائد الحب لأنني لم أشعر بالنمطية عند قرائتها في غرفة مليئة بالنساء".

واستكملت آمال سعيد " كونك مسلمة مرتدية الحجاب وتقفين على خشبة المسرح ويتوقع منك أن تقولين شيء قصير أو ينتزع صوتك أو أن تكتبين قصيدة عن الأخبار أو الحرب، هذا ليس عادلا بالنسبة لي لأنني فتاة وأعتني بأشيائي الخاصة، وخاصة عند التقديم، انظر لدينا آمال سعيد انظر  إلى عملها إنه مأساوي أو مدمر للغاية، حينها أتسائل مدمر بالنسبة لمن؟ إنه عملي إنه شيء لا يعيقني"، وأضافت راشيل لونغ "هذا التوقع بأنك يجب أن تكتب هذا النوع من الأشياء والتي تعبر جميعها عن صوت واحد أو تتحدث عن التربية الصعبة التي مررت بها أو خلفيتك من الطبقة العاملة، أشياء من هذا القبيل لم أرد أن أفعلها بالضرورة"، وبينت سونانيا برغافا " أنا أكثر بكثيرم ن إمرأة هندية أنا امرأة ذات تنشئة صعبة إلى حد ما وهو شيء يحدث للكثيرين، وأهتم بالسيريالية حقا ويتضح ذلك في أشعاري، وعندما أكتب أكتب عن أشياء صعبة ولا أشعر بالذنب للتعبير عن ذاتي في الورق أو الكتابة عن الأشياء المرعبة التي يحبها الناس، لأنني اخترت الأنوثة لنفسي ولا ينبغي أن يقول لي أحدد ما يفترض أن يكون أو لا يكون مؤنث، والشيء المحزن هو الطريقة التي يرمز بها الناس للنساء ذوات البشرة الملونة، حيث يتوقعون منهم جلب روايات معينة، وينتهي بك الحال في مأزق مزدوج، حسنا أنا على قدم المساواة مع نظيري الرجل ولكن يُمنح لي الوقت فقط إذا تحدثت عن طرق اختلافي عنهم أو الطرق التي أكتسب بها حزني وألمي".

وتابعت سوننيا برغافا " وجدت في كثير من الوقت أنه إذا جاء لي أحد الرجال وسألني عن كيفية تعايشي مع العنف المنزلي أو كيف نشأت في منزل عنيف أعتقد أنه سيثني علي لاحتفاظي بقدر من الأنوثة وبعض مستويات من الضعف والنعومة، كما لو أنني لا زلت مقبولة لأنني استطعت تقديم نفسي بطريقة أنثوية، في حين أن النساء يساعدوك على الاتجاه للطريق لمعرفة صوتك الحقيقي"، وذكرت رينا مينغيشي " يمكن أن يقترب منك الفنان الذكر تحت ستار (مهلا نحن مبدعون على حد سواء إنه تعاون فني)، ولكنه ليس كذلك في الحقيقة إنه يريدون تصويرك بطريقة جذابة بالنسبة لهم، عليك أن تفكر في الأنا التي تأتي للمصور الذكر، إنهم يفكرون في رينا ليست كشخص  أو شريك ولكن كفتاة جميلة في غرفتي، إنها مجرد شيء على الجانب الآخر من العدسة، لماذا تستخدم المرأة العارية كعامل جذب، إذا استخدمت المرأة العارية لتجعل صورتك جديرة بالاهتمام فربما لا تكون مصور جيد، إذا لم تستطع تقديم صورة مثيرة دون الاعتماد على الجانب الجنسي للمرأة فربما لا زلت تحتاج إلى ممارسة"، وأضافت راشيل لونغ " صوتك صحيح وضروري ويجب أن تحفظ هذا الشعار داخلك، ولأن هذا الاعتقاد يتزعزع فيجب أن تقرأ كثيرا، لأنك لن تكون جيدا إن لم تقرأ، ولن تتمكن من الكتابة بشكل جيد، إذا كنت غريب الأطوار ومعزول فإنه أمر صعب، يج عليك صنع مجتمع بأي شكل من الأشكال، يمكنك استخدام الأنترنت للحصول على مجتمع لمشاركة أفكارك يضيف هذا الكثير إلى ثقتك بذاتك، ويجب عليك الحصول على شخص تحبه وتثق به ويمكنه نقد عملك  لأنك لن تتحسن إذا لم تدرك أنك تحتاج المزيد من النقد".

وأشارت سوننيا برغافا إلى أن " بغض النظر عما تقوله سيخبرك الناس أنه ليس هناك حاجة بالنسبة لك لتقوله، ليس هناك حاجة لك للرسم أو التصوير أو كتابة الموسيقي لأنك بطريقة ما لن تغير أي شيء ، وهذه كلها لعبة للتأكد من أنك لن تتجاوز العلامات الخاصة بك ولن تخرج عن نفسك ولن تخترق اختصاص عمل المرأة المبدعة، ولذلك عليك أن تثابر وآلا تدع أحد يخبرك أنه لا مكان لك في مجال الفن"، وأضافت رينا مينغيشي " عندم تقرأ المزيد من النساء ستجد صدى عميق وحقيقي جدا عندما تقرأ أشعار المرأة لأنهم يعلمون بالفعل ما مررت به ولكن تم محوهم من الكتب المدرسية بسبب الشعراء الذكور"، وأردفت آمال سعيد " أشعر أنني قاتلت من أجل مصطلح فنان لفترة طويلة، والأشخاص الذين نشأت حولهم دائما ما حاولوا أخذ مصطلح فنانة مني، أنت مجرد ابنه،  مجرد طالبة سياسية، لا يمكنك أن تكوني أكثر من شيء في الوقت نفسه ولكن الرجال يستطيعون، وبالنسبة لي استغرق الأمر حتى نشر الكتاب الأول بعنوان Warsan Shire والذين علمي أن أكسر قواعد والدتي وهذا ما أردت فعله، وقلت لها انظري إنها صومالية وتفعل هذا وأنا لا أفتعل شيئًا للتعبير عن الأمور"، وأوضحت رينا مينغيشي " أنا لا أوهم نفسي بالتفكير بأنني شخص مسؤول عن إحداث تغيير كبير في العالم الإبداعي، ولكن إذا تسببت أعمالي العلانية في إلهام بعض الزملاء المبدعين الذين يشعرون بالإحباط فهذا مهم بالنسبة لي".

وتابعت آمال سعيد " أعيش حياتي بشكل منعزل لكني أقول أن ما عشته من الجزء الصغير من العالم الخاص بي يمكن أن يلمسك ويشير هذا إلى سبب أهمية الأنترنت ويوتيوب، وبالنسبة لي كإمرأة صومالية شابة نشأت في مكان لا توجد به خدمات وتوجد أقرب سنيما على بعد 30 دقيقة بالحافلة فإن وجود مساحة لك على الأنترنت ومشاركة أعمالك مع الناس يزيد من نمو ثقتك بنفسك، وهذا هو ما جعلني قادرة على أن أقول أنني أستطيع فعل ذلك"، وأضافت سوننيانا برغافا " أعتقد أن مقياسنا في قياس التغيير مذكر للغاية ويتم بطريقة عدوانية عنيفة تجعلك ترغب في كسر الحدود والهيكل بالكامل لإحداث تغيير،ولكن هذا ليس صحيحا على الإطلاق، وكان المجال الرقمي بداية صحيحة لنا، قبل الترقية إلى ما هو أكثر شخصية، كنت أقرأ عن بيونسيه واكتشفت Warsan Shire عبر يوتيوب وهي الوسيلة ذاتها التي يمكن لأس من النساء ذوات البشرة الملونة الوصول إليها فيما يتعلق بالشعر"، وأضافت راشيل لونغ " آمال لم تقم فقط بتصوير النساء ذوات البشرة الملونة ولكن صورها ناعمة للغاية إنها فائقة الأنوثة، ففي كثير من الأحيان يتم تصوير النساء السود مثل المومياوات كبيرة وضخمة ولا تتمتع بالنعومة، إنها تبدو في التلفاز صاخبة مرتدية أقراط وذات شعر أحمر لكن آمال قدمت العكس بصورها، وحتى إن لم تكن كل امرأة سوداء هكذا ولكن أن نرى النعومة في هذه الصور فذلك أمر مذهل".

وكشفت سونيانا برغافا " لم يسبق لي أن شعرت بالراحة أمام الكاميرا لأنني أعتقدت أنها ستضخم عيوبي بدلا من محاولة العثور على شيء أحبه، ولكن شيء ما يجري في يد المرأة التي تحبها وتحترمها، فكرة أن تكون مع امرأة ويمكنها رؤية الجمال داخلك إنه شيء يتطلق المزيد من الثقة، فكرة أن أدع آمال تلتقط صورة لي وأراها بعد ذلك وأعجب بها إنه شيء هائل بالنسبة للنساء، لأن النساء دوما ينظرون إلى صور مشوهة لأنفسهم، إنها فكرة رائعة أن ترى صورة لنفسك وتكون مثلا: مهلا إنه فقط أنا كما أبدو".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة