طرابلس - ليبيا اليوم
سنة 1959 تخرجت الدفعة الأولى في الجامعة الليبية، التي علل الدكتور طه حسين تميزها ونجاحها بأن الرئيس جمال عبدالناصر أمر بإرسال أفضل الدكاترة لها. ومنذ قيام دولة المملكة الليبية كان المدرسون المصريون يغطون مدارسها باتساع رقعتها، ولما وافقت المملكة الليبية على إقامة المركز الثقافي، وإلحاق نادي المدرسين المصريين به في شارع عمر المختار بطرابلس، تبرع رجل الأعمال العصامي الحاج إبراهيم محمد السوسي بمناسبة تخرج تلك الدفعة، بقطعة الأرض ومبانيها الملاصقة للمركز الثقافي عرفانا من الليبيين بالجهد الذي قامت به مصر كناد للمدرسين المصريين. وما كان من وزير التعليم المصري السيد كمال الدين حسين إلاّ أن وجه له رسالة عبر فيها عن شكره وامتنانه.
والحاج إبراهيم السوسي لم يغب عن المشاركة في دعم جبهة التحرير الجزائرية. وما أن أسس الشهيد صالح مسعود بويصير اللجنة الإسلامية العام 1968 التي تبنت دعم المؤسسات الإسلامية، ومن بين مهامها تحمل تكاليف دراسة الطلبة الفلسطينيين، كان الحاج إبراهيم السباق بتكفُله بالإنفاق على عدد منهم في أنحاء العالم، وهم الذين لم ينسوا فضله وظلوا على التواصل معه حتى من بعد أن تبوأوا قيادات بلادهم. ووصل دعمه لمساجد ومنظمات إسلامية في أنحاء العالم.
في مثل هذا اليوم منذ ست عشرة سنة، رحل عنا الحاج إبراهيم السوسي تاركا سيرة عطرة وحياه عصامية ابتدأها منذ مولده سنة 1918 في أجدابيا، ثم يستقر في بنغازي سنة 1950 ومنها ينتقل إلى طرابلس سنة 1953 مؤسسا عددا من المشاريع الخدمية، مساهما في بناء دولة الاستقلال، من مشاريع تحلية المياه، إلى المقاولات والتوكيلات التجارية، إلى المساهمة في تأسيس البنوك، كمصرف الصحاري ومصرف الوحدة وشركات التأمين، والملاحة البحرية، وخدمات السيارات بأنواعها، ورحل عنا من تونس يوم 11/4/ 2004 ثم وسدته جماهير طرابلس ثرى مقبرة سيدي بوكر في اليوم التالي.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
الفنانة المصرية لينا أسامة تُقدِّم 100 لوحة في معرض بتقنية الفيديو عن بُعد
لص مغمور يُحطّم أبواب متحف هولندي ويسرق لوحة لفنان عالمي