الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
فرسان المغرب التقليديون

الدار البيضاء - سعيد بونوار

ارتبطت مواسم الفروسية التقليدية بالبوادي المغربية بلحظات الفرح والسعادة، التي تلي انتهاء مواسم الحصاد، وتواكب أيام الأفراح وحفلات الزفاف، أو في الأعياد الدينية والوطنية، وحتى في سنوات الجفاف التي هبت برياحها على المغرب في عقد الثمانيات والتسعينات، ظل الارتباط بالفروسية التقليدية قائما،  ومعها توطدت العلاقة مع الحصان في زمن هيمنة السيارات الفاخرة، عاكسا ارتباط المغربي بعاداته وتقاليده وهويته مهما اشتدت عليه الأمور، أو تعاقبت عليه النكبات، أو مارس التمدن تأثيره على الأهواء والأعراف  والرغبات.
ويشعر الفلاح المغربي بأن " الحرْكة"، ( الفروسية) ومعها سماع صوت البارود المدوي، تدخل في فلسفة الرجولة، والشهامة والمروءة التي تطبع هذا الإنسان، إنها تذكرهم بالرفعة التي منحها الفرس للإنسان العربي المسلم، ببسط الرمز للحاكم ونفوذه وقوته،.
ومع ذلك فالعناية بالخيول، وبذل الغالي والنفيس من أجل راحتها والسهر على رعايتها، والتصدي لكل أشكال طمسها، ظلت لصيقة بالفارس المغربي، ولم تؤثر فيها بأي شكل من الأشكال عوامل الطبيعة.
ويروي عاشقو الفروسية المغربية التي يسميها البعض بـ"الفانتازيا"، أنها  تعبر عن تقنية حربية قديمة عرفت بـ"الكر والفر"، وكانت تقوم على انقضاض مجموعات خفيفة ومتتالية من الفرسان بسرعة خاطفة على الأعداء وتنسحب بالسرعة ذاتها، ومعاودة العملية عدة مرات إلى حين إرهاق العدة، معنى ذلك أن المغاربة كانوا سباقين عالميا إلى تقنية حرب العصابات التي أثبت فعاليتها في حركات التحرير لدى الكثير من الشعوب. وهذا هو الشكل الذي يميز الاستعراضات المغربية في الفروسية، إذ تتباهى كل قبيلة بفرسانها أو مجموعة فرسان يُطلق عليهم بـ"الصُربة" المشتقة من السرب.
وبات الحصان يملك أكبر من هذه الحضوة، بل لا يمكن أن يمر حدث، أو احتفاء دون أن تصطف صفوف الفرسان في انتظار إمتاع الجماهير بألوان من الاستعراض، بالاعتماد على السرعة، والتوحد في إطلاق النيران، وهي تعبر عن دلالات ورموز عديدة منها: الانضباط الذي ينبغي أن يلتزم به الفرسان في الاستماع إلى أوامر قائدهم، ويسمى عند المغاربة بـ"لمقدم"، وضرورة الاندماج إلى درجة التوحد مع أعضاء الفرقة المعروفين باسم "الخيالة"، وهي  فرجة تستقطب الآلاف من الجماهير، وتخصص لها مساحات واسعة في ضواحي المدن، وغالبا ما تصحب هذه العروض بأهازيج الموسيقى الشعبية التي تثير الحماسة في الخيول قبل الجماهير.
وتشجع الحكومة المغربية مهرجانات الفروسية في القرى الفقيرة التي يبذل فيها الفلاحون الفقراء جهدا على حساب قوتهم من أجل أن يستمر هذا الموروث الشعبي.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة