القاهرة ـ حسام السيد
أثار تألق اللاعبين المصريين في ملاعب أوروبا أخيرًا، شهية بقية اللاعبين الصغار للبحث عن الاحتراف في سن مبكر، وبخاصة مع تزايد حدة الأزمات المالية في القطاع الرياضي في مصر.فقد لفت ثنائي بازل السويسري محمد صلاح ومحمد النني الأنظار في ملاعب القارة العجوز،
وبعد نجاح الثلاثي المصري محمد ناجي جدو وأحمد المحمدي وأحمد فتحي مع فريق هال سيتي الإنكليزي، توجهت الأنظار صوب اللاعبين المصريين، ليبدأ صغار الفراعنة في رحلة طرق الأبواب من الآن، في ظل ضرورة الاحتراف مبكرًا مع أزمات مالية تضرب القطاع الرياضي في مصر.
وواصل لاعب وسط إنبي ومنتخب مصر للشباب، صالح جمعه، بحثه عن فرصة للانضمام إلى أحد الأندية الكبيرة في أوروبا، وذلك في إطار الجولة التي يقوم بها في عدد من الأندية التي أبدت اهتمامًا كبيرًا بالحصول على خدماته، بعد حصوله على لقب أفضل لاعب في بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة للشباب، والتي فاز بها المنتخب المصري في الجزائر. ووصل جمعه إلى مدينة دورتموند الألمانية، الأربعاء، للانضمام إلى تدريبات فريقه بروسيا دورتموند، وخوض فترة معايشة مع الفريق، على أمل لفت أنظار المسؤولين في النادي للتعاقد معه، بعدما قضى اللاعب فترة معايشة مع فريق أندرلخت البلجيكي، خاض خلالها مباراتين مع فريق الشباب في الدوري أمام فاسلوند وليرس، وفاز أندرلخت على فاسلوند 3-1، ثم فاز على ليرس 5-1 وسجل جمعه هدفين في مرمى ليرس.
وتلقى لاعب منتخب الشباب المصري، عرضًا من نادي دورتموند، الذي تأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب ريال مدريد، وبدأ مع الفريق الألماني فترة معايشة، وذلك بعدما اتفق اللاعب مع وكيله على خوض تجربة المعايشة في أكثر من نادي قبل تحديد وجهته المقبلة، وبعدما رفض اللاعب حسم أمره بالنسبة للعروض للمفاضلة بينها، فيما يتوقع أن يحصل اللاعب على عروض قوية في حال تألق مع منتخب صغار الفراعنة في كأس العالم للشباب في تركيا والتي ستنطلق الشهر المقبل.
ونجح زميله في الفريق أحمد رفعت، في خطف الأنظار خلال مشاركته في تدريبات فريق أشبيلية الإسبانى، حيث يخضع اللاعب لفترة معايشة مع الفريق الأندلسي تمهيدًا للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، فيما أكدت صحيفة "أستوديو ديبورتيفو" الإسبانية، أن رفعت تألق خلال تدريبات الفريق، بفضل الإمكانات الفنية الهائلة التي يمتلكها وأهمها عامل السرعة، مشيرة إلى أن اللاعب نال إشادة مسؤولى بازل السويسري، عندما خضع لفترة معايشة منذ أيام قليلة، وأنه يحتاج إلى المزيد من الوقت، لإثبات جدارته بارتداء قميص أشبيلية خلال السنوات المقبلة.
وانضم نادي ستاندرلياج البلجيكي إلى الأندية التي ترغب في الحصول على خدمات لاعب النادي الأهلي ومنتخب الشباب محمود حسن تريزيجيه، حيث ينافس فريق نيس الفرنسي الذي طلب رسميًا خضوع اللاعب لفترة اختبار لمدة أسبوعين قبل التعاقد معه، وهو ما رفضته إدارة الأهلي وطلبت تأجيله، لسبب ارتباطات الفريق الأفريقية والمحلية، كما أن هناك شركة تسويق إيطالية ترغب في تسويق اللاعب، فيما كشف تريزيجيه عن أن عرض النادي البلجيكي سيصل الأهلي قريبًا، وأن بعض الوكلاء أكدوا له أن العرض جاد جدًا، وبخاصة أن ستاندرلياج يرغب كثيرًا في ضمه بعد متابعته خلال مشاركته في بطولة الأمم الأفريقية الماضية التي أقيمت في الجزائر، وحصل المنتخب على لقبها بمساهمة كبيرة من تريزيجيه.
ولم تتوقف العروض عند لاعبي الأهلي وإنبي فقط، ووصلت إلى بقية اللاعبين، حيث تلقى نادي الداخلية فاكسًا رسميًا من نادي بورتو البرتغالي طلب خلاله الأخير التعاقد مع ظهير أيسر الفريق أحمد سمير والحاصل أيضًا على كأس الأمم الأفريقية للشباب مع المنتخب المصري، مقابل 600 ألف دولار (ما يعادل 4 مليون و200 ألف جنيه)، وجاء العرض عن طريق إحدى شركات التسويق البرتغالية، في حين أبدى مسؤولو الداخلية موافقة مبدئية على رحيل اللاعب خلال الفترة المقبلة، إلا أنهم اشترطوا الحصول على مليون دولار نظير التفريط في خدماته.
ولم يغب قائد شباب الفراعنة في المونديال الأفريقي للشباب، رامي ربيعة، عن ساحة الانتقالات، حيث تلقت لجنة الكرة في النادي الأهلي طلبًا من نادي ليل الفرنسي من أجل سفر ربيعة إلى فرنسا وخوض فترة معايشة مع الفريق، تمهيدًا للتعاقد معه خلال الصيف المقبل، وجاء العرض بالتزامن مع إصابة اللاعب بغضروف الركبة وخضوعه لعملية جراحية جعلته يبتعد عن الملاعب لمدة 4 أسابيع.
وساهمت بطولة الأمم الأفريقية في الجزائر، في متابعة الأندية الكبيرة للاعبين، وعقب التتويج توالت العروض الاحترافية ومتابعة الأندية الأوروبية للاعبي خط الوسط، مثل محمود عبدالمنعم "كهربا"، الذي تلقى عرضين للاحتراف في إسبانيا في فريقي ريال سوسيداد ومايوركا، بينما تلقى محمود حماد عرضًا للاحتراف في باوك اليوناني، وأصبح حسام غالي على رادار السد القطري ومارسيليا الفرنسي، وأحمد رفعت في نابولي الإيطالي، في حين تلقى مسعد معوض حارس المرمى عرضًا للاحتراف في سبورتنج لشبونة البرتغالي.
وقدم خبراء الكرة المصرية نصيحة للاعبي المنتخب، بضرورة خوض التجربة في هذا الوقت لضمان النجاح، وحتى يعود ذلك بفائدة أكبر ومزدوجة بحيث تنعش عقود الاحتراف خزائن الأندية الخاوية، في الوقت الذي يستفيد منه المنتخب المصري الأول من احتراف عدد كبير من اللاعبين، فيما يبدو المدير الفني لمنتخب الشباب ربيع ياسين متخوفًا من تأثير هذه العروض على تركيز اللاعبين قبل انطلاق كأس العالم في تركيا.