الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الفنانة الإيرانية شهرزاد شانجافلي وزوجها الفنان إيمان راد

واشنطن ــ رولا عيسى

بدأت محاولات الولايات المتحدة لاحتواء إيران عام 2012 عندما خفّفت وزارة خارجية الرئيس السابق باراك أوباما، القيود على تأشيرات الطلبة الإيرانيين، وبحلول عام 2015 ذهبت نحو نصف التأشيرات الصادرة إلى الإيرانيين وهم من بين الدول المتضررة من حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وولّد ذلك مئات الملايين من الدولارات في الرسوم الدراسية للمراكز الأكاديمية الأميركية، وتدفقت المراكز الأكاديمية الإيرانية والفنانين الموهوبين إلى أميركا بأعداد لم يسبق لها مثيل منذ عام 1979، إلا أن قرار الحظر الأخير يهدّد بتراجع الموهوبين.

وتعدّ الفنانة الإيرانية شهرزاد شانجافلي، أبرز الطلبة الذين سافروا إلى الولايات المتحدة حيث بدأت في برنامج الماجستير في الفنون الجميلة في جامعة ييل عام 2013، وبعد 3 سنوات فُتنت بحملة الانتخابات الرئاسية وانضمت إلى المظاهرات لدعم هيلاري كلينتون، وعادت شانجافلي في 20 يناير/ كانون الثاني من هذا العام إلى الولايات المتحدة من رحلة في الخارج ووجدت أميركا مختلفة عما كانت تعرفه، وعندما هبطت إلى المطار مثل العديد من الطلاب الإيرانيين تم إيقافها بسبب حظر السفر الذي فرضه ترامب على 7 دول ذات أغلبية مسلمة، إلا أن الانتخابات الأميركية الحالية لم تسر كما تمنت شانجافلي ما جعلها ضربة لها ولمعظم الآخرين في الحرم الجامعي.

وروت شانجافلي ذكريات حملة انتخابية أخرى خاسرة حيث استثمرت وزوجها الفنان الإيراني، إيمان راد، الكثير في المشرح الإصلاحي محمد موسوي الذي تحدى الرئيس الحالي المتشدّد محمود أحمدي نجاد في انتخابات 2009، وأثارت هزيمة موسوي احتجاجات واسعة في الشوارع، إلا أن القمع الوحشي قضى على آمال التغيير السلمي، وفي هذه اللحظة قرّر الزوجان مغادرة إيران، وكانت أميركا بالنسبة لهم وجهة مثالية في ظل استخراج تأشيرات الطلاب بسهولة أكبر، وأصبحت أميركا موطن لأعظم المواهب الإيرانية.

ولم تتجه شهرزاد إلى جامعة ييل  لهيبتها فقط لكنها علمت أنها ستقدّم لها الدعم من خلال المنح والقروض المؤسسية، وحتى مع وجود منحة دراسية كاملة لا تزال شهرزاد بحاجة إلى قروض بقيمة نحو 35 ألف دولار لتغطية نفقات مختلفة، وبالتالي كان على الزوجين التفكير في طريقة أخرى لإقامتهم في أميركا، وبحلول هذا الوقت كانت العقوبات دخلت حيز التنفيذ وتراجعت قيمة الريال الإيراني إلى أدنى مستوياتها التاريخية، وقبل الوصول إلى أميركا كان على الزوجين الذهاب إلى السفارة الأميركية التي لم تكن موجودة في إيران منذ أزمة الرهائن عام 1979، وباعا الزوجان كل ما يملكانه لتغطية النفقات الهائلة بما في ذلك تذاكر الطيران إلى دولة من العالم الثالث لزيارة السفارة والأمن واستخراج التأشيرة وتذاكر أميركا وأتعاب المحاماة.

وساهم الطلبة الإيرانيون في الكليات والجامعات الأميركية عام 2016 بإدخال نحو 386 مليون دولار إلى الاقتصاد، ومن بين الطلاب الدوليين تحتل إيران المرتبة 11 كمصدّر للباحثين الدوليين، وزادت قاعدة  الطلبة الدوليين إلى 12 ألف باحث وطبيب ومحامٍ وفنان ومهندس، ويعد الإيرانيون الذين أصبحوا مقيمين دائمين أو حاصلين على الجنسية الأميركية من المهاجرين الأكثر نجاحًا، ويتصدرون المجموعات المهاجرة من حيث الحصول على درجات أكاديمية متقدّمة ، حيث حصل أكثر من نصف الإيرانيين الأميركيين على درجة البكالوريوس في سن 25 عامًا وأكبر كحد أدنى أي تقريبا ضعف المعدل الوطني وفقا لتحالف الشؤون العامة الإيرانية الأميركية.

وجاءت المواجهة الأولى لشهرزاد وإيمان مع أميركا بصدمات متوقعة، وكانت الرحلة المعتادة إلى Home Depot قبل بدء العام الدراسي مذهلة، حيث شعرت شهرزاد بالاختلاف ليس بسبب هويتها الإيرانية والإسلامية، وأوضحت شهرزاد أنها "كنت طفلة شهدت الحرب بين إيران والعراق، وكان الخوف من صافرات القنابل جزء مني أكثر مما كنت أعتقد"، وبعد عامين في أميركا طلبت شهرزاد تأشيرة إضافية، وقام محامي الهجرة الإيراني الأميركي رضا مظاهري وهو جامع تحف ومعجب بالأعمال الفنية للزوجين بتقديم طلب لتغير حالتهم والحصول على تأشيرة "O"، وهي فئة خاصة للموهوبين، ومثّل مظاهري الذي عرض تقديم خبرته القانونية مقابل العمل الفني عشرات الإيرانيين، ويعتقد مظاهري أن أوباما من خلال فتح التأشيرات للطلاب ساهم في بدء موجة جديدة من الهجرة التي حقّقت بالفعل مساهمة كبيرة في المشهد الفني الأميركي.

ويعتبر الكثيرون أن تأشيرات "O" و "EB1" تعد سلاح أميركا السري، ويعتقد مظاهري أنها "الكيفية التي تسرق بها أميركا أفضل المواطنين من الدول الأخرى لسنوات"، وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي نجح مظاهري في الحصول على تأشيرة  "O" لشهرزاد، إلا أنه بعد قرار الحظر ستفرض القيود على سفرها من وإلي أميركا لعرض أعمالها، وتنتهي تأشيرة الطالب لزوجها في يونيو/ حزيزان ومالم يتم رفع الحظر فمن غير المرجح أن تستطع شهرزاد تمديد إقامتها للعمل كما كانت تأمل.

وستكون الخسارة لأميركا مزدوجة من ناحية الموهبة ومن ناحية القروض أيضا التي تقدّر بـ 70 ألف دولار للزوجين والتي لن يتمكنا من سدادها إذا خرجوا من البلاد، ومنذ تنفيذ الحظر تعهّدت فرنسا بالالتزام بمضاعفة قبول اللاجئين الإيرانيين عام 2017، فيما تعد كندا وأستراليا والدول الأوروبية الشمالية وجهات محتملة لمن يتم استبعادهم من أميركا، وسيكون من الصعب على أميركا الاحتفاظ بمكانتها باعتبارها الأولى في الابتكار إن لم تعد وجهة للمواطنين الأفضل.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة