الدار البيضاء ـ جميلة عمر
تسبب انهيار طابق من فندق "لينكولن"، في شارع محمد الخامس، في الدار البيضاء، في وفاة شخص، لم يتم استخراج جثمانه بعد من تحت الأنقاض، فضلاً عن إصابة آخرين، فجر الإثنين.
وعمدت قوّات الحماية المدنية، منذ الساعة الرابعة فجرًا، إلى تسييج شارع محمد الخامس، لاسيما في محيط السوق المركزي "مارشي سنترال"، تخوفًا من وقوع انهيارات أخرى في فندق "لينكولن"، الذي بات مأوى للمتشردين والعصابات. كما تم تطويق المكان بعدد كبير من رجال الأمن والقوات المساعدة، ورجال الوقاية المدنية، الذين قاموا بإخراج نزلاء الفندق.
وكشف شهود عيان، في تصريح لـ"المغرب اليوم"، أنّ "المتوفى يرجح أن يكون من إحدى دول أفريقيا جنوب الصحراء"، مبرزين أنّ "أحد المصابين بجروح خطيرة على مستوى الوجه، مغربي، تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى، بينما تم نقل الباقي لمركز المساعدة الاجتماعية تيط مليل".
ولازال البحث جار عن شخص أخر، مع احتمال وفاته، حسب إفادة عدد من المشردين الذين كانوا يتخذون من هذا الفندق مأوى لهم.
يذكر أنه أضحى فندق "لينكولن" مأوى لأكثر من 3000 متشرد، وهو مبنى آيل للسقوط، كما هو معروف. تختبئ فيه العصابات، التي تتحرك ليلاً في المناطق المجاورة لاصطياد ضحاياها، الذين يترددون على بعض الحانات والملاهي الليلية.
وكانت السلطات المحلية قد قامت باقتحام المكان، وأخرجت من داخله كل المشردين والمشردات، مع إغلاق كل المنافذ، وإبقاء منفذ واحد فقط للحيلولة دون عودة المتشردين له.
وأوضح أصحاب المتاجر المحاذية للفندق والمتضررين من تواجده، في تصريح لـ"المغرب اليوم"، قائلين "ضقنا ذرعًا من مماطلة الدولة في وضع حد لمشاكل هذا الفندق، الذي بات وكرًا للصوص والمتشردين، وتفريخ أبناء الشوارع. فعملية تسييجه ليست الحل الأنجع لمنع المشردين من العودة إلى داخل الفندق، فهم سيعودون لا محالة بعد أن يخرجوهم".
وأضاف أحدهم بلهجة يتطاير منها الغضب "إنها المرة الرابعة التي تضع فيها السلطات سياجات وتطرد المشردين منه لكن دون نتيجة تذكر".
وتحدث التاجر عن تحصن عدد كبير من اللصوص داخل أسوار الفندق المهدمة، ولا يغادرونه إلا ليلاً، إذ يخرجون مدججين بأسلحة بيضاء ويهددون المارة، لاسيما النساء منهم، قبل سرقة ما بحوزتهم، مشيرًا إلى أنّ "هؤلاء المشردين يقتلعون كميات من الحديد من بناية الفندق لبيعها".