دمشق - جورج الشامي
روت المخرجة السورية الشابة أفين برازي ما حدث معها في أروقة التلفزيون السوري، وكيف قام مدير التلفزيون بسرقة جهدها ليقدمه باسمه، وهو الأمر الذي يتكرر يوميًا في هذه المؤسسة.وبدأت قصة برازي منذ أكثر من عامين، حيث قدمت سيناريو وفكرة فيلم وثائقي يتألف من ثلاثة أجزاء يتحدث عن العلاقات السورية الروسية، ومن المفروض أن يتم التصوير في سورية وروسيا.وقالت: ذهبت إلى مدير التليفزيون السوري الذي يدعى معن صالح، وبعدما تأجل موعدي معه لأكثر من ثلاث مرات، لأسباب روتينة كالعادة، ولأنني مخرجة ليست لدي واسطة, وبعد الحصول على مقابلة معه لأجل عرض فيلمي الوثائقي الإنساني، دخلت إليه حاملة الفكرة فقرأه وطبعًا الفكرة كانت موافقة عليها من قبل مدير عام التلفزيون السابق الأستاذ معن حيدر، في البداية نظر إلى توقيع المدير العام وقرأتُ على وجهه عدم الارتياح من التوقيع، قال لي أريد منك سيناريو مفصلاً عن الفيلم الذي من المفروض أن يكون ثلاثة أجزاء.وتابعت: فعلاً بعد يومين ذهبت إليه وأيضًا اضطررت لأخذ الموعد لأكثر من مرة بسبب انشغال المدير الموقر، وبعد أسبوع تكرم علي بمقابلته، وقرأ السيناريو بتمعن شديد، وأصبح يستفسر عن بعض النقاط الواردة في السيناريو وأنا كنت أجيب عن كل أسئلته بشفافية. ثم وقع على السيناريو توقيعه المبجل، أكدت عليه أن الفكرة فيها سفر ومكلفة، وأريد دعمه لتنفيذها هز برأسه موافقًا. طبعًا هو لا يرى نفسه كمدير فقط بل كأنه وزير، وحولني لمدير إنتاج اتفقت معه على التفاصيل كافة من موافقات لأماكن التصوير إلى السفارة الروسية التي نريد التصوير فيها، وأنا تواصلت مع المركز الثقافي الروسي وأيضًا مع السفارة الروسية لأجل التصوير في روسيا.وتوقف كل شيء بعد خمسة عشرة أيام من التحضيرات للفيلم وتحديد كادر العمل من مصورين وفنيين، بعد أن اتصل بها مدير الإنتاج مؤكدًا أن مدير التليفزيون لم يوقع أمر السفر إلى روسيا.تقول برازي: ذهبت مباشرة لمدير التليفزيون وبعد ساعة ونصف من الانتظار الممل تكرم علي بمشاهدة طلته البهية، هنا قدمت له توقيعه وتوقيع المدير العام وبأسلوب ساذج أنكر أنه يعلم شيئًا عن السفر، وأنه وافق على موضوع السفر. طبعًا هو كاذب لأنني أكدت أكثر من مرة موضوع السفر، أحسست وقتها بخبث نيته، ومن ثم قال لي اذهبي وأنا سوف أتصل بك بعد أسبوعين لتباشري الفيلم ولكن من دون سفر، وشعرت وقتها بأن عينيه تكذبان، وأن تأجيل الموضوع وقصة عدم الموافقة على السفر فيها إشارات استفهام عدة، وحتى الآن لم يتصل بي، على الرغم من أنني سافرت إلى كندا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.وتتهكم برازي بقولها: الطريف في الموضوع أن أصدقائي اتصلوا بي وقالوا لي إن مدير التلفزيون المبجل معن صالح سرق فكرتك، وهو الآن بصدد تصوير هذا الفيلم طبعًا وسيعرض الفيلم باسمه، والذي كان من المقرر أن يكون باسمي، طبعًا انصدمت، وقررت رفع قضية، ولكن وجودي خارج سورية منعني من ذلك، وأيضًا أكثر من صديق قال لي إذا أنت سرق لك فكرة واحدة فهو كل يوم يفعل ذلك فينا جميعًا هذا حالنا كلنا، فنحن لا نستطيع الشكوى لأنه مدير، وبهذه الطريقة تتم سرقة كل الأفلام من دون أن يقوم أي شخص بتقديم شكوى ضده، وختمت قصتهما بقولها: مبروك عليك فيلمي يا مدير السرقة معن صالح.ويذكر أن برازي حاصلة على شهادة إخراج من جامعة بيروت سنة ٢٠٠٦ وشهادة مساعد مجاز في التجارة والاقتصاد من جامعة حلب.وأخرجت مجموعة أفلام قصيرة في لبنان وهي: (موقف خاص – ويبقى الحب – اسأل مجرب ولا تسأل حكيم)، بالإضافة إلى مجموعة أفلام وثائقية لقناة التربوية السورية بعنوان: (من عالم الأطفال - دمشق في عيون عشاقها)، وقد عملت كمخرج مساعد في السينما والدراما، بالإضافة إلى مجموعة برامج تلفزيونية منها: مسلسل (قمر بني هاشم) مع المخرج محمد الشيخ نجيب، مسلسل (اسأل روحك) مع المخرج سيف الشيخ نجيب، الفيلم السينمائي (بوابة الجنة) مع المخرج ماهر كدو، مسلسل (عزف منفرد) مع المخرج سامر برقاوي، مسلسل (على الرصيف الآخر) مع المخرج نذير عواد، مسلسل (أسرار وخفايا) مع المخرج علي شاهين، وكمخرج منفذ في برنامج (من جديد) في قناة ال "mbc" الفضائية اللبنانية، وبرنامج (الصناعة في سورية) في قناة "الديرة العربية"، وبرنامج (اضحك معنا) في قناة الديرة العربية، وبرنامج (زيارة خاصة) في قناة "الديرة العربية"، وكإعداد وسيناريو في مجموعة أفلام وثائقية لقناة "التربوية" السورية.