الدار البيضاء: سعيد بونوار
تفتح مدينة الصويرة المغربية أبوابها لفناني العالم، بمناسبة تنظيم الدورة 16 من مهرجان "كناوة" لموسيقى العالم الذي يستقطب إليه نجومًا ومتفرجين من شتى بلدان العالم، بحكم القواسم المشتركة لفنون"كناوة" لدى عدد من الشعوب في أميركا وآسيا وأفريقيا، حيث تنعقد الدورة في الفترة ما بين 20و23 حزيران/ يونيو الجاري، وتعيش الصويرة على إيقاع تجديد بنياتها لاستضافة مئات
الآلاف من الجماهير التي تحول المدينة الصغيرة إلى تجمع بشري كبير.
و يصر الكنبري الكناوي (آلة وترية) على عزف نشيد الحرية والتحرر في عاصمة" كناوة" العالم الصويرة، فالمدينة التي كادت أن تقذف بمهرجانها "كناوة٬ موسيقى العالم" في غياهب بحر الأطلسي بعد مداهمة أمواج عوز عاتية، عادت لتعيد الروح في مهرجانها وتعيد حكام العالم السفلي إلى عروشهم، ليتغنوا بالسلام والإنعتاق، و أرشدوا العالم العلوي المهزوم إلى مراتع الفرح والمتعة والانشراح.
ويذكر أن المهرجان عمره 16عامًا، و هو عمر مهرجان "كناوة" بالصويرة المغربية، لكنه فن يمتد لقرون تكاد تختزل معاناة السود لقرون ممن جرى استعبادهم من أفريقيا في اتجاه قارات العالم خاصة أميركا، فنانون وعازفون سود يجمعون نجوم السياسة والفن والإعلام والرياضة على أرض مدينة الرياح للشدو في ليال ينزعون فيها ثياب الحكم والشهرة، ويُجبرون على جلوس القرفصاء فوق أسفلت المدينة العتيقة، هذه هي فلسفة مهرجان كبير يجمع موسيقى العالم الروحية ويمزجها في "كوكتيل" يوحد بين المسلم واليهودي والرجعي والحداثي والمتطرف والمنفتح.
ومن جانبه قال مستشار الملك محمد السادس أندري أزولاي وهو في الوقت ذاته، رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان "إن هذا المهرجان٬ الذي يتم فيه الاحتفاء بموسيقى كناوة كتراث إنساني عالمي٬ أظهر أن الاحتفال لا يتنافى مع المساهمة في خلق تنمية يستفيد الجميع من ثمارها"٬ مبرزًا أن مدينة الصويرة٬ التي صارت تتنفس من خلال الموسيقى٬ لم تكن تتوفر عند انطلاقة المهرجان سوى على 5 فنادق فأصبحت اليوم تتوفر على ما يقرب من 200 فندق فخم.
و يشار إلى أن المهرجان ينظم من السهرات في الهواء الطلق لكبار فناني فن كناوة، وهم في غالبيتهم من الفنانين البسطاء الذين تحولوا إلى نجوم عالميين بفضل المهرجان.
وأوضح تصريح للمنظمين أن هذه الدورة، التي ستحمل برمجة غنية تجمع بين الفن الكناوي وفن الجاز وموسيقى العالم، تعمل على تجديد وجود هذا الموعد السنوي الموسيقي المتفرد، الذي يحتل مكانة هامة ضمن الأجندة الثقافية المغربية والدولية، من خلال حرصه على نقل ثقافة وتراث كناوة العريق عبر العالم.