الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
ترميم مقام "الشيخ المخفي" الصوفي

الأقصر ـ سامح عبدالفتاح

يعتبر مقام "الشيخ المخفي" الصوفي، فريد من نوعه مكوّن من غرفة مبنية من الطوب اللبن تعلوها قبة خضراء تحيط به الزراعات من مختلف جهاته، يقع في منطقة الحسينات التابعة إلى مدينة الطود جنوب محافظة الأقصر، العديد من أهالي المنطقة والمناطق المحيطة يشكل زيارة المقام والتبرك به طقسًا روحيا متوارثا للحصول على كراماته باعتباره أحد الأولياء الصالحين، ولعدم معرفة الأهالي أي معلومات عن صاحب المقام أو حتى اسمه ونسبه صار اسمه المتوارث منذ إنشائه على يد أحد أهالي المنطقة منذ عدة عقود مقام الشيخ "المخفي" أي غير المعلوم، وعلى الرغم من ذلك يحرص الأهالي على زيارته والإحتفاء به باعتباره من أصحاب الكرامات وأحد الأولياء الصالحين، فينذرون عنده النذور ويوزعون عند مقامه الحلوى والمأكولات ويقيمون له عدد من العادات الشعبية المثيرة للاهتمام مثل إضاءة الشموع داخل المقام أملا في تلبية حاجاتهم.

وخلال الشهور الأخيرة كان المقام "غير المعلوم اسم صاحبه"، على موعد مع قصة جديدة تفاصليها بدأت من مدينة إدفو التابعة إلى محافظة أسوان على بعد أكثر من 100 كيلو متر جنوب مدينة الطود، حيث رأى أحد الأشخاص من قرية البصيلية التابعة إلى مدينة إدفو، يدعى محمد مصطفى حسن عبدالعاطي، يبلغ من العمر 83 عاما، رؤية في منامه، تفيد بأن والده أبلغه في الرؤية أن يبحث عن مقام خاص به يقع وسط الزراعات الخضراء بجوار ساقية في منطقة الطود ويقوم بترميمه والاهتمام به والإعتناء به، ليكلف الابن الحفيد "سيد" البالغ من العمر 38 عاما، بالبحث عن المقام وتنفيذ وصية جده، وهو الأمر الذي تم بالفعل.

وأكّد سيد محمد مصطفى حسن عبدالعاطي، الذي يعمل معلم تكنولوجيا معلومات وحاسب آلي في مدرسة مصنع السكر الثانوية المشتركة في إدفو، للتعرّف على القصة، أنّ والده محمد البالغ من العمر 83 عاما، شاهد رؤية في منامه أبلغه خلالها والده "مصطفى" أن يبحث عن مقام خاص به يقع وسط زراعات خضراء بجوار ساقية في منطقة الطود ويقوم بترميمه والاهتمام به و الإعتناء به وإنقاذه، مشيرا إلى أنه بسب تقدّم والده في السن وظروف والده، كلّفه بتلك المهمة والبحث عن المقام.

وأشار عبدالعاطي، إلى أنه بعد البحث توصّل إلى تحديد المقام عن طريق أحد أصدقاء والده يدعى محمد رضوان من منطقة الضهرية التابعة إلى مدينة الطود ويعمل تاجر مواشي، منوّهًا إلى أنه بعد أن حكى له والده عن الرؤية تطابقت المواصفات على مقام الشيخ المخفي، وأنه انتقل مع والده إلى موقع المقام، وقاما بترميمه وطلائه وفرش الأرضية بعد صبها بالإسمنت، وتوصيل الكهرباء إلى المقام وإضاءته بمصابيح حديثة وعمل هيكل خشبي للضريح وكسوته بأقمشة جديدة بالإضافة إلى تنظيف الساحة المحيطة بالمقام وعمل "ديوان" لجلوس الزائرين، وتخصيص سبيل مياه مبسط عبارة عن "زيرين" لسقاية الزائرين والمزارعين في المنطقة.

ويقول عبدالعاطي، عن جده الشيخ مصطفى حسن عبدالعاطي البصيلي، الذي أطلق اسمه على مقام الشيخ "المخفي"، إنه ولد في مطلع القرن العشرين الميلادي في نجع القريطية في قرية البصيلية التابعة لمدينة إدفو التابعة لمحافظة أسوان، وكان تقيا ورعا يحب مصاحبة الصالحين وزاهدا في أمور الدنيا، مشيرا إلى أنه أظهر عددًا من الكرامات خلال حياته، من بينها أنه كان له لديه 3 أخوة "آدم وعبدالعاطي وجاويش"، والذين استاءوا من إهمال شقيقهم "الشيخ مصطفى" للعمل معهم في زراعة الأرض الخاصة بهم حيث كان يتم زراعتها بينهم الأربعة بنظام المخالطة، وذلك بسبب تعلقه بمجالس الذكر وسفره المتكرر لمرافقة الصالحين، فقرروا عزل نصيبه من الأرض بمساحة فدان وتعطيش الزرع حتى يحدث ذلك تأثيرا في شقيقهم فيهتم ويعرف قيمة مجهود إخوته ويرجع إلى العمل معهم، إلا أنهم فوجئوا أن الأرض الخاصة بشقيقهم يتم سقايتها في منتصف الليل وأن الساقية تعمل بدون أن يديرها أحد، فعرفوا أن شقيقهم صاحب كرامات، ورجعوا عن عناده وتركوه يمضي في طريقه واهتموا بأرضه.

ونوّه عبدالعاطي، إلى أن جده "الشيخ مصطفى"، توفي في عام 1943 ميلادية، بعد أن أنجب ولد وبنتين هم محمد وخضراء وسكينة، لافتًا إلى أن والده محمد كان عمره 8 سنوات حين وفاة جده، مشيرا إلى أنه بعد كل تلك السنوات رأى والده جده في الرؤية وتم تنفيذ وصيته، مشيرا إلى أنه ينوي تطوير المنطقة المحيطة بالمقام، وإقامة ساحة بها، وعمل مولد سنوي لجده.

على الجانب الآخر، تباينت ردود أفعال أهالي المنطقة المحيطة بالمقام ومريدي "الشيخ المخفي"، حيث انقسموا إلى قسمين أحدهما مؤيد للرواية ومشجع لها ومرحب بالتسمية الجديدة للمقام، والقسم الآخر لا يؤيدها، معتبرين أنهم تربوا ونشأوا على أن ذلك المقام خاص بـ"الشيخ المخفي" وأنه يجب استمرار تسمية المقام بذلك المسمى، إلا أن الجانبين اتفقوا على كرامات صاحب المقام وحبهم له.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة