الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
التشكيلي الفلسطيني عصام مخيمر

القاهرة- المغرب اليوم

«عظمة هذه الثورة أنها ليست بندقية، فلو كانت بندقية فقط، لكانت قاطعة طريق، لكنها نبض شاعر، وريشة فنان، وقلم كاتب، ومبضع جراح، وإبرة لفتاة تخيط قميص فدائييها وزوجها»... مقولة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، تتجسد لزائر المعرض التشكيلي «لكل وجه قضية»، حيث رسمت «ريشة الفنان» الغزاوي عصام مخيمر لوحات من قلب الحصار، ناقلة رسالة فنية عن ألم الفلسطينيين.

حوّل الفنان الشاب هذا الألم إلى طاقة فنية، يفجّر فيها مشاعره، فعبّر بوضوح عن قضية بلاده وصمود أهلها، واختار العاصمة المصرية القاهرة «بيت الفن»، حسب وصفه، لكي يبعث منها رسالته التشكيلية الأولى إلى العرب جميعاً، بل والعالم.

فعبر 14 عملاً زيتياً يؤكد أن الفن هو أسلوب من أساليب المقاومة الشعبية الفلسطينية، مُتقفياً خطوات فنان الكاريكاتير الراحل ناجي العلي، الذي انتقد برسوماته اللاذعة سياسات الاحتلال.

آملاً أن يتجول بلوحاته عبر دول العالم لكي يعرف الجميع معاناة الفلسطينيين.

أقرا ايضا:

زملاء الرسام ناجي العلي يُوظِّفون الكاريكاتير لإسقاط "صفقة القرن"​

يتحدث مخيمر عن عنوان معرضه، قائلاً : «(لكل وجه قضية) يعني أن كل وجه أو ملمح في لوحاتي تدور عن قضية من قضايا الشعب الفلسطيني، الذي مر بحصار وحروب وتهجير واستيطان، ووضع مادي ومعنوي ونفسي. كما تركز الأعمال على معاناة شعب غزة المحاصر، الذي يفتقد لأبسط الأشياء التي يحتاج إليها الإنسان».

يلجأ الفنان الفلسطيني أحياناً إلى البورتريه، وأحياناً أخرى إلى الرمز الذي يتفاعل مع العناصر الأخرى في لوحاته بما يمكنه من تشكيل رسالته الفنية. ويوضح: «عنصر الوجوه موجود بقوة، وبخاصة وجه المرأة، الذي اعتمدت عليه في أكثر من لوحة، وقصدت ذلك لأنها هي من تعبر عن الأرض، وهي دائماً بملامحها تؤثر أكثر من الرجل». ويتابع: «أما عن الرمز، فقد اتجهت بداية إلى الرسم بالأسلوب الواقعي، من ثم التأثيري الواقعي، منتهياً بالطابع السريالي، حيث شعرت بأن الواقعية لا تكفي، فالرمز السريالي يمكنه توصيل رسالة أعمق، ويسهل تطويعه لإيصال مفهوم أشمل».

مفاهيم وأفكار بأساليب مختلفة يمكن ملاحظتها مع التوقف أمام لوحات المعرض... فلوحة «الأم الفلسطينية» يترك صاحبها المجال أمام المتلقي لكي يتأملها ليرى عدداً من المعاني، فهي تنطق بصفات المرأة العاطفية والإنسانية والأخلاقية؛ إذ يلجأ مخيمر إلى خصلات شعرها الذهبية لكي يعبّر بها عن مشاعرها الدافئة التي تربي بها الصغار، ومن الخصلات أيضاً ينطلق حصان بما يعبّر عن أنها ثائرة ومناضلة، بينما تنتهي الخصلات بجنازة شهيد، بما ينم عن التضحية والفداء بالأبناء، كما تعبر اللوحة ككل عن جمال المرأة الفلسطينية.

«بيت من ركام»، عنوان لوحة أخرى، يحاول بها الفنان الشاب لفت نظر العالم إلى حرب 2017 على غزة، عندما بات الأهالي ليلة كاملة تحت جحيم المدفعية الإسرائيلية، لتدك المنازل، ثم جاء عيد الفطر بعدها، ليرتدي الأطفال لباس العيد وسط الركام والحرب القائمة، فما كان منهم إلا أن تركوا ألعابهم وحاولوا إعادة بناء منزلهم بالأحجار المتهدمة، بين نظرة إحباط ونظرة أمل منهم. أما لوحة «عهد الوطن»، فهي تستلهم وجه الناشطة الفلسطينية ضد الاحتلال عهد التميمي، وتبرز معنى العهد للوطن، والرسالة من ورائها أن جميع الفلسطينيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم يدافعون عن الوطن كلٌ بطريقته، وأن المقاومة ليست فقط بالسلاح والحجر، بل بالوسائل كافة، مثل الفن والموسيقى والدعاء.

تجمع لوحة «غزة»، وهو أيضاً اسم الفتاة صاحبة البورتريه، بين نقيضين، ففي عينيها تلمع الدموع وعلى شفتيها تقف ابتسامة على مضض، وكلتاهما – المدينة التي تطل على شكل خريطة غزة الجغرافية والفتاة بملامحها الطفولية المقهورة - تظهران في اللوحة وسط الظلام الدامس، بما يعبّر عن الحصار وانقطاع الكهرباء المستمر.

مع هذه الرؤى الفنية، تتكامل الألوان بما يخدم «ريشة الفنان»، فألوانه الزيتية جاءت متناسقة مع الأفكار المطروحة، وهو ما يوضحه مخيمر بقوله: «عملت على أن أوصل رسالتي ليس فقط من خلال الرمز والخطوط، لكن من خلال اللون أيضاً، حيث تطل الوجوه والخلفيات بألوان هادئة بما يتناسب مع البيئة المعتمة التي أعبر عنها».

قد يهمك ايضا:

الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ينجو من عمليات اغتيال عديدة

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة